سؤال دائماً يخلق لدي الحيرة وكثرة التفكير حتى أني أيقنت أن إجابته في علم الغيب.. أو رابع المستحيلات - كما يقولون - وطرحته في أحد المنتديات ولاقى تجاوباً كبيراً وردوداً لا حصر لها من الإجابات والمداخلات والنقاشات.. ولا تخلو أيضاً من بعض المعاناة...! هل مهر الفتاة دليل على قيمتها؟؟! هل قيمة المهر دليل على قيمتها (غلاوتها) عند أهلها أو لمن يتزوجها!! أو أنها تقاليد (بالية) لا معنى لها وجدت في زمن مختلف ووضع مختلف!! سؤال أبحث عن إجابته دوماً.. ليست المشكلة في إيجاد إجابة محددة فقط.. أو الوصول إلى وجهة نظر خاصة.. بل هو الوصول إلى قناعة ورؤية واقعية وحقيقية حول هذا الموضوع.. تكبح جماح أسئلتي وحيرتي التي ليس لها حدود. لا شك أن المهر له حكمة إلهية، وهي تعبير خاص عن مكانة الحياة الزوجية، ورفعة لشأن الفتاة، وإيماء برغبة الشاب بالزواج منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (خير الصداق أيسره) رواه أبو داود . ولقد وصلتني ردود من بعض الأشخاص قالوا بأنهم دفعوا مهوراً عالية جداً وبعد أن تم الزواج بأشهر قليلة بل بأسابيع.. ينتهي الأمر بالانفصال.. والأسباب واهية لا معنى لها على الإطلاق كما قال لي أحدهم. أو أن أشخاصاً قاموا بتزويج بناتهم أو أخواتهم بالحد الأدنى من الزواج.. ربع.. نصف ريال.. ومصيرها أيضاً.. انتهى بالانفصال (الطلاق).. والسبب إما عدم تقدير الشاب للفتاة التي تزوجها (وهذا يرجع للؤمه).. أو إحساس بالنقص من جانب الفتاة يفسد أي لحظات جميلة في هذا الزواج. ولا أقصد من هذا التعميم على المجتمع كافة.. ولكن.. إذا لم يكن هذا الأمر قد حصل لك فتجده حصل لأناس قريبين لك وإن لم تجده حولك.. فتكون قد سمعت به ولا يخفى عنك. وقد وصلتني أرقام ونسب مخيفة عن إحصائية خاصة بعدد حالات الطلاق خلال الثلاثة الأعوام الماضية.. والعدد في ازدياد.. للأسف.. وهي نسبة مؤثرة قطعاً ولهذا له عواقب وخيمة في المستقبل على الأسرة والمجتمع. السؤال هو.. ما الذي يحدد قيمة المهر؟ هل هو مستوى جمال الفتاة أو أصلها أو المستوى التعليمي أو المادي.. إلخ، ومن المسؤول عن هذا الأمر.. هل هو ظلم الأب وجشعه وطمعه لبناته كسلع للمتاجرة بها أو بيعها.. أو عدم بيعها البتة في حالة أن تكون موظفة لأنه يراها كبنك متنقل!! أو أن هذا الموضوع قد يرجع إلى الفتاة نفسها.. لأنه يصبح مصدراً للمفاخرة بين بنات جنسها واعتقاد مزيف بالتميز عنهن.. أو المفاخرة على مستوى العائلة.. والأنساب أيضاً.. والمنافسة بين الآخرين، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد!! لأنه قد تكون المشكلة تأتي من مجتمع لا يرحم (كعادته)، وضع هذه القاعدة كمقياس على أن المظاهر هي السمة الوحيدة والحاكمة والناطقة بالحكم الأخير.. على من يخالفها.. كأساس ولغة لهذا العصر. [email protected]