أيام قلائل وتنطلق منافسات كأس العالم بألمانيا بمشاركة منتخبنا السعودي .. وبالطّبع نحن كجماهير سعودية ننظر إلى هذا المونديال نظرة أخرى تختلف كثيراً عن المونديالات الماضية خاصة المونديال السابق في كوريا واليابان والذي أطلق عليه (مونديال الغرائب حينما انهارت المنتخبات الكبيرة والمرشحة وخرجت من المنافسة وكذلك ما تعرّض له منتخبنا السعودي من تردٍّ في المستوى والنتائج الأمر الذي يجعلنا نطالب اللاعبين بمسح تلك الصورة المهزوزة في نهائيات كأس العالم الماضية والتي قبلها وما زالت تؤلم محبي وعشاق صقورنا الخضر لأن المنتخب مُنح كل شيء ولكنه لم يقدم لنا أي شيء بل خذلنا بالمستويات الضعيفة والنتائج السلبية التي أحدثت أصداء قوية لدى المسؤولين في الدولة .. حيث اتسعت رقعة الاتهامات ووجهت سهام التخاذل نحو الأجهزة الإدارية والفنية وبالتالي سارع ولاة الأمر - حفظهم الله - مشكورين لتكوين لجنة التطوير الرياضي الذي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وكان لهذه اللجنة جهود كبيرة وملموسة في تغيير أحوال منتخب الوطن وتغيير طاقميه الفني والإداري. الخطوة الأولى هي الأهم سيبدأ منتخبنا مشواره في نهائيات كأس العالم بألمانيا بمواجهة تونس في ميونيخ يوم 14 يونيو .. وتمثل هذه المباراة الخطوة الأولى للأخضر وهي المنعطف الأهم في مشوار الفريق ونحن بأمس الحاجة للتألُّق والإبداع والتعاون من أجل تحقيق الفوز الذي سيمنح الفريق دفعة معنوية عالية لمواصلة الصمود والتألُّق في المباريات التي ستأتي بعد مواجهة تونس والتي ستكون أمام أوكرانيا في هامبورج وثالث المواجهات أمام إسبانيا في آخر مباريات المرحلة التمهيدية في المجموعة الثامنة في كايزر سلاوترن يوم 23 يونيو ويبقى منتخبنا مرشحاً للفوز على تونسوأوكرانيا إذا نجح باكيتا في معالجة بعض الأخطاء التي حدثت في المباريات الودية من رباعي الدفاع على أمل ألا تتكرر في مباريات المونديال لأنّها ستكلفنا الشيء الكثير. نجوم المنتخب بحاجة للإعلام بلا شك أنّ وصول منتخبنا للمرة الرابعة يؤكد أن هناك جهوداً تبذل من أجل إبراز سمعة الوطن وذلك من خلال الاستعدادات القوية التي سبقت هذا الحدث الكبير، وأعتقد أن ما يحتاجه منتخبنا خلال هذه المرحلة الحساسة لتكتمل الجهود والمساعي الصادقة هو الوقفة الجادة والإيجابية من قِبل كافة محبي الكرة السعودية والخليجية والعربية خاصة وسائل الإعلام، من خلال الطرح الهادف والأسلوب المتزن، وزرع الحماس في نفوس اللاعبين ومنح الجهازين الفني والإداري الثقة الكاملة من أجل وضع اللمسات الأخيرة للمنتخب، و هذه العوامل إن توفرت فإننا متفائلون برؤية منتخبنا بصورة بهية من حيث المستويات والنتائج لأنّه ليس هناك أي قصور في الوقت الحالي، بل إن الفترة الحالية استمرار للاستعدادات السابقة، فمنتخبنا لديه إمكانيات لم توفر لغيره وبالتالي ليس هناك عذر للاعبين بل إنهم مطالبون وبقوة كبيرة من أجل تقديم مستويات جيدة بإذن الله ومرضية ومؤهلة لتحقيق الانتصارات والوصول للمرحلة الثانية .. فإذا كسبنا تونس في أول مباراة وتعادلنا في المباراتين الأخيرتين من يعرف ماذا سيحدث؟. باكيتا والتاريخ المشرف لمدرب منتخبنا باكيتا سجل حافل بالإنجازات الكبيرة والألقاب الثمينة .. فمع الهلال حقق رباعية لا تنسى وهي تأكيد على دهاء هذا المدرب كما أنّ له إنجازات على الساحة العالمية حيث سبق له الفوز ببطولة العالم مرتين في عام واحد عندما قاد منتخبي البرازيل للناشئين تحت 17 عاماً والشباب تحت 20 عاماً لإحراز اللقب عام 2003م .. فنتمنى أن يقود منتخبنا لإنجاز يبقى حديث الإعلام العالمي، فجميع الظروف هيئت لهذا المدرب واللاعبين.