أي عمل يعتمد على التخطيط والتنظيم والدراسة يجب أن يسير وفق خطط مدروسة ومعدة بشكل جيد.. وفي علم التخطيط هناك دائماً خطة بديلة وهي ما يُسمى plan B على أن تكون الخطة الأولى A .. أطرح هذا الاتجاه بعد أن بدأت الكراسي أو الكرسي يهتز من تحت مدرب منتخبنا الوطني السيد آنجوس.. فخسارة الأخضر الثقيلة والمظهر السيئ أمام أوزبكستان بالتأكيد سيجعلان آنجوس في فوهة المدفع ولتكون إقالته هي أول الحلول. شخصياً تحدثت عن آنجوس بعد كأس آسيا مباشرة وبعد البطولة العربية ووضحت كل السلبيات التي يرتكبها هذا المدرب. ولكن كالعادة الجميع منشغل ولا أحد يقرأ ليكتشفوا (الآن) وبعد الخسارة الثقيلة قدرات وإمكانات المدرب. لن أطالب بإقالة السيد آنجوس أو أدافع عنه.. وإنما أقول إن آنجوس جزء من منظومة عمل نتيجتها هي التي شاهدناها في أوزبكستان من مستوى متواضع وأداء باهت لنجوم الأخضر. قبل شهرين أو ثلاثة من الآن قلت إن المنتخب السعودي في خطر.. فالضغط والإرهاق الذي تسببت به جدولة وبرمجة المسابقات المحلية سيكون له تأثير مباشر على أداء اللاعبين الذين هم أفراد المنتخب.. وإن إعداد المنتخب لا يمكن أن يتم بمعزل عن الأندية، بل إنه يتم من خلالها أولاً وقبل الوصول للمنتخب.. والذي يفترض أن لا يتجاوز بقاء اللاعب فيه أكثر من خمسة أيام.. غير أن كل شيء ظل كما هو ولم يتغيّر شيء لتأتي الخسارة ونفتح الملفات. أتصور أن الأخضر أمام أوزبكستان كان يمكن أن يكون أفضل.. حتى في ظل كل ما تقدَّم من سلبيات كان يمكن لآنجوس أن يقدِّم فريقاً أفضل سواء من حيث العناصر أو طريقة اللعب، فمنتخبنا وطوال مبارياته مع آنجوس يعاني دفاعياً وتنظيمياً ويواجه مشكلة كبيرة في افتكاك الكرة وحماية المنطقة وامتصاص ضغط الخصم.. وهذه أهم مميزات ومواصفات الفرق الكبيرة والقوية.. وهذا الأمر لن يتحسّن مطلقاً لأن آنجوس يفتقد القدرة على تنظيم دفاعه وانتشار لاعبيه وأداء خط الوسط في الجانب الدفاعي نظراً لأن معظم المدربين البرازيليين يعتمدون على مهارات اللاعبين وقدراتهم أكثر من الاعتماد على الأداء التكتيكي والجماعي والجمل الفنية بين اللاعبين وهذا ما ظهر في كأس آسيا، حيث الحماس والقتالية والرغبة في الفوز هي التي أوصلتنا إلى المباراة النهائية حين كان اللاعبون جميعاً في أفضل حالاتهم. ** إذاً ماذا سيكون عليه وضع الأخضر في المرحلة المقبلة والصعبة من التصفيات.. وهو ما يجب على اتحاد الكرة الاستعداد له من الآن عبر خطة بديلة plan B بحيث يتم التعاقد سريعاً مع مدرب جيد يكون مسؤولاً عن المنتخب الأولمبي أو الشباب ويكون قريباً من الأخضر عند الحاجة له.. كما فعلنا أيام فينجادا حين أبعد زوماريو وأسندت المهمة للبرتغالي فينجادا ليقودنا لكأس آسيا 96 .. وكذلك حدث الشيء نفسه مع فينجادا حين أقيل وأسندت المهمة لأوتوفيستر في تصفيات كأس العالم لنتأهل للنهائيات أيضاً ولم يكن ذلك ليتحقق لو أننا لا نملك مدرباً بديلاً وهذا يقودنا للحديث عن تجربة المنتخب مع مدربي الأندية والاستعانة بهم.. فقد أثبتت التجارب فشل هذا التوجه وآخر الفاشلين باكيتا الذي حصد مع الهلال كل البطولات ليسقط مع المنتخب.. فالنجاح في الأندية ليس كافياً لتحقيق النجاح مع المنتخب خصوصاً لدينا، حيث الهجوم الإعلامي على المدرب عندما يستعين بلاعبي ناديه وكذلك التشكيك الدائم فيه وبنواياه وتأثير ذلك على المنتخب.. ولعل التجارب تكون خير دليل للقائمين على شؤون الأخضر لتمكنهم من عدم تكرار نفس الأخطاء وتغيير أسلوب العمل قليلاً، فمصلحة المنتخب تقتضي أن نبادر فوراً لتوفير جهاز فني يكون تحت تصرف اتحاد الكرة ويساهم في تقديم التقارير والآراء والمشورة لأنه لا يمكن لمنتخب بحجم السعودي أو كرة لها نفس الإنجازات أن تفتقد لأهم شيء وهو المدربون الجيدون العاملون في اتحاد الكرة.. وأتحدث هنا عن الخبراء الأجانب فلا يوجد لدينا سوى مدرب البراعم كونز ومدرب المنتخب الأول آنجوس ولذلك نهرع للأندية عند الحاجة لأي مدرب وآخر الفزعات لاتحاد الكرة جاءت من النصر الذي قدَّم مدرب ناشئيه للأخضر على أن يستمر مع فريقه حتى نهاية الموسم في بادرة هي الأولى بين الأندية السعودية..! لمسات ** غداً يلتقي الهلال بالنصر في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد.. وكل الشواهد تؤكّد عودة منتظرة للنصر نحو البطولات.. فالفريق الأصفر الأكثر رغبةً وحرصاً على اللقب.. بينما الهلاليون يعتقدون أنهم سيدخلون المباراة لتسلّم الكأس فقط وهذا ما لن يحدث! ** في ظل المستوى المتواضع الذي استمر منتخبنا يقدّمه منذ نهاية كأس آسيا الماضية.. يجب أن نضع كل الاحتمالات والحلول اللازمة قبل أن تقع الفأس في الرأس ونجد أنفسنا بحاجة للتغيير فلا نجد ما نبحث عنه! ** استمرت إثارة الدوري بتعادل الهلال مع الاتفاق والاتحاد مع الشباب والنتيجتان في تصوري تصبان في صالح المتصدر الذي بات الأقرب للقب. ** جدولة اللجنة الفنية للدوري جعلت الاتحاد ينهي كل مبارياته وينتظر 16 يوماً ليواجه بعد ذلك الهلال الذي سيلعب مباراة تقريباً كل أربعة أيام على طريقة سباقات قفز الحواجز قبل الوصول للاتحاد!! ** اللجنة الفنية تبرمج نهائي كأس فيصل قبل يومين من مباراة الشباب والهلال وترفض تأجيلها إلا بموافقة الشباب.. أمر غريب حقاً.. فهل الهلال هو من اختار هذا الموعد.. وما ذنب الهلال لتحشر مبارياته بهذا الشكل المجحف والبعيد عن الإنصاف والمثير للشك والريبة.. فهل تأجيل المباراة ليوم أو يومين مستحيل وهي التي أجلت لأشهر عديدة.. وهل تقديم مباريات الاتحاد أسهل وأفضل للمصلحة العامة وللكرة السعودية حتى يظل متقدماً عن كل الفرق في الدوري بمباراتين وأكثر.. سبحان الله.. مع كل هذا التخطيط نغضب حين لا يظهر منتخبنا بالمستوى المطلوب؟! ** تبدو حظوظ الهلال في الدوري ضعيفة وضعيفة جداً.. ولذلك فقد لا يكون أمامهم سوى نهائي يوم غد حتى لا يفرّطوا في كل شيء!