في أمسية أدبية جميلة جداً.. تنافس أمسيات الشعر الشعبي في سخونتها.. فقد حضرت مساء يوم الاثنين الموافق 17-4-1427ه أمسية عن (تهرأت حبالها) مجموعة قصصية للأديب عبدالحفيظ الشمري نظمها النادي الأدبي بحائل ضمن برامجه الثقافية المتواصلة. في مجملها هي نقد أدبي شفاف وحذر وصريح كان نجم الأمسية الناقد الكبير د. محمد الشنطي والدكتور علامي والدكتور شواقي. تحدثوا وبإسهاب مميز وفريد وبعيد عن المجاملة تحدثوا عن المجموعة القصصية للقاصي عبدالحفيظ وركزوا على أنها تميل للسرد كثيراً على حساب الحوار ونفس هذه المجموعة أبرزت الأنا الموغلة بالحزن والهم الاجتماعي لدى القاص حتى أنها مالت للرمزيات كثيراً وذلك تأكيداً للهروب الذكي والحذر من القاص إلى (برا) الحقيقة كما في قصة (الجنين) الت يقصد بها حقيقة لا يعرفها القارئ. وركزت أكثر القصص على مصطلحات و(ألفاظ) الذاتية المفرطة بالانهزام الحياتي اتجاه مواقف حياتية كثيراً واعتمد القاص كثيراً على أسلوب (القصة القصيرة) وذلك لإبداعه المتميز في هذا المجال وكمخرج ذكي لحذره من ذكر تفاصيل الحقيقة رغم (قدم) القصص لها أكثر من عشر سنوات إلا أنها لم تخلوا من الإبداع التفاعلي والثنائيات الجميلة بين السرد الجميل والهروب الأجمل وعمق السهل في إبراز الحكاية. فهو في قصصه استشرف الشمول في القضايا (الحزائنية) وترك للقارئ التأؤيل في خلق نهايات (سعيدة) كمنهج أدبي سار عليه (القاص) في مجموعته هو إبراز الثروة اللفظية (الممدودة) في العبارات على حساب قفل الحوار وعدم قفل نهائيات القصص.. على الرغم أن هذه القفلات بالقصص (تؤل) بأنها مشروع جميل لجذب القارئ وخلق علاقة نفسية أدبية تعتمد على فضاءات وملامح الاختلاف قبل الاتفاق وهذا سر تميز القاص.. فهو لا يهمه الإعجاب السطحي بالقصص بقدر اهتمامه (بقارئ - نصف ناقد) يختلف معه من أجل استفزازه استفزاز (القاص) لاحقاً لمعرفة ما هي المثبطات والعوائق التي لا يريدها القارئ صحيح.. تهرأت حبالها.. جملة صارمة لا تقبل القسمة على الأمل أو الهدوء.. لكنها مثيرة في خلق نهاريات مؤلمة لبعض الشخوص فيها والتي تلامس شخصية (عبدالحفيظ) الواقعية لأن القصصة القصيرة لا تخلق واقعاً كما قيل بل تعيد واقعاً بأسلوب ذاتي أو بأسلوب الضمير الجمعي لأن مغريات الإبداع لدى القاص في هذه المجموعة كما يراها هي الرمزية والسردية التي نختلف معه لكن نتفق معه أنه مبدع بدرجة خاصة ومتميز في محاكاة ذاته الإبداعية فهو عمق في قصصه حكاياتنا الاجتماعية الثابتة (كمسمى) المشكلات الأزلية التي تواجه البشر اتجاه الطرف الآخر الذي نسميه (سوء الفهم) الذي يخلق صرعات طبيعية أو إيجابية في تعاقب سنواتنا وأيامنا في تلك الأمسية المميزة جداً. حضر المدعو النقد لابساً جلباب الصدق متكئاً على التحليل النقدي الناجح مع قاص كتب حقائق فذة لا يمكن أغفالها مثل نهله من بيئتنا كل مستلزمات نجاح القصة. عبدالحفيظ له إنتاج أدبي آخر اتفق الجميع على إبداعه وتلافي مشكلة السرد التي على حساب الحوار كما في (تهرأت حبالها) شكراً للنادي وشكراً أكثر للنقاد الثلاثة أمتعونا بثقافة الحوار العالية جداً وشكراً موصولاً للقاص عبدالحفيظ على حسن استقباله للنقد والرؤية التحليلة (لتهرأت حبالها). فهد إبراهيم الحماد