يا نفس تمشي للفناء خطاكِ مالي أراكِ تتبعين هواكِ مالي أراكِ ترقَبين بمقلةٍ شبحاً يدور بوجهه الفتّاكِ وعلى الرؤوس مشاهد مشبوبة ألماً توطد في شغاف مُناكِ قد كانت الذكرى تلوح بخاطري وذهبت أغزل للدنا ذكراكِ يا نفس هلا تذكرين حكايةً كتبت على وجه الحياة صباكِ عبقُ الطفولة بالمباهج سادرٌ والروح تروى شوقها بنداكِ واللهو من بين المرابع زهوة ما أجمل الأشياء في مرآكِ يا نفس كان الحب لوعة عاشقٍ تدرين كيف قد استبدّ هواكِ وعلى ضفافك كم تنزّه خاطري وسخاء دمعي بالدماء رواك لو تعلمين بما أصاب شبيبتي سقمٌ بكل ركينة أعياكِ كم من جراحٍ تستبيح جوانحي مسحت أذاها تالداً يُمناكِ يا نفس جئتك استحثُ لك الخُطى وأقمت عندك اقتفي منشاكِ هيهات أنسى في صباك لحظةً نقشٌ بكل حروفهِ حيّاكِ قد كنت أحلم أن تظلّي واحةً تهوى الحُبور ملثّماً بسناكِ قد كنت أحلم بالخلود لراحةٍ تزهو بجانب روضها عيناك ومضيت في درب عسيرٍ موحشٍ تبكين عشقاً للدنا أضناك وسئمت من قلبي فظاعة مشهدٍ قد جاء من بين الثرى ونعاك والناس قد رحلوا عن الأرض التي بكت الدموع وتبتغي نجواك سبق الرحيل وقد تأجج بالأسى حزناً يشوب منابع الإدراك ويح الفراق قد استفز قصائدي ليبوح سراً يحتمي بحشاكِ قدرٌ يتمتم بالنهاية واثقٌ ان الفراق عن الورى أقصاكِ يا نفسُ جئتك ناصحاً ومردداً قولاً يعزز بالثرى معناكِ يا نفس وحدك تبعثين فقيرة لا تنظري لضخامةِ الأملاكِ قد كنت أحلم أن تبلّغني الخُطى أملاً يجدد بالوميض نداكِ * [email protected]