في حالة فريدة لاتتكرر كثيراً تفوق جمهور الشعر في عروس الشمال كماً وتفاعلاً وسرق النجومية من فرسان الأمسية الثانية لمهرجان الشعر الخليجي الثاني ضمن فعاليات مهرجان حائل السياحي 27 (حائل ياطيب ملقاكم ) والذي تنظمه مجموعة الروشن في منتزه المغواة الترفيهي للاحتفالات وذلك على الرغم من إبداع وتألق فارسي الأمسية الشاعر الكويتي الرائع عبدالله بن علوش والشاعر السعودي المتألق فيصل اليامي وقبلهما عريف الأمسية العُماني حميد البلوشي الذي نقل الحضور إلى آفاق الدهشة ومشاعر الأخوة الخليجية الصادقة وأعاد لقصص حاتم الطائي بريقها قبل أن يقدم شعراء الأمسية ويشكر مجموعة الروشن على روعة التنظيم وأهل حائل على كرم الضيافة وحرارة اللقاء فكانت المواجهة مثيرة بين شاعرين لهما مكانتهما الشعرية وشهرتهما الخليجية فتدخل عريف الأمسية الإعلامي العُماني البلوشي أكثر من مرة ولكن دبلوماسية الشاعرين كانت سيدة الموقف في أجزاء كثيرة من الأمسية فما إن ترتفع حرارة المنافسة ويستعد الجمهور لمزيد من الإثارة حتى يعود إيقاع الأمسية للهدوء من جديد فكان هتاف وتصفيق الجمهور يظهر أحياناً بأنه أكثر من اللازم للحالة التي كان عليها الشاعران وإليكم التفاصيل : (هدوء يسبق العاصفة ) ففي ذلك المساء الحائلي وقبل أن تبدأ الأمسية استمع الجميع لمقطوعة أدبية كدرر أنيقة لا يمكن أن تكون إلا بصوت عذب وأصيل للعُماني البلوشي فتهيأ الجمهور لعناق حميمي مع نجوم الشعر الخليجي وهم يحضرون إلى حائل وهدفهم أن يعطروا مساءها بأروع الأبيات الشعرية فكان المطر وكان الشاعر عبدالله بن علوش في قمة حضوره وعنفوانه وتلقائيته فسلب العقول قبل القلوب وتعامل مع ظروف الأمسية كالمدربين الكبار في مباراة ختامية فأمسك بزمام الأمور من البداية أخذ الجمهور إلى روابيه وبدأ وكأنه وكأنهم يعرفونه ويعرفهم جيداً فاستسمح عريف الأمسية (فوق البيعة كما قال ) وأربعة أبيات شعرية عن لبنان ثم أتبعها بقصيدة اجتماعية وأخرى وطنية وكان الجمهور في أقصى تفاعله مع كل بيت ومعنى لابن علوش فيما كان الشاعر المبدع فيصل اليامي يحاول أن يعيد الأمور والأمسية إلى سيطرته وتمكنه وكأنه أحس بقوة الفارس الثاني البلوشي وتشدك إلى الموقف الأخبار التي تسربت قبل الأمسية عن الحالة المرضية التي كان يعاني منها الشاعر فيصل اليامي واخذه حقنة كالسيوم قبل بدأ الأمسية كما أوضح أحد المنظمين فكان الموقف صعباً ولكنه لم يكن ذا صعوبة بالغة على قامة كالشاعر فيصل اليامي فتفجرت شلالات الإبداع لتروي ظمأ عشاق الشعر في حائل ولتتحول كل الأمكنة إلى مساء حائلي الكل فيه يردد اسم حائل وجمال حائل بمواقعها وناسها عاليا ً ويرتفع صوت المبدع فيصل اليامي ويصمت المكان ليقول : القلب كنه بوصلة باتجاهات صوب الشمال يروح سهمه فيحلق الجميع مع اليامي ومع هذه القصيدة إلى أقصى مراحل الانسجام وكأن فارسا الأمسية والجمهور عقدوا اتفاقية توافق واستمتاع للجميع فتحول ليل حائل إلى ألف ليلة وليلة وغنى المنظمون لحن الروعة والتنظيم الفريد وتساءل المساء هل بالإمكان أن يتكرر هذا النجاح ؟ ويعود الشاعر عبدالله بن علوش ليفاجىء الجمهور: اللي يقول الحب كذاب حاجات ممنوعة ويقولون حب وقبلها قدم قصيدة حب في حب وكأنه أراد أن يحرق على الجمهور فرصة استكشاف ذاته فقال : وخلك لمنه أعطاك ماتطلبه دين ماجاك منه أخذه ومارد رده (الأصالة والتغيير !!) ليأتي العذب اليامي مجدداً ويدهش جمهوره بقصيدة لاتخرج إلا من مبدع فيقول : خلاص أنا ناوي على تغيير تفكيري السقيم عزمت أغير منهجي مادام عندي الاختيار بفصل الثوب الجديد وبرمي الثوب القديم وأغير أصحابي إذا ما طاوعوني في الخيار قرار جداً منطقي وجاي في الوقت السليم عصر انفتاح وفرصة الواحد يغير فالمسار اللي يفكر فالغنم والبل ترى عايش جحيم إن قال أساميها تحس أنه طلع معها غبار حتى قصايد ( ياوجودي )(هب ذعذاع النسيم ) و(الجمس الأحمر) ماتوفي بالغرض و (الفكس آر) ماعاد تنفع وقتنا الحالي وذا منطق حكيم اللحين صارت شمس ( روبي ) واضحة مثل النهار أقوى مغني فالعرب: ( شعبان ابن عبدالرحيم ) و( البرتقالة ) تعتبر فيديو كليب الانبهار (إثارة وتفاعل !!) ويبقى المثير عبدالله بن علوش متحفزاً أكثر ويقترب من الجمهور حتى بدأ وكأنه يلامس قلب كل واحد منهم ويرفع الصوت عالياً مجلجلاً اشعللها اولعها فتجاوب معه الجمهور بالصوت والهتاف فكانت قصيدة اشتاقلك وعلى طريقة الكبار والكبار فقط أمثال عبدالله بن علوش رمى على مسمع الجمهور جزءاً من البيت الشعري وطلب إكماله فقال : باب يجي منه العواصيف ..... فحاول الجمهور إكماله في تجاوب وانسجام كبير ورائع لايتكرر كثيراً إلا في حالة وصول الشعر والأمسيات الى أعلى مستوى للنجاح ثم أكمل قائلاً : باب يجي منه العواصيف فكه لأن العواصف مايدقر لها باب وعاد اليامي ليختتم الأمسية ويؤكد أن الشاعر الأصيل يبقى أصيلاً وتبقى ثقته بنفسه فوق كل شيء ليقول : بعض البشر قام يتمادى وبقفاي ويفكر اني ساكت وخايف آجيه لاتظنه باعداي .. لا ماهم عداي اللي اقل مني انا ما اجاريه اللي يشك بنفسه اوقف له ( ازاي ) ؟! هذاك بس ادعيله : الله يشافيه يعني عشان آمر (D K N Y) يصير بالساحه مشاكل وتشويه الى أن قال : ( مخابري ) .. طيبي وفعلي ومسعاي .. للمجد والناموس والطيب شاريه مظاهري ) .. ما اعدها يوم مركاي أنا أرتكي للعز دايم وأخاويه من لابةٍ لا قالوا الراي .. خذ راي ( يام ) العريبه لا تقل كيف أو ليه كبيرنا يسبقه ذكره وهو جاي صغيرنا فعله من الصغر يبديه هم طب سقمي .. قربهم غاية دواي هم عزوتي لا قلت : من بعتزي فيه ؟ معقول أزعلهم وهم دوم وياي لو يزعل أصغرهم .. أجيله وأراضيه وش يفرق ( الزمار) .. عن ( عازف الناي ) هذاك يزعجنا وهذا نغنيه بسري وخل ( القز ) يطبخلك الشاي امزح معك لاني مصدع ولا ابيه وفي ختام الأمسية قام رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان وصاحب مجموعة الروشن الأستاذ مشاري بن صالح المشاري بتقديم الدروع والهدايا على فارسي الأمسية وعريفها في أجواء احتفالية كان للجمهور منها نصيب الأسد بعد أن احتوى الشاعرين بحب خلال الأمسية وكاميرات التصوير توثق الحدث بين الشاعرين ومعجبيهم الكثر في عروس الشمال حائل . ((من الأمسية)) .. فوجئ الجمهور بإنهاء الأمسية رغم أنه كان متعطشاً للمزيد وهي التي تجاوزت الساعة إلا أن حب وإعجاب الجمهور بفارسي الأمسية وبحثه عن مزيد من قصائدهما كان واضحاً على محياً عدد من الجمهور خصوصاً وأن عريف الأمسية اكتفى بما قدمه الشاعران ولم يتح الفرصة للأسئلة والمداخلات !! ..كان التنظيم داخل وخارج الصالة أكثر من رائع وتفوق المنظمون في ذلك المساء وسجل الجميع شكرهم وإشادتهم !! .. بذل أعضاء اللجان المنظمة واللجنة الإعلامية والزملاء في المكاتب الصحفية والتلفزيون وقناة النجوم والمتألق إبراهيم الجنيدي جهوداً موفقة !! .. اعترف الشاعر عبدالله بن علوش في حائل بأنه لايملك أموالاً طائلة وأعلن استعانته ببعض الأصدقاء للسفر إلى لبنان مشيراً بأنه لايملك فلساً !!