** أصبح تشفير المباريات وشراء الحقوق الحصرية للمباريات أمراً واقعاً لا مفر منه فمن اليوم وصاعداً ستزداد لغة التشفير قوة وقسوة.. ولا بد من مواجهتها بالطرق الكفيلة بضمان حقوق المشاهدين والرياضيين جميعاً بما يحميهم من هذا الاستغلال الجشع الذي لا يتوانى عن شفط جيوب الجماهير الرياضية وإجبارهم على الدفع رغماً عنهم وبطريقة هي أشبه بالقوة والسلطة وهنا نتحدث عن سلطة المال.. ولذلك فلا ينفع أن نكتفي بالصراخ والعويل ولعن الظلام كما يقول المثل الصيني.. فلابد من إيقاد شمعة تضيء لنا قليلاً من الضوء حتى وإن كان خافتاً.. وهذه الشمعة التي أعنيها هي مواجهة التشفير والاحتكار بالأنظمة واللوائح والقوانين.. فطالما أننا غير قادرين على إيقاف هذا المد التشفيري القادم فلا يجب أن نستسلم له ونقف موقف المتفرج.. حيث يمكننا أن نعمل على سنّ القوانين والنظم وتفعيل الموجود منها عبر الجهات المسؤولة والمعنية بمثل ذلك.. فلكل شيء في هذه الحياة نظام يخضع له أو يجب أن يكون هناك نظام يخضع له مثل هذا التاجر ويلزمه على اتباع الأنظمة واللوائح التي تحفظ حقوق الطرفين.. ولذلك لا بد أن نسن اللوائح والقوانين المنظمة لهذه العملية بما يضمن حقوق المشاهدين ويجبر الجهة المشفرة على الخضوع لهذه الأنظمة سواء فيما يتعلَّق بالمشاهدة ومستواها ونوعيتها أو قيمة الاشتراك الذي تحدده عادة القناة الناقلة.. فكما حدث في نهائيات كأس العالم الحالية فإن القناة تحدد السعر الذي تريد وتفرضه على من يريد الاشتراك دون أن يكون هناك أي معايير أو مقاييس لهذا السعر سوى الربحية العالية التي تريدها الشركة، لذلك يجب أن تُوجد الأنظمة التي تلزم الشركة على الالتزام بسعر معين يكون في متناول الجميع ولا يخضع للنظرة التجارية التي تتعامل بها الشركة مع الأحداث الرياضية.. وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الاتحادات أو الهيئات المعنية قد تأخذ زمناً طويلاً لكنها خطوة لا بد من اتخاذها للمصلحة العامة ولحماية المشاهدين لأن المسألة باتت تجارة بحتة وكل السلع هناك ما يحكمها من اللوائح والأنظمة والقوانين، خصوصاً أن محاربة الاحتكار بحد ذاته يدخل ضمن إطار الجهات المسؤولة عن الإشراف على التجارة في البلدان حتى وإن كان البث الفضائي تجارة من نوع آخر. منتخبنا والأخطاء الدفاعية الفادحة ** بعد أن هدأت العاصفة وانتهت مشاركة منتخبنا الوطني في المونديال وبعد الأخطاء الدفاعية الفادحة التي ارتكبها لاعبون هناك.. تحدث الكثيرون عن الأسباب والمسببات وناقش الكُتَّاب والرياضيون تكرار هذه الأخطاء وعدم معالجتها من قِبل الجهاز الفني.. ولأن الجميع لم يتطرق للأسباب الحقيقية فقد رأيت إعادة ما كتبته هنا في لقاء الثلاثاء قبل تولي باكيتا الإشراف على الأخضر وفي الفترة التي كان قرار إقالة كالديرون وشيكاً.. يوم الثلاثاء 18 ذي القعدة 1426ه الموافق 20 ديسمبر 2005م في العدد 12136، حيث تحدثت عن هذه الأخطاء قبل المونديال بستة أشهر.. وللتذكير أتمنى أن نعود لقراءة ما يلي: كالديرون وباكيتا أعتقد أن أسوأ قرار يمكن أن يتخذه اتحاد الكرة في هذا التوقيت بالذات سيكون إبعاد المدرب الأرجنتيني جابرييل كالديرون عن تدريب الأخضر.. وإذا ما حدث هذا فإنه سيكون ضربة قاصمة لاستعدادات منتخبنا للمونديال.. وإفشال مع سبق الإصرار والترصد لكل النجاحات التي حققها منتخبنا في مشواره لكأس العالم.. فالأخضر مع كالديرون قدَّم مباريات ممتازة وتأهل بجدارة واستحقاق وبأداء فني رائع يعتمد الكرة الحديثة والأداء المتوازن القائم على سرعة اللعب وإغلاق المساحات والتنظيم الجيد وسط الميدان ما يعكس قدرة وكفاءة الجهاز الفني.. وبالعودة لمباريات منتخبنا في التصفيات نجد أنه لعب بأسلوب فني متميِّز داخل أرضه وخارجها.. بل إنه لم يدخل شباكه أي هدف باستثناء هدف أوزبكستان في الذهاب، الذي جاء من كرة طائرة.. في حين تميّز أسلوب كالديرون بالقوة الدفاعية والتنظيم الرائع أمام أقوى الفرق.. فلم يهتز وهو يلعب في أوزبكستان، وكذلك فعل في الكويت حين لعب بأسلوب أبعد الخطورة عن مرمى منتخبنا.. وفي الرياض حقق الفوز ولم يقبل الأهداف بفضل أسلوبه المتوازن ونوعية اللاعبين الذين اختارهم وطريقة اللعب التي يطبقها.. وهذه الطريقة هي المطلوبة أمام الفرق القوية في كأس العالم، وهذا النوع من الأداء هو ما افتقده منتخبنا في مونديال كوريا واليابان حين كانت كل الطرق تؤدي للمرمى السعودي بفضل المساحات الخالية في الوسط وأسلوب اللعب المفتوح الذي لا يمكن أن يطبق حالياً في الكرة الحديثة أو في المباريات الكبرى كمباريات المونديال. ** إذاً الخلاصة أن كالديرون قدَّم أداءً رائعاً توّج الأخضر في الصدارة الآسيوية وأعاد المنتخب للمسار الصحيح.. فما الذي حدث ولماذا تغيّرت النظرة بين عشية وضحاها، وكيف برز اسم البرازيلي باكيتا وما هي الأسس التي اعتمدت أو اعتمد عليها هذا الاختيار؟.. دعونا نناقش هذا الأمر فنقول إن باكيتا بدون شك مدرب جيد.. لكن هل أسلوبه يناسب منتخبنا..؟! وهل أسلوب اللعب الذي يلعب به الهلال في مباريات (محلية) يمكن أن ينجح مع المنتخب؟ الحقيقة أن من يفهم كرة القدم يجد أنه لا مقارنة إطلاقاً بين عمل باكيتا وكالديرون.. فالأول ككل البرازيليين يعتمد على المهارة الفردية واللعب الهجومي ولا يجيد أي نوع من التنظيم الدفاعي لفريقه باستثناء الأسلوب التقليدي المعتاد.. وبنظرة سريعة على أداء الهلال الدفاعي وبالذات في المباريات القوية كما حدث (أمس الأول) أمام الشباب نجد أن الهلال كان يدافع كما تدافع الفرق الصغيرة وبدون منهجية أو أسلوب لعب فقط اجتهادات.. وهذا الأمر تكرر في أكثر من مباراة كان خلالها الهلال يدافع كما يدافع الصغار.. بينما المنتخب السعودي كان في أوزبكستان كبيراً حتى وهو يدافع وكذلك فعل في كوريا فدافع وهاجم بنفس الكفاءة والتنظيم. وأمام الفرق الكبيرة يجب أن تكون قادراً أولاً على حماية المرمى بشكل جيد.. وثانياً: أن تكون قادراً على التسجيل.. ولذلك فلا مقارنة إطلاقاً بين المباريات المحلية والدولية ولا مقارنة بين أسلوب لعب كالديرون وعناصره.. وباكيتا وأسلوبه.. فكالديرون بكل أمانة يمثِّل كرة القدم العالمية الحديثة بأسلوبها المعتمد على القوة والسرعة والجماعية واللياقة العالية، والهجوم الذي يتعرَّض له من بعض الإعلاميين لا علاقة له بمصلحة المنتخب بقدر ارتباطه بمصالح أنديتهم ولاعبين معينين، أما المنتخب فإنه آخر اهتماماتهم ولا يعنيهم خسر أو فاز بقدر ما يعنيهم وجود فلان وعلان في المنتخب.. وهو ما يجب أن يدركه المعنيون باتخاذ القرار. أما الحديث عن عنجهية كالديرون وتكبُّره وأسلوب تعامله مع (أعضاء لجنة المنتخبات)، وعدم إعطائهم (وجه) كما يُقال فهذا في تصوري أحد أسباب نجاحه.. ولأنه لم يسمع لما حوله حقق النجاح وترك لهم البحث خلفه عن أي عيوب. أما الحديث عن دورة غرب آسيا وما صاحبها من نتائج فالمسئولية كاملة يتحمَّلها اتحاد الكرة.. فقرار المشاركة بالرديف لم يتحدد سوى قبل الدورة بفترة قصيرة والاختيار استثنى لاعبي الاتحاد لمشاركتهم في بطولة أندية العالم.. والاختيارات من الأندية خضعت لمعايير عدم الإضرار بالأندية - لأن الدوري لن يتوقف - ومحاولة الاقتصار على عناصر معينة ومحددة من كل نادٍ مما أوقع الجهاز الفني في حرج وأجبره على عناصر متهالكة وخصوصاً في الدفاع والوسط لتكون هذه النتائج. ولو أن اتحاد الكرة أوقف الدوري (خصوصاً أن عدداً كبيراً من مبارياته مؤجل) واختار ما يريد من لاعبين وتعامل مع البطولة بجدية لما حدث ما حدث.. لكن الأخطر هو ما سيحدث من هدم لكل العمل الذي قُدِّم خلال الأشهر الماضية.. في الوقت الذي لم يتبق سوى أشهر معدودة على انطلاق المونديال ونحن نسعى لتغيير المدرب..!! * إبعاد كالديرون سيكون آخر مسمار يدق في نعش الكرة السعودية لو تحقَّق! لمسات ** التعديلات الأخيرة في لائحة الاحتراف تحتاج إلى توضيح مبسط من لجنة الاحتراف لشرحها للرياضيين وضرب الأمثلة والتفاعل مع الجميع من خلال تواصل اللجنة مع المجتمع الرياضي بدلاً من السكوت المطبق الذي تفضله اللجنة منذ سنوات! *** ** أغرب ما سمعت هو الحديث عن تشكيل لجنة تساهم في تسويق اللاعبين السعوديين للاحتراف خارجياً ويبدو أن من يتحدث عن ذلك لا يعلم أن البضاعة الرديئة لن تستطيع منافسة البضاعة الجيدة مهما حدث.. ولذلك عليكم الاهتمام بالبرامج الداخلية وتنظيمها والعمل على تنظيم دوري قوي يمكن أن يُطلق عليه دوري محترفين حقيقي يمكن أن ينقل لاعبينا للدول الأوروبية كما فعل الكوريون واليابانيون.. أما الدعوة لتسويق اللاعبين السعوديين خارجياً وتفريغ الدوري من لاعبيه فهذا يعني تدميراً للكرة السعودية وليس تطويراً! *** ** ما لم يكن لدينا دوري قوي ومسابقات قوية لن يكون لدينا منتخب قوي حتى ولو احترف كل لاعبي المنتخب خارجياً.. عندها ستكون الفائدة وقتية ومرحلية سرعان ما تعود الأمور لسابق عهدها.