روسيا: تخفيض سعر صرف الروبل أمام العملات    ترمب: سأفرض رسوماً جمركية على دول كثيرة    المملكة والقضية الفلسطينية.. موقف راسخ ودعم لا يتزعزع    الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    القتل تعزيراً لمهرب «الأمفيتامين» في تبوك    جامعة الملك عبدالعزيز تُتوج ببطولة كاراتيه الجامعات للطلاب    القبض على شخص بمنطقة المدينة لترويجه 1.3 كيلوغرام من مادة الحشيش المخدر    ترقية م. بخاري في هيئة الإذاعة والتلفزيون    «الداخلية»: ضبط 21 ألف مخالف للأنظمة في مناطق المملكة خلال أسبوع    علاجات السمنة ومضاعفاتها تكلف المملكة سنوياً قرابة 100 مليار ريال    الدكتوراه ل«السهلي»    الجيش السوداني يطوق وسط الخرطوم    سورية: اعتقال المتهم بارتكاب مجزرة كفر شمس    الصين تعلن اكتمال بناء أكثر من 30 ألف مصنع ذكي    المنتدى السعودي للإعلام يستقطب شخصيات عالمية في نسخته الرابعة    ماتياس: لهذا السبب استبعدت «فيرمينيو»    أكثر من 40 ألف مشارك من 100 دولة يجتمعون في ماراثون الرياض 2025    انخفاض درجات الحرارة ورياح نشطة مثيرة للأتربة على عدة مناطق في المملكة    تحويل منزل فيروز «القديم» متحفاً في لبنان    أمريكا: العثور على الطائرة المفقودة في ألاسكا ومقتل جميع ركابها    «فائق وشريفة»: رفع علم المملكة حلم لكل رياضي    «إيلون ماسك» يشارك تغريدة قائد فريق النصر    24 مليون مشاهدة تجسد تأثير كريستيانو رونالدو    ورشة التوعية برؤية واستراتيجية وزارة الموارد البشرية بالمدينة    انطلاق بطولة VEX IQ لصُنّاع المستقبل في تصميم وبرمجة الروبوتات    الهلال يُحافظ على سالم الدوسري    على كأس خادم الحرمين الشريفين سباقات القدرة والتحمل العالمي في العُلا    ترودو يدعو إلى أخذ تهديد ترامب بضم كندا على «محمل الجد»    إيمري يتطلع للتحدي الضخم بإعادة ماركوس راشفورد لمستواه    الوحدة يُعلن عن تعرض أنظمة الشركة المشغلة لمتجر النادي ل «الاختراق»    فعالية "حكاية شتاء" تجمع أكثر من 14,000 زائر في قاعة مكة الكبرى    جامعة أمِّ القُرى تستضيف الاجتماع التَّشاوري الثَّامن لرؤساء الجامعات    إنجاز أكثر من 80% من مشروع الطريق الدائري الأوسط في الطائف    ضبط شخص في جازان لتهريبه (60) كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    «تعليم الرياض» يحصد 39 جائزة في «إبداع 2025»    تتويج السعودي آل جميان بلقب فارس المنكوس        فريق الوعي الصحي بجازان يشارك بمبادرة "سمعناكم" لذوي الإعاقة السمعية    أمير القصيم يهنئ تجمع القصيم الصحي بفوزه بأربع جوائز في ملتقى نموذج الرعاية الصحية 2025    خطيب الحرم المكي: كل من أعجب بقوته من الخلق واعتمد عليها خسر وهلك    خطبة المسجد النبوي: من رام في الدنيا حياةً خالية من الهموم والأكدار فقد رام محالًا    مفتي عام المملكة ونائبه يتسلمان التقرير السنوي لنشاط العلاقات العامة والإعلام لعام 2024    النمر العربي.. مفترس نادر يواجه خطر الانقراض    العُلا.. متحف الأرض المفتوح وسِجل الزمن الصخري    ملامح الزمن في ريشة زيدان: رحلة فنية عبر الماضي والحاضر والمستقبل    «حصوة وكرة غولف» في بطنك !    أمانة المدينة تدشّن نفق تقاطع سعد بن خيثمة مع "الدائري الأوسط"    سبق تشخيصه ب«اضطراب ثنائي القطب».. مغني راب أمريكي يعلن إصابته ب«التوحد»    لماذا لا يجب اتباع سنة الأنبياء بالحروب..!    كيف كنا وكيف أصبحنا    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس الجزائر في وفاة رئيس الحكومة الأسبق    وكيل وزارة الداخلية يرأس اجتماع وكلاء إمارات المناطق    الملك وولي العهد يُعزيان ملك السويد في ضحايا حادثة إطلاق نار بمدرسة    ثبات محمد بن سلمان    «8» سنوات للأمير سعود في خدمة المدينة المنورة    لبلب شبهها ب «جعفر العمدة».. امرأة تقاضي زوجها    إطلاق برنامج التعداد الشتوي للطيور المائية في محمية جزر فرسان    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية والرئيس الألماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة جسدت بالفعل شعار (مملكة الإنسانية) بتقديم أعلى مساعدات للمتضررين في العالم
السفير الدولي الخاص للأمم المتحدة - برنامج الغذاء العالمي - عبدالعزيز الركبان ل« الجزيرة »:
نشر في الجزيرة يوم 29 - 07 - 2006

أكد السفير الخاص الدولي للأمم المتحدة - برنامج الأغذية العالمي - عبد العزيز بن محمد الركبان، أن الأمم المتحدة وجهت بتشكيل لجنة تضم أعضاء من كافة المنظمات التابعة لها وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي بهدف الوقوف على الأوضاع الإنسانية في لبنان وتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين.
وأفاد الركبان أن أعضاء يمثلون برنامج الأغذية العالمي بدؤوا في وضع تقييم مبدئي لحجم الكارثة الإنسانية هناك وحصر عدد الأشخاص المشردين والذين يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إغاثية، حيث سيتولى البرنامج تقديم الدعم اللوجستي لمنظمات الأمم المتحدة الأخرى في موقع الكارثة، مشيراً إلى أن هناك عدداً من البواخر المحملة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها من المواد الإغاثية تم توجيهها إلى الأردن لمساندة البرنامج في التمويل لتكون قريبة من موقع الكارثة، وإنه بعد الانتهاء من تقييم الوضع ستكون هناك لجنة ثانية سيرافقها شخصياً، وهي اللجنة التي ستتولى عملية التوزيع المباشر للمواد الإغاثية على المنكوبين وفق للخطط التي سيضعها البرنامج خلال زيارته الحالية.
ولفت الركبان في حوار شامل مع (الجزيرة) أن المملكة العربية السعودية تقدم أعلى نسبة مساعدات للمتضررين في العالم مقارنة بحصة الفرد, وتساهم بجزء كبير من اقتصادها للأعمال الخيرية, وأن حجم عطائها رسم صورة حقيقية للعالم بأنها من أكثر الدول تفاعلاً مع الأحداث الإنسانية, وهي جزء من هذا العالم وتتفاعل مع قضاياه المختلفة بالطريقة التي تراها مناسبة.
*******
وقال الركبان: (إن المملكة العربية السعودية جسدت بالفعل شعار (مملكة الإنسانية) قولاً وعملاً خلال مبادراتها في الأعمال الإنسانية ومساهماتها الفعالة في جميع عمليات الإغاثة حول العالم، كان آخرها التبرع السخي من خادم الحرمين الشريفين لإغاثة لبنان استجابةً لنداء دولة رئيس وزرائها فؤاد السنيورة لتكون تحت تصرفه لصرفها على الاحتياجات الإغاثية العاجلة وتوفير الخدمات اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني الشقيق في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها، حيث يتعرض الأبرياء لأسوأ الظروف الإنسانية، وقبل ذلك بأيام تبرع (مملكة الإنسانية) بخمسة ملايين دولار لضحايا زلزال إندونيسيا وكذلك 10 ملايين دولار لدول القرن الأفريقي لمواجهة كارثة الجفاف.. (لذا فإنه قد حان الوقت كي نرفع علم (مملكة الإنسانية) كرمز من رموز العمل الإغاثي حول العالم).
ونوه الركبان الذي يعد أول عربي وسعودي يشغل هذا المنصب الرفيع في أكبر وكالة للمعونات الإنسانية في العالم أنه لمس خلال لقائه المستمر بالمسؤولين في المنظمات الدولية بأن السعودية محل حديث الجميع لما تقدمه من تبرعات مجزية للمتضررين جراء الكوارث والأزمات، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود المبذولة للقضاء على الجوع حول العالم، وهو ما عبر عنه بقوله (إن المعاناة الصامتة للجوعى ولاسيما الأطفال الذين يعتبرون مستقبل العالم هي بمثابة دعوة يجب علينا جميعاً تلبيتها).. وإلى التفاصيل:
معونات للبنان
* ماذا عن تحركات برنامج الأغذية العالمي تجاه المتضررين من الاعتداء على الجمهورية اللبنانية وشعبها؟
- الحقيقة أن الكارثة كبيرة جدا وهنا الآلاف من العائلات المتضررة ممن فقدوا منازلهم ونزحوا من بلداتهم، وقد وجهت الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تضم أعضاء من كافة المنظمات التابعة لها وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي بهدف الوقوف على الأوضاع الإنسانية في لبنان وتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين، وإن أعضاء يمثلون برنامج الأغذية العالمي ضمن اللجنة يعملون حالياً على وضع تقييم مبدئي لحجم الكارثة الإنسانية هناك وحصر عدد الأشخاص المشردين والذين يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إغاثية، حيث سيتولى البرنامج تقديم الدعم اللوجستي لمنظمات الأمم المتحدة الأخرى في موقع الكارثة.
كما أن هناك عدداً من البواخر المحملة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها من المواد الإغاثية تم توجيهها إلى الأردن لمساندة البرنامج في التمويل لتكون قريبة من موقع الكارثة، كما أنه بعد الانتهاء من تقييم الوضع ستكون هناك لجنة ثانية سأرافقها شخصياً، وهي اللجنة التي ستتولى عملية التوزيع المباشر للمواد الإغاثية على المنكوبين وفق للخطط التي سيضعها البرنامج خلال زيارته الحالية، (نأمل أن يكون الوضع الأمني أكثر هدوءاً في المستقبل كي يتمكن البرنامج من القيام بدوره الإنساني حسب ما هو مخطط له).
دعم لإندونيسيا
* سمعنا عن تبرع المملكة أخيراً لإغاثة ضحايا زلزال إندونيسيا، ماذا تم بهذا الشأن؟
- نعم لقد قدمت المملكة 5 ملايين دولار إلى الحكومة الإندونيسية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى، لتعزيز جهود إغاثة ضحايا زلزال إندونيسيا، حيث حصل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من هذا التبرع على مليوني دولار، لدعم عملياته الإنسانية التي تواجه عجزاً في التمويل في مناطق الزلزال الواقعة في جزيرة جاوا الوسطي ومدينة يوجياكارتا.
والحقيقية أن هذا التبرع جاء في وقت مهم، لتعزيز عمليات الإغاثة التي ينفذها البرنامج، التي كانت تواجه خطر توقفها، وأنا سعيد بهذا التبرع، لاسيما وأن جميع ضحايا الزلزال المروع هم بحاجة كبيرة إلي تقديم يد العون لهم في إعادة بناء حياتهم مرة أخرى. وإن البرنامج اضطر إلى تخصيص أغذية من مشاريع أخرى في إندونيسيا، حيث تزداد الحاجة لها، من أجل التمكن من تنفيذ مشروعه الطارئ في مدينة يوجياكارتا، وذلك بسبب عجز التمويل الذي كان يواجه البرنامج.
جفاف وفقر وحروب
* ماذا عن كارثة الجفاف التي تجتاح القرن الأفريقي حالياً، وكيف يقيم البرنامج الكارثة من حيث الجوع والاحتياجات الغذائية؟
- إن معاناة البشر من الجوع في القرن الأفريقي كانت قد وصلت إلى مراحل في غاية الخطورة، فكان هناك شخص من بين كل ثلاثة أشخاص يعاني من سوء التغذية. ولا شك أن منطقة شرق ووسط أفريقيا تعد من أفقر المناطق في العالم حيث يعاني الملايين من الكوارث الطبيعية، الصراعات والحروب، الفقر المزمن، والأمراض مثل نقص المناعة المكتسب، وغيرها من الظرف الصعبة مما يؤدي إلى فقدانهم الأمن الغذائي ويعرضهم إلى الجوع بشكل متكرر، حيث ضرب الجفاف منطقة القرن الأفريقي وأصبح الكثير من رعاة المواشي وصغار المزارعين يعانون من أزمة غذائية حادة بسبب انهيار الاقتصاد المحلي وفقدانهم لأصولهم المنتجة كالمواشي والإنتاج الزراعي.
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، وبناءً على المؤشرات من نظام الإنذار المبكر، قام برنامج الأغذية العالمي بإعداد مراجعة عن واقع الأمن الغذائي والمعيشي لمجتمع الرعاة والمزارعين في منطقة القرن الأفريقي شمل كل من جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، كينيا، الصومال، السودان، تنزانيا، واوغندا، وأنجزت هذه المراجعة بالتعاون مع الشركاء من حكومات، دول مانحه، منظمات أهلية، ومؤسسات علمية إقليمية. وتبين من خلال تلك المراجعة بأن مشكلة الجفاف في القرن الأفريقي مشكلة مزمنة وتعتبر أزمة إنسانية منسية كونها تتكرر على الدوام وبالتالي فقد العديد من المانحين اهتمامهم بمعالجتها رغم أنها تصيب الملايين من أفقر الفقراء وراح ضحيتها أعداد كبيرة من الفئات الأشد ضعفاً.
والجفاف الذي ضرب القرن الأفريقي هذا العام أسوأ من جفاف العام الماضي كون الأهالي والمتضررين يواجهون القحط والجفاف للعالم الثاني على التوالي وكونهم قد استنفذوا كل الموارد المتاحة لتحمل الأزمة بعد أن فقدوا مواشيهم وباعوا ما استطاعوا بيعه من أصول لديهم.
ويمكن تقدير عدد الأكثر تضرراً من الكارثة والذين كانوا بحاجة ماسة وعاجلة للمساعدة الغذائية لإنقاذ حياتهم بحوالي 5.7 مليون إنسان في البلدان الأربعة الأكثر تأثراً وهي: إثيوبيا، كينيا، الصومال، وجيبوتي. وكان البرنامج قد حذر من مخاطر الجوع التي تهدد الفقراء في هذه البلدان منذ شهر يناير الماضي وأبلغ عن الاحتياج الغذاء لدرء خطر الجوع وشبح الموت عنهم، وقد وضع البرنامج في خططه مساعدة 5.3 مليون إنسان يحتاجون إلى 302.300 طن من المواد الغذائية المختلفة تقدر قيمتها بنحو 234 مليون دولار.
وإذا أردنا عرض أوضاع تلك البلدان المتضررة، فإنه تبين من الدراسات التي أعدتها مجموعة الأمن الغذائي في كينيا التي يترأسها بشكل مشترك كل من برنامج الأغذية العالمي والحكومة الكينية أن عدد السكان المتضررين من الجفاف في كينيا والذين يحتاجون مساعدات غذائية قد ارتفع من 1.14 مليون إلى 2.5 مليون بحلول الربع الأول من عام 2006م.
أما الصومال فقد وجد أن أكثر المناطق المتضررة هناك هي: غيدو، بالكول، هيران، وباي، ووسط وجنوب جوبا وجميعها تعاني من أزمات غذائية مزمنة، ويحتاج ما لا يقل عن 1.4 مليون إنسان إلى مساعدات غذائية في هذه المناطق، ونتيجة الأوضاع المتدهورة، لوحظ عدد كبير من النازحين والمهاجرين بشكل عشوائي في مناطق باي وباكول باتجاه وسط جوبا بحثاً عن الكلأ والمرعى.
ويعتبر الوضع الغذائي للأطفال دون سن الخامسة يشير إلى معدلات خطرة، إذ تقدر المسوحات أن 25 في المائة من الأطفال في خطر من تدهور صحتهم بسبب سوء التغذية وقد يصابون بسوء تغذية حاد خلال شهرين إذا لم يحصلوا على غذاء مناسب. وفي جيبوتي فإن كامل البلاد متضررة من الجفاف، خاصة الشمال الغربي والجنوب الشرقي وهي مناطق رعي أساسية، وتقدر المسوحات أن حوالي 60 ألف إنسان بحاجة إلى دعم ومساعدة بعد أن تضرروا من الجفاف.
* ماذا قدم البرنامج في هذا الشأن؟
- برنامج الأغذية العالمي يقوم بدوره على أكمل وجه ويقوم حالياً بتغذية ضعف عدد من حصلوا على مساعدات غذائية في العقد الماضي، ففي عام 2005 لم يكن لدينا الكثير من الوقت كي نحصل على ما يكفي من الأموال اللازمة لعمليات الإغاثة، فعلى الرغم من أن البرنامج حصل على مستوى قياسي جديد من المساعدات الغذائية من المانحين العام الماضي إلا أن الكثير من الأطفال قضوا نحبهم في مختلف الدول الإفريقية، الأمر الذي شكل ضغطاً على الجهات المانحة التي لم تكد تفيق بعد من عمليات الإغاثة الأخرى التي قدمتها في عام 2005 سواء كانت في إفريقيا أم غيرها حتى واجهتها هذه الأزمة.
وقد قدم البرنامج مساعدات غذائية خلال هذا العام إلى نحو 43 مليون شخص في القارة الإفريقية في مشاريع تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 1.8مليار دولار على أن توجه إلى عدد من القطاعات: اللاجئين والعائدين والنازحين والمشردين، أطفال المدارس والحضانة، النساء اللاتي يعانين من سوء التغذية والأطفال الذين يحتاجون إلى التغذية العلاجية، الأطفال والحوامل والمرضعات الذين يُخشى عليهم من سوء التغذية، إضافة إلى المجتمعات التي تحتاج إلى البنية التحتية والتدريب، إلى جانب العائلات المصابة بمرض الإيدز.
الجوع والعطش
* ماذا عن وقوف المملكة مع البرنامج للتصدي لهذه الكارثة الإنسانية؟
- الحقيقة أن المملكة العربية السعودية وقفت مع البرنامج وقدمت مساعدات إغاثية لست دول في القرن الإفريقي بقيمة 10 ملايين دولار، تحت شعار (مملكة الإنسانية) ضمن اتفاقية بين وزارة المالية وبرنامج الأغذية العالمي بهدف معالجة الوضع المتردي هناك، والوقوف إلى جانب إخوانهم في تلك الدول، ومحاولة السيطرة على الجوع والعطش الذي ألم بهم نتيجة لاستمرار وتفاقم حالة الجفاف وانتشار الأمراض والأوبئة.
ويجري الآن توزيع هذه المساعدات الإغاثية السعودية التي تعد أكبر مساعدات دولية إنسانية تقدم للقرن الأفريقي وفق ثلاث مراحل وقد تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، حيث شملت الأولى تنزانيا ورواندا وكينيا، في حين تضمنت المرحلة الثانية تقديم مساعدات إغاثية بقيمة 4.5 مليون دولار من أصل 10ملايين دولار استفادت منها كل من: الصومال ثلاثة ملايين دولار، وإثيوبيا مليون دولار، وجيبوتي 500 ألف دولار، وسيتم لاحقا إطلاق المرحلة الأخيرة.
واعتقد أنه بعد اكتمال جميع مراحل التوزيع ستساهم هذه التبرعات السعودية بشكل كبير في إنقاذ ما لا يقل عن أربعة ملايين جائع من الهلاك خلال ثلاثة أشهر، والحقيقة أن هذا ليس بمستغرب على المملكة فهي اعتادت على تنفيذ مثل هذه المبادرات الإنسانية لمساعدة المتضررين والتخفيف من آثار الكارثة في تلك الدول، لكن ما نطمح إلية هو استمرار هذا التعاون في المجالات الإنسانية لفتح آفاق جديدة وتأسيس عمل تطوعي الهدف منه الوقوف في خندق واحد للقضاء على الجوع ولتخفيف من آثار الكوارث والنكبات بمختلف أنواعها التي تعاني منها الكثير من الدول الفقيرة حول العالم.
ولا أخفيك بأننا في البرنامج فرحين جداً بأن الوضع تحول إلى الأفضل حيث ارتفع حجم المساعدات من قبل الدول المانحة وعلى رأسها السعودية (مملكة الإنسانية) وبالتالي ارتفع عدد الناجين من هذه الكارثة الإنسانية، مما ساهم في تقليص نسبة كبيرة من الأرواح التي كنا سنخسرها مستقبلاً، خاصة بالنسبة للأطفال ممن هم دون سن الخامسة، ولا ننكر بأن المساعدات السعودية ساهمت إلى حد كبير في إنقاذ الكثير من المتضررين - بعد إرادة الله سبحانة وتعالى - من الموت المحقق بسبب الجوع.
المساعدات السعودية
* ما حجم المساعدات التي قدمتها المملكة في مجال المساعدات الإنسانية للدول المتضررة والنامية؟
- الحقيقة أنه من خلال اطلاعي على آخر إحصائية حديثة لحجم التبرعات التي قدمتها السعودية للدول المتضررة أثناء الكوارث والنكبات الأخيرة، فإنها تشير إلى أن حجم مساعدات المملكة في مجالات الإغاثة المختلفة عبر القنوات الثنائية المباشرة حتى عام 2004 بلغ نحو خمسة مليارات دولار، لا يدخل ضمنها التزام المملكة بمساندة جهود إعمار العراق بمبلغ مليار دولار، وكذلك ما قدمته المملكة أو التزمت به لمساعدة الدول المتضررة من كارثة المد البحري في آسيا (تسونامي) البالغ 430 مليون دولار، أما ما قُدم من خلال القنوات الشعبية فأكثر من 1768 مليون دولار، إضافة إلى 10 ملايين دولار لدول القرن الأفريقي، وخمسة ملايين دولار لأندونيسيا.
أما المساعدات التي قدمتها المملكة للدول النامية بشكل عام خلال ال31 عاماً الماضية، بمعنى التدفقات المالية الثنائية والمتعددة الأطراف المقدمة من المؤسسات الرسمية لمساعدة الدول النامية على التخفيف من الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية في هذه الدول، وقد تجاوزت ال83.7 مليار دولار وهي تمثل في المتوسط نحو 4 في المائة من إجمالي الناتج القومي السنوي للمملكة، في حين أن الدول الصناعية مجتمعة لم تصل إلى المعدل المتواضع للمساعدات الذي طالبت به الأمم المتحدة وهو 0.07 في المائة من إجمالي الناتج القومي.
وقد استفاد من هذا العون 87 دولة نامية في مختلف القارات منها 46 دولة في إفريقيا، و30 دولة في أسيا، و11 دولة نامية أخرى، لتتبوأ المملكة بذلك مركزاً بارزاً بين الدول العربية والعالمية من حيث الحجم المطلق للمساعدات.
وبالإضافة إلى تصدر المساعدات الحكومية السعودية قائمة العون العربي والإسلامي فإن المساعدات الشعبية السعودية تتصدر هي الأخرى قائمة العمل الإغاثي العربي والإسلامي، فقد دأبت المملكة على تشجيع المبادرات الشعبية وجمع التبرعات عند تعرض أي دولة لأزمة أو كارثة مما جعلها مصدراً أساسياً لمساعدة المحتاجين.
الأعلى عالمياً
* كيف يقيم برنامج الأغذية العالمي الجهود التي قدمتها المملكة في سبيل مساعدة المتضررين بفضل الكوارث والنكبات طوال الفترة الماضية؟
- أولاً السعودية هي بلدي وأنا أفتخرُ جداً بأنها أصبحت من الدول التي تسير نحو المراتب المتقدمة ضمن قائمة الدول المانحة لبرنامج الأغذية العالمي، التي تضم الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، اليابان، كندا، الدول الأسكندنافية، أستراليا، وهولندا، ويكفي أن أقول لك إنه من خلال اطلاعي على حجم التبرعات التي قدمتها خلال ال30 عاماً الماضية وجدت أنها تقدم أعلى نسبة مساعدات في العالم إذا ما قارناها بحصة الفرد، إلى جانب اهتمامها الكبير بمشاركة المنظمات الدولية في تقديم الأعمال الإنسانية والاستفادة من خبرات هذه المنظمات وعملها الفعال لإنقاذ حياة المنكوبين والجائعين واللاجئين وغيرهم ممن يحتاجون إلى مَنْ يقف إلى جانبهم.
والسعودية حاضرة دائماً في الأعمال الإغاثية، وتوجيهات القيادة الرشيدة في جمع التبرعات وإرسالها إلى المتضررين من الكوارث الإنسانية, وآخرها ما قدمته المملكة للمتضررين من كارثة الجفاف التي اجتاحت دول القرن الأفريقي وقبلها زلزال باكستان وضحايا زلزال أسيا وإعصار تسونامي في 2004، حيث ساهمت تلك المساعدات الإنسانية في إنقاذ أرواح الملايين من الناس المشردين في عدة دول. ولا ننسى أن السعودية تصدرت العام الماضي 2005 قائمة الدول المانحة لبرنامج الغذاء العالمي لإغاثة الشعب الفلسطيني، تليها الولايات المتحدة، ثم الاتحاد الأوروبي، وهذا أكبر دليل على تفاعل المملكة مع القضايا الإنسانية.
هنا فلسطين
* بحكم أنكم تحدثتم عن فلسطين، ماذا قدمتم للفلسطينيين في ظل الحصار التي تشهده الأراضي المحتلة حالياً؟
- أود في هذا الموضوع أن أتحدث عن عدة أمور أولها أن المسئولين في برنامج الأغذية العالمي في فلسطين مستاؤون جداً من عمليات الإغلاق المستمرة لنقاط العبور والأعمال العدائية المتواصلة التي أدت إلى تفاقم حالة الفقر التي يعيشها السكان، إذ يعيش الكثير من الأسر الفقيرة التي تعاني من تدهور أوضاعها الآن على وجبة غذائية واحدة يومياً.
وقد علمت من المسؤولين في البرنامج هناك بأن البرنامج لا يخلو من حالة عجز في تمويل عملياته التي أضحت من المعوقات الهائلة لعمل برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، إذ لن يتوافر لدى البرنامج بعد انتهاء شهر تموز - (يوليو)، أية أرصدة مالية لتمويل عمليته الحالية التي تقدر بنحو 103 ملايين دولار (حصل منها البرنامج على 35 % فقط حتى الآن).
والأمر الثاني أن اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني قد وقَّعت أخيراً اتفاقيتي تعاون مع برنامج الأغذية العالمي تقضيان بتقديم مساعدات غذائية عاجلة للشعب الفلسطيني وكذلك المتضررين من الزلزال الذي ضرب بعض المناطق في باكستان، وذلك تقديراً للأوضاع المأساوية التي يعيشها المتضررون نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية وتردي الأوضاع الاقتصادية هناك.
وأعتقد أن هذه الاتفاقية التي تخص إغاثة الشعب الفلسطيني ستمكنَّا من التحرك لتقديم ما يساهم في التخفيف من كارثة الشعب الفلسطيني وتنفيذ المزيد من المشاريع الإغاثية والإنسانية التي تعكس الصورة الحقيقية للمملكة في وقوفها السريع إلى جانب الشعب الفلسطيني، حيث تتضمن الاتفاقية التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية المشرف العام على اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني تقديم تمويل كامل لتجهيز 50 ألف سلة غذائية توزع على الشعب الفلسطيني من خلال برنامج الأغذية العالمي بقيمة إجمالية وصلت إلى 9.7 مليون ريال، سيقوم البرنامج بتوريد تلك السلال في قطاع غزة والضفة الغربية.
والحقيقة أن هذه الاتفاقية هي الثانية من نوعها بين اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، حيث سبق أن تم توقيع اتفاقية مماثلة بين الطرفين من خلال توزيع نحو 200 ألف سلة غذائية على الأسر المتضررة في فلسطين بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة هناك بتكلفة إجمالية قدرت بنحو 23.6 مليون ريال (6.3 مليون دولار)، وقد غطت هذه المساعدات 450 ألف فرد من المحتاجين والفقراء والمتضررين، وذلك تجسيداً للترابط والتواصل بين الشعب
السعودي وإخوانهم في الأراضي الفلسطينية.
ونحن في البرنامج لا نستطيع بأي حال من الأحوال الاستغناء عن الدعم السعودي في مثل هذه الكوارث خاصة أن العمل الإنساني السعودي يلعب دوراً كبيراً ومكانةً رفيعةً في العمليات الإنسانية الدولية، وأكبر دليل على ذلك وقوف اللجنة السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذا الوقت الحرج بعد فرض عليهم الحصار ومنعوا من تلقي أية مساعدات.
أما من حيث الجهود الحالية للبرنامج في فلسطين من أجل تخفيف الكارثة فإ نه يعمل باستكمال عمليات توزيع 2000 طن من دقيق القمح التي تبرعت بها الحكومة اليابانية أخيراً من أجل مساعدة حوالي 300 ألف فلسطيني يعيشون في أكثر المناطق تضرراً في الضفة الغربية، وسيشمل التوزيع، الذي ينتهي الأسبوع المقبل، عدداً إضافياً من السكان يبلغ قوامهم 16 ألف شخص، الذين استهدفوا مجدداً بوصفهم حالات عسيرة نتيجة لقطع التمويل عن السلطة الفلسطينية الذي أثر بشدة على أكثر المجموعات السكنية ضعفاً بمن فيهم الأطفال والمعوقون وكبار السن.
ويأتي هذا الدقيق في إطار منحة قيمتها 1.4 مليون دولار تبرعت بها اليابان لمساعدة أكثر من 400 ألف شخص يعيشون في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ويأتي هذا التوزيع في فترة حرجة، ففي ظل عمليات الحصار المتكررة، وأزمة الرواتب المستمرة، والمعدلات الهائلة للبطالة واستنزاف استراتيجيات التعامل معها، ارتفعت أعداد الأشخاص الذين يعتمدون على المعونات الغذائية.
العمليات اللوجستية
* ما هي آلية برنامج الأغذية العالمي في الوصول إلى مواقع الكوارث والتعامل معها؟
- إن للبرنامج خبرة عالية في العمليات اللوجستية وهذه الخبرة تعلب دوراً محورياً في عمليات الإغاثة للناجين, فهو يستخدم طائرات مروحية وشاحنات لنقل المساعدات إلى المدن والقرى المتضررة والوصول إليها منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة والتدخل السريع بطبيعة الحال يساهم في أنفاذ الكثير من الأرواح.
كما أن العاملين على البرنامج يعملون عند وقع الكارثة على وضع خطط شاملة لتقييم الأوضاع بشكل دقيق ومخولين باستخدام جميع الموارد المتاحة لضمان الاستجابة السريعة وإنقاذ حياة الأبرياء المتضررين وإيصال المساعدات إلى المناطق النائية والصعبة، حيث يشارك في العمليات الجوية أكثر من 14 طائرة وأسطولاً برياً يزيد عل 200 شاحنة، هذا العمل الضخم معني بقضية واحدة وهي (لا ينام منكوب جائع).
ولدى البرنامج في جميع هذه البلدان كامل التجهيزات من مستودعات مركزية وفرعية ووسائل نقل لإيصال المساعدات الغذائية ليد الجائعين أينما تواجدوا. كما أن عدداً كبيراً من موظفي البرنامج والمتخصصين في مجال البرامج والمراقبة، الأعمال اللوجستية، والإدارة وغيرها من الاختصاصات يؤمن شفافية في إيصال المساعدات ويضمن وصولها لمستفيدها.
الاضطرابات الأمنية
* كيف يتم إيصال المساعدات إلى المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية؟
- البرنامج لديه حراسات أمنية ويملك إمكانات وفرق تعمل وفق دراسات وخطط منظمة ومدروسة، خاصة أن البرنامج هو المنظمة الإنسانية الوحيدة التي تعمل في الصومال حالياً، كما أن لديه 90 فرع عاملة في هذا المنطقة.
وقد واجهتنا بعض الصعوبات خلال توزيع
المعونات في الصومال إذ إن الشحنات الغذائية الخاصة بالبرنامج تحتاج إلى حماية فائقة بسبب الاضطرابات الأمنية التي تشهدها المنطقة، حيث يتوافر لدى البرنامج قدرة على البحث عن طرق بديلة لنقل الأغذية، من خلال استخدم الطائرات أو الطرق البرية، وأن كانت هذا الطرق البديلة تستغرق وقتاً أطول، فضلاً عن ارتفاع تكلفة استخدامها. لكن نحن لدينا الاستعداد الكامل لتحمل كافة المشقة والعناء والوصول إلى أبعد نقطة في العالم، في سبيل القيام بهذا المهمة الإنسانية التي كلفنا بها من قبل (مملكة الإنسانية) وقد اعتدنا على الوفاء بالأمانة التي حملنا إياها هذا البلد المعطاء، (وهي لا شك مسئولية عظيمة ولا بد أن نؤديها على أكمل وجه).
النمط الغذائي
* كيف تتعاملون مع مشكلة توفير النمط الغذائي السائد بين المتضررين أثناء الكوارث؟
- الحقيقة أن البرنامج يهتم جداً في هذا الأمر ويضعه في عين الاعتبار, لكن للأسف هناك بعض المنظمات التي تشارك في تقديم المعونات الغذائية للمتضررين دائماً ما تهمل هذا الجانب، حيث تقدم مواد إغاثية لا تشكل جزاً من النمط الغذائي لأهالي المنطقة وبالتالي فهم ينصرفون عنها، وهذا ما حدث في كارثة زلزال آسيا وتسونامي, حيث قدمت بعض المنظمات مواد إغاثية لا يستهلكها الأهالي بشكل كبير مما جعلهم غير حريصين على قبول كميات كبيرة منها، لكن برنامج الأغذية العالمي ومن خلال خبرته الممتدة لأكثر من 40 عاماً يحرص على تقديم الغذاء الصحي والمناسب، إذ تبنى البرنامج في أندونيسيا عدة مشاريع للمساهمة في دعم تغذية المتضررين عقب كارثة تسونامي التي من بينها مشروع دعم الأمهات الحوامل والمرضعات اللواتي لديهن نقص في التغذية، مما كان له أثر إيجابي على حياة وصحة الجنين والأطفال الرضع.
مساعدات للسودان
* هل للبرنامج نشاطات في السودان؟
- نعم، فإن جهود البرنامج في السودان تعد أكبر عملية يقوم بها في أنحاء العالم، إلا أنه في شهر مايو الماضي، حدث نقص حاد في التمويل مما اضطر معه البرنامج إلى خفض الحصص التموينية إلى النصف من حيث محتوى الطاقة (السعرات الحرارية) لمليوني شخص في دارفور وشرق السودان.
وقد أسهمت الجهود الإنسانية في السودان في إنقاذ المئات من الأرواح لكن الأمر يتطلب استمرار تدفق الموارد لتلافي انقطاع الإمدادات الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية، إذ نخشى من حدوث اضطراب في التمويل الملائم لتقديم المساعدة الغذائية للسودان، مما سيهدد بتزايد سوء التغذية بين الملايين من أفراد الشعب السوداني ويهدد اتفاقيات إنهاء الصراع في الجنوب والمنطقة الغربية من دارفور.
فهناك مئات الألاف من العائلات ممن شردوا من ديارهم جراء العنف في ثلاثة من أكبر بلدان أفريقيا، الخرطوم، والجنوب، والشرق ودارفور طردوا من ديارها نتيجة العنف المستمر منذ مطلع 2003، والعائدين إلى ديارهم في الجنوب، وهم بأشد الحاجة إلى مساعداتنا لإعادة بناء حياتهم، إن مساعدتنا لهم، تمكنهم من دعم أنفسهم والبناء من أجل المستقبل.
والبرنامج يرمي إلى مساعدة 6.1 مليون شخص في السودان خلال ما تبقى من هذا العام الحالي، لكننا نعاني من نقص في الإمدادات في بعض الأوقات وفى بعض الأماكن، حيث يحتاج برنامج الأغذية العالمي في الربع الأول من العام
2007 توفير إمدادات تكفي ستة أشهر من الغذاء للسودان لتوفير الحصص للثلاثة أشهر الأولى من العام، وأيضا للتوفير المسبق لإمدادات ثلاثة أشهر أخرى قبل بدء موسم الأمطار في شهر يونيو، حيث يتعذر وقتها المرور عبر الكثير من الطرق.
قهر المجاعة
* يعد الأطفال أكثر المتضررين من المجاعات والفقر، كيف يتصرف برنامج الغذاء العالمي أمام هذه الحقيقة؟
- (نحن في البرنامج نؤمن كثيراً بأن حل مشكلة الأطفال الجائعين هو المفتاح للقضاء على الجوع في العالم، فإذا تمكنا جميعاً من العمل معاً لمنح الفرصة للأطفال الذين يعيشون اليوم كي يصلوا إلى طاقتهم الكاملة عند البلوغ، ولإعدادهم على نحو أفضل ليصبحوا آباء وأمهات المستقبل، فإنه يمكننا في الواقع أن نكسر حلقة الجوع والفقر التي تدور من جيل إلى آخر).
أنه من بين إجمالي عدد الأطفال الجائعين في العالم فإن نحو 100 مليون طفل لا يحصلون حالياً على أية مساعدة على الإطلاق، ولتوفير الغذاء لهم، وللأمهات الحوامل
المرضعات اللاتي يعانين من سوء التغذية واللاتي يقدر عددهن بنحو 15 مليون سيدة، ليس لديهن أيضاً أي مصدر للدعم، فإن ذلك قد يكلف نحو خمسة مليارات دولار في العام، ويمكن للبلدان النامية أن توفر نحو ملياري دولار، ويتبقي ثلاثة مليارات دولار لتقدمها بلدان العالم المتقدم.
وبالمناسبة فإنه لدينا تجربة حديثة في هذا الشأن، وهي بدأ برنامج الأغذية العالمي في عمليات إنشاء 25 مدرسة في جنوب السودان، حيث تشكل نسب انتظام التلاميذ في المدارس الابتدائية أقل المعدلات في العالم، وتصل تكلفة هذا المشروع إلى نحو 3.5 مليون دولار، وتصل نسبة حضور الطلاب نحو 20% في المدارس الابتدائية (منهم 35% من الفتيات). ويكمل هذا المشروع برنامج التغذية المدرسية الذي ينفذه برنامج الأغذية بهدف زيادة معدلات الالتحاق والحضور في المدارس مقابل الحصول على وجبات غذائية.
أطفال كمبوديا
* هل للمملكة العربية السعودية مشاركة في مثل هذه المشاريع الخاصة بإنقاذ الأطفال الجوعى؟
- نعم السعودية شريك للبرنامج في الكثير من المشاريع الإنسانية المختلفة، حيث قدمت مساعدات غذائية لأطفال كمبوديا هذا العام قُدرت قيمتها ب440 ألف دولار لمساعدة المحتاجين الخارجين من سني الحرب في كبموديا، حيث استفاد من هذا التبرع عشرات الآلاف من الطلاب من خلال حصولهم على وجبات غذائية في المدارس، إضافة إلى حصص غذائية حصلت عليها عائلاتهم.
وتم استخدم التبرع الذي يعد أول تبرع رسمي للسعودية عن طريق الأمم المتحدة في منطقة جنوب شرق آسيا في شراء الأرز من كمبوديا، وتوزيعه على أكثر من 130 ألف شخص، وقد لقي هذا التبرع ترحيباً خاصاً في ظل معاناة مشروع التغذية المدرسية في كمبوديا من نقص التمويل، وساعد هذا التبرع على تعزيز عمليات التغذية المدرسية لأكثر من 100 ألف طالب في مقاطعتي كمبونج شنج وكمبونج شام على مدار الشهور الماضية، حيث حصلن الفتيات في المدارس المختارة على حصص غذائية لعائلاتهن ليساعد هذا التبرع 28 ألف شخص آخر، كما ساعد الغذاء نحو 1600 عائلة تشارك في مشاريع الغذاء مقابل العمل في مقاطعة كمبونج شنج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.