التحدي من أجمل الصفات التي يجب أن يتصف بها الإنسان القوي الطموح والقادر على تحقيق ذاته واستغلال قدراته، فالإنسان الذي يتحدى نفسه ويتحدى الظروف السيئة المحيطة به هو الناجي الوحيد من لعبة تشتيت القوى!! فكل إنسان في هذه الدنيا يتعرض لظروف قاسية قد تفتك بأعصابه ومشاعره والتي قد تتطور بعد ذلك لتفتك بروحه، ولكن قلة هم من يتحدون هذه الظروف ويخرجون من سيطرتها القوية، أما البعض الآخر فقد يستسلم لهذه الظروف ويظل محطماً متجمداً في مكانه ولكن هل كل تحد ينتهي بالانتصار؟ هل التحدي يجبر عزاء المجروح في النهاية؟ هل ابتساماتنا العريضة التي نرسمها حول ضفاف الحلم الجميل ستظل مرسومة حقاً عندما نحقق أحلامنا أم ستتحول إلى عبوس يستنزف الدموع عند موت الحلم الجميل؟ طبعاً لا !! فهناك أناس كثيرون دخلوا معركة التحدي وبكل قوة وخرجوا منها خاسري القوة والطموح، هناك من بنوا أحلاماً وأمنيات لتكون لهم نوراً ساطعاً يدلهم إلى طريق المستقبل الباهر ولكنهم ضلوا الطريق في النهاية!! هناك أناس تحطمت مشاعرهم وهم يبنون أحلاماً بريئة فتتهدم تباعاً الواحدة تلو الأخرى!! هل من الصحة أن نستمع إلى مقولة (أحلم على قدك) ونعمل بها حتى لا نصدم بقسوة الواقع المر؟! هل أحلامنا الكبيرة هي ضرب من ضروب الجنون أم هي نوع من أنواع التحدي الذاتي وتقوية الروح الطموحة في داخل كل إنسان؟ هل كثرة الأحلام والأماني هي فشل مريح في محاولة العيش في الواقع المؤلم؟ هل كثرة الأحلام والأماني ضعف في الشخصية المناضلة وعدم القدرة على تحقيق الأهداف والاستسلام للفشل والأحلام باعتبارها أسهل طريق للنجاح الكاذب؟ هل كثرة الأحلام نعمة أم نقمة؟ هل هي غباء مبطن بالذكاء أم ذكاء مبطن بالغباء؟ هل هي صفة من صفات النفس السليمة المطمئنة أم النفس المضطربة؟ هل هي خطة قوية أم (خبطة) قوية؟ وأيما كانت هذه الأحلام فما زلنا نحلم ونعيش أحلامنا لعلها تتحقق في يوم من الأيام، وما زلنا نتألم في كل مرة يمر بنا الزمان ويأخذ معه حلماً من أحلامنا ويرحل بها بلا عودة!! الأحلام.. سلّم الأقزام!! وطموح الفاشل.. وتوأم الأوهام.. سلسلة من الكذب المتواصل.. والحد الفاضل.. ما بين الوجود والعدم!! والرضا والندم.. والفرحة والآلام.. وعضة الإبهام!!