تموت كلماتي في فمي، وتخنقني عبرتي، وتأسرني أحزاني، فأردد قول الحق تبارك وتعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (البقرة 155 - 156) حادث جلل ومصاب عظيم يعصف بقلب الحليم فيجعله حيران، وتستولي الهموم على قلبي وعقلي ولولا تثبيت الله لفقدت عقلي وأضعت نفسي حين سمعت نبأ وفاة خالي معيجل بن سليمان المعيجل وكيف أحتمل مثل هذا النبأ وأنا من عرفه فألفه ودنا منه فأحبه وجلست معه فاستولى على مشاعري ونقش لغة الحب في قلبي فلا أعرف سوى أني أحبه. ففي يوم الجمعة 13 - 5 - 1427 ه اختار الله لقاء عبده، بعد أن طهر قلبه من الحقد على الآخرين وتطهر استعداداً لأداء فريضة من فرائض الله ولكن قدر الله سبق قبل أن يؤدي صلاة المغرب غفر الله له وأسبغ عليه رحمته وخلفه في عقبه وجبر مصابنا بفقده فاللهم أجبر مصيبتنا. وفي يوم السبت توافدت قلوب المحبين لتودع تلك النفس الزكية بقلوب حزينة ونفوس مكلومة وعيون باكية كان موقفاً عصيباً جسدت به الألسن المعزية في الفقيد ما تكنه له النفوس من محبة وتقدير، العيون دامعة، والدعاء على الألسن يروي عظم المحبة وجلال المصاب، وما استغربت ذلك فمن عرف الفقيد أحبه لما يتصف به من كريم السجايا وجميل الصفات فقلبه للخير محب ونفسه للجميع محبة، ملأ الحب قلبه فلم يتسع لبغض أحد أو الحقد عليه، طيب العشرة للكبير أخ ناصح وللصغير أب رحيم ملك الدنيا فكانت بيده يسيرها حيث شاء ولم تملكه أو تسيطر عليه. وعزائي لأبناء الخال وزوجاته وذويه ومحبيه فأعظم عزاء لنا جميعاً ما رأيناه وشاهدناه على تلك الوجوه التي جاءت تودع الفقيد وكأنها تقول لنا: على رسلكم فلستم وحدكم من فجع بموته، أو حزن لفقده فنحن محبون ولكم في المصيبة مشاركون، أما ما رددته الألسن فكان أعظم، جعل الله ذلك من عاجل البشرى فأنتم شهداء الله في أرضه وثناؤكم عليه رفعة له بإذن الله عند ربه. أخيراً أشكر كل من شاركنا في مصيبتنا بتعزية أو تسلية ومن واسانا في فقيدنا، لا أراهم الله مكروهاً.