كانت مدينة حائل الشاعرة موعودة بالكثير من العذوبة والجزالة في أولى أماسي الشعر الخليجي الثاني في حائل حيث التقى محبو ومتذوقو الشعر بقامتين شعريتين هما من التمكن بالقمة، الأولى تختزل الخبرة في المضمار الشعري الخليجي تعود جذورها إلى الجنوب الذي يتفيأ الوطن بظلال سراتهِ التي تتسامق كما قامة ابنها الشاعر «سعد بن جدلان»، والثاني اكتنز بين جنبي قصائده العذوبة و ولع الشباب وغراميات الشاعر وجمعه لهموم المجتمع ضمن قالب ساخر وجاد، تراثي وحديث، طريف ومهيب وهو الشاعر الكويتي «فيصل العدواني»، وكان بين هذين القطبين عريف الأمسية الإعلامي المعروف «ناصر المجماج» الذي كان بدوره مفتاحاً للشاعرين إذ يعطيهما شفرة ولوج قصائدهما ثم يترك المجال لهما حتى يَلِجَا عميقاً، وللحضور حتى يصفقوا طويلاً. كان من المقرر أن تبدأ الأمسية في الساعة العاشرة من مساء أمس، وقد حضر الشعراء في الوقت المحدد لولا أن بعض الأمور الفنية المتعلقة بالنقل الحيّ على محطة ( نجوم القصيد ) خانت الشاعرين والمنظمين، ولكن ذلك لم يثنِ الحضور من الجلوس والتطلع إلى موعد بداية الأمسية رغم التأخير الذي طاله، وهذا ما جعلهم يصفقون طويلاً للشاعرين حتى الساعة الواحدة والنصف من صباح أمس، وهو الوقت الذي انتهت به الأمسية . استهل الأمسية الشاعر بن جدلان ثم تلاه فيصل العدواني في قصيدة مهداة إلى حائل، وانهالت بعد ذلك القصائد تترى،حتى فاحت رائحة الحزن وعبق المكان برائحة الشاعر الفقيد طلال الرشيد لحظة أن أتى فيصل العدواني بمرثيته التي جعلت السكون يجثم على صدر المغواة !. وبالقدر الذي أبدع فيه فيصل العدواني في واحدة تعد من أكثر أماسي الشعر قرباً إلى الروح كان الشاعر الكبير سعد بن جدلان أكثر إبداعاً وتجلياً وما إن أنهيا الأمسية حتى تقدم الجميع لمصافحتهما وشكرهما على حضورهما وعلى إهدائهما هذه الأمسية الفاخرة لحائل .