أفادت خلية الأزمة المحلية أنه لقي نحو 140 شخصاً بينهم ثمانية هم أفراد الطاقم حتفهم صباح أمس الأحد في تحطّم طائرة روسية من طراز إيرباص ايه -130 واشتعال النار فيها خلال هبوطها في مطار ايركوتسك بسيبيريا وعلى متنها نحو 200 شخص. وأكَّدت خلية الأزمة التي تشكَّلت إثر الحادث أن 50 جريحاً يعانون من ارتجاجات في الرأس وكسور واحتراق أو تسمم من الدخان نقلوا إلى المستشفى، لكن 11 راكباً نجوا دون أن يحتاجوا لعناية طبية. وتضاربت المعلومات حسب مصادرها بشأن عدد ركاب الطائرة وذلك بعد ساعات من وقوع الكارثة. وأكد مطار دوموديدوفو في موسكو من حيث أقلعت الطائرة أن 193 راكباً كانوا على متنها إضافة إلى تسعة هم عناصر الطاقم أي 200 وشخصين في المجموع. وكان ذكر في البداية أن عدد الركاب 200 . وأعلن ناطق باسم وزارة الحالات الطائرة في ايركوتسك أنه تم انتشال 120 جثة من حطام الطائرة وأن عشرة من الركاب الناجين يعالجون في غرفة العناية الفائقة. ونقلت وكالة ايتار - تاس أن عدداً كبيراً من ركاب الطائرة من الأطفال المتوجهين لقضاء العطلة الصيفية في منطقة بحيرة بايكال. وقد وقع الحادث في حوالي الساعة الثامنة (23.00 ت غ السبت) لدى هبوط طائرة الإيرباص ايه - 130 التابعة لشركة سيبير في ايركوتسك بعد أن أقلعت من مطار دوموديدوفو في موسكو. وانحرفت الطائرة عن المدرج لدى هبوطها واصطدمت بجدار من الأسمنت وعدد من المباني وسمع حينها انفجاران واشتعلت الطائرة على الفور، حيث كانت خزاناتها مليئة بطن من الوقود على ما أفاد مراسل محلي لإذاعة موسكو. وأفاد رجال الإغاثة أن مقدمة الطائرة دمرت بالكامل تقريباً لكن عشرة ركاب وإحدى المضيفات تمكنوا من مغادرة الطائرة من الباب الخلفي دون مساعدة وفق خلية الأزمة التي طلبت من الذين غادروا مكان الحادث أن يتصلوا بها كي تتمكن من تحديد حصيلة دقيقة بعدد الركاب. وتبيّن من الصور التي بثتها محطات التلفزيون الروسية أنه لم يتم إخماد الحريق إلا بعد ثلاث ساعات وأن عموداً كثيفاً من الدخان كان لا يزال يتصاعد صباح أمس الأحد من الطائرة. ولا تزال فرق الإنقاذ تقوم بتقطيع هيكل الطائرة لانتشال جثث الركاب.وأكد مسؤول محلي في وزارة الحالات الطارئة أنه يجري التحقق من عدة فرضيات حول أسباب الكارثة بما فيها وقوع عطل في جهاز الهبوط عندما حطت الطائرة على الأرض أو اندلاع حريق على متنها قبل هبوطها قد يكون أدى إلى تعطيل المكابح. من جانبه توقع وزير النقل الروسي ايغور ليفيتين أن يعود الحادث للأمطار التي جعلت المدرج لزجاً لدى هبوط الطائرة. وكان قائد الطائرة قال لبرج المراقبة أن الطائرة هبطت لكن الاتصال انقطع حينها. وأدلى بهذا التصريح قبل مغادرة موسكو صباح أمس متوجهاً إلى سيبيريا.وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة تحقيق حكومية للتحقق من أسباب الحادث. وأفادت وكالة انترفاكس أنه تم العثور سريعاً على الصندوقين الأسودين للطائرة في مكان الحادث على أن يرسلا إلى موسكو للتحليل. وهي المرة الثانية خلال السنوات القليلة الماضية التي تشهد فيها منطقة ايركوتسك كارثة جوية. إذ لقي 145 شخصاً مصرعهم في سقوط طائرة من نوع توبوليف - 154 في هذه المنطقة في الثالث من تموز - يوليو 2001 . كما أنها الكارثة الجوية الكبيرة الثانية في روسيا خلال نحو شهرين. ففي الثالث من أيار - مايو الماضي قتل 113 شخصاً في سقوط طائرة من نوع إيرباص -320 تابعة لشركة ارمافيا الأرمنية بينما كانت تستعد للهبوط في مطار سوتشي في جنوبروسيا.