أبرزت دراسة جامعية حديثة دور المملكة العربية السعودية في تفعيل مجلس التعاون الخليجي ومساعي المملكة في جعل هذه المنظمة قادرة على حل مشكلات اعضائها والتصدي للتحديات الداخلية والخارجية وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث السعودي ياسر عايض مداح السفري لنيل درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة الاسباب التي جعلت المملكة أقوى بلد في المنطقة وأشارت الى كيفية تعاطي السياسة الخارجية السعودية مع مجريات الأحداث العالمية خاصة في الفترة ما بعد 11 سبتمبر 2001 الى جانب إبراز دور المملكة في حل القضايا العربية العربية وحل مشكلات العرب مع دول الجوار خاصة إيران. وخلصت الدراسة إلى أن المملكة العربية السعودية سعت طوال فترة التسعينيات أن تكون أقوى الدول في منطقة الخليج بعد الحرب واشتراكها مع قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحرير الكويت وخلال التسعينيات عملت المملكة على حدوث تغير في سياستها الخارجية بما يتماشى مع الظروف الدولية الراهنة وأكدت الدراسة على ان السياسة الخارجية السعودية تقوم على عدة أسس تنطلق من عقيدتها الإسلامية بالإضافة الى رؤيتها لأعدائها في المنطقة ومحاولة تقديم المساعدة للشعوب المنكوبة وهو ما لوحظ في تقديم المساعدات الإنسانية لشعب فلسطين ولدول إفريقيا كما حاولت المملكة أن تحل المشاكل العالقة مع جيرانها ومنها المشاكل الحدودية والعمل على حل المشكلة العراقية والتقريب إلى إيران ومحاولات تقديم بعض الاصلاحات التي تساهم في رفعة شأن المملكة السعودية وتساهم في تحقيق أهداف سياستها الخارجية وفي حقيقة الأمر فقد واجهت السياسة الخارجية للمملكة وخاصة بعد 11 سبتمبر ومطالبة الولاياتالمتحدة لدول المنطقة بإجراء مزيد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية ومواجهة الارهاب والكف عن تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني لربط الولاياتالمتحدةالامريكية الارهاب بحق الشعوب في تقرير مصيرها. وتناولت الدراسة ظروف نشأة مجلس التعاون الخليجي واهدافه وأسس السياسة الخارجية للمجلس وأكدت على أن المملكة العربية السعودية لعبت دورا كبيرا داخل مجلس التعاون من حيث حل الكثير من المشكلات والنزاعات الحدودية بالاضافة الى القضايا المعلقة في المنطقة والحروب بالاضافة الى المساعدات التي تمت من خلال المجلس كما تناولت الدراسة أسس السياسة الخارجية السعودية فتوصل إلى أن سياسة المملكة لها ثوابت سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الأمنية وتركيز السياسة السعودية في أربع دوائر على وجه التحديد هي الدائرة الخليجية والدائرة العربية والدائرة الاسلامية والدائرة الدولية وأكدت الدراسة على الدور السعودي في حل الكثير من المشكلات بين دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال المشكلات الحدودية العالقة بين دول مجلس التعاون مثل البحرين وقطر أو بين المملكة العربية السعودية وجيرانها بالاضافة الى التأكيد على الدور السعودي في حل الخلاف القطري - السعودي الذي استمر لفترة طويلة إلا أن المملكة نجحت في تجاوز الخلاف كما حاولت السعودية جاهدة في توسعة مجلس التعاون الخليجي وقبول بعض الاعضاء الجدد للمجلس وأكد الباحث على أهمية الدور السعودي في تفعيل مجلس التعاون الخليجي حيث حرصت السعودية منذ قيام المجلس على تفعيل دوره على كافة المستويات الدولية والاقليمية في كافة الدوائر الدولية والعربية والاسلامية.