تكبَّدت إسرائيل المزيد من الخسائر لدى استئناف معركة بنت جبيل أمس فيما واصلت قصفها الجوي العنيف الذي طال ليل الجمعة السبت العشرات من الأهداف ورفضت في ذات الوقت هدنة اقترحتها الأممالمتحدة لإخلاء الجرحى والمرضى في جنوبلبنان. وقال مسؤول في حزب الله صباح أمس السبت إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في بلدة بنت جبيل، التي تعتبر أحد معاقل الحزب، مشيراً إلى سقوط سبعة جرحى من القوات الإسرائيلية، وقد أيّدت (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية رواية الحزب، مشيرة إلى أن أحد الجرحى الإسرائيليين إصابته خطيرة. غير أن حزب الله نفى رواية للجيش الإسرائيلي زعم فيها أن 26 من عناصره قتلوا في هذه المعارك. وكان متحدث باسم حزب الله صرح يوم الجمعة الماضي بأن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من وسط بنت جبيل في وقت سابق من ذات اليوم بعد وقوع اشتباكات ضارية بينها وبين مقاتلي الحزب على بعد عدة كيلومترات من بلدة مارون الراس الحدودية. وكانت إسرائيل كثَّفت صباح أمس قصفها على لبنان خصوصاً على محيط بنت جبيل. وأحصت قوى الأمن سقوط حوالي 350 صاروخاً وقذيفة إسرائيلية على محيط بنت جبيل وقريتي عيترون وعيناتا المجاورتين. وكان المصدر ذاته أفاد مساء الجمعة أن الآليات الإسرائيلية التي كانت متمركزة عند مدخلي بنت جبيل الشرقي (من ناحية عيترون) والجنوبي (تلة مسعود) عادت إلى مارون الراس الإستراتيجية التي تشرف على جنوبلبنان وشمال إسرائيل، حيث هاجمها مقاتلو حزب الله مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة. وأكَّد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أمس السبت رداً على سؤال لوكالة فرانس برس أن القوات الإسرائيلية (غيّرت انتشارها بحسب تطور الوضع الميداني في قطاع مارون الراس وبنت جبيل)، مشدداً على أن هذه القوات ما زالت تنشط في هذا القطاع. كذلك شن الطيران الإسرائيلي فجر السبت غارات على وديان طير دبا وعيتيت جنوب مدينة صور. وقصفت البوارج الإسرائيلية بعنف ليل الجمعة السبت ست قرى جنوب صور. كما تواصلت في الأثناء الغارات الإسرائيلية على مناطق في إقليم التفاح الواقع شرق مدينة صيدا الساحلية. وارتفعت حصيلة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بلدة قانون النهر إلى خمسة قتلى فيما أفادت حصيلة سابقة عن مقتل أربعة مدنيين. وقالت الشرطة اللبنانية إن أربعة لبنانيين قتلوا في غارة جوية شرق مدينة صور الساحلية بالجنوباللبناني مساء أمس الجمعة. وفي ضاحية بيروتالجنوبية استهدفت غارة إسرائيلية سيارة جيب شيروكي مما أدى إلى احتراقها فيما نجا صاحبها بأعجوبة. وأفاد مصور وكالة فرانس برس أن سيارة من نوع شيروكي زيتية اللون احترقت تماماً وهي متوقفة وسط الطريق في منطقة غاليري سمعان. ورغم كل هذا القصف قال مصدر أمني لبناني لوكالة الأنباء الألمانية إن أجواء من الهدوء النسبي سادت خلال ليل الجمعة السبت في جنوبلبنان مقارنة بالقصف المكثف الذي وقع على مدار الأيام الماضية. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أعلنت صباح أمس السبت إن سلاح الجو الإسرائيلي قصف خلال الليلة قبل الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم 51 هدفاً في لبنان. وأشارت المتحدثة إلى أن من بين الأهداف التي أغارت عليها الطائرات الإسرائيلية قرابة 37 من المباني والمنشآت التي زعمت أن حزب الله يستخدمها. ومن جانب آخر رفضت إسرائيل أمس الدعوة إلى هدنة لمدة 72 ساعة في المعارك في لبنان، وهي الدعوة التي أطلقها منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة يان ايغلاند يوم الجمعة الماضي من أجل إجلاء الجرحى ونقل المواد الغذائية والأدوية إلى منطقة المعارك. وقال المسؤول الكبير في الخارجية الإسرائيلية جدعون مئير لوكالة فرانس برس (لا يمكن أن تقبل إسرائيل بإبرام وقف إطلاق نار مع حزب الله لأن هذه المنظمة الإرهابية ستغتنم هذه الفرصة لجمع مدنيين في مناطق القتال من أجل استخدامهم دروعاً بشرية)، على حد تعبيره. ودعا ايغلاند الجمعة إلى هدنة لمدة 72 ساعة بين إسرائيل وحزب الله. وقال ايغلاند للصحافيين إنه قدَّم هذا الاقتراح إلى مجلس الأمن وأنه سيتصل بالسلطات الإسرائيلية وبحزب الله للتوصل إلى اتفاق حول الأمر. ويقول متطوعون في الصليب الأحمر إن المزيد من عشرات المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال ما زالوا مدفونين تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية حول صور.