بادئ ذي بدء أشكر القائمين على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وعلى رأسهم الأمين العام معالي الأستاذ عبدالرحمن بن فيصل بن معمر، على ما قاموا به ويقومون به في تفعيل سبل الحوار مع الآخر. وان كان لنا ثمة وقفة حول شاطئ حوارنا الفكري الذي سُبرت أغواره في لجج مركز صالح بن صالح الثقافي في محافظة عنيزة فنقول كما قالت إحدى الزميلات:.. وماذا بعد الحوار؟ علامات استفهام ترتسم حول مخيلة الجميع وتتراقص لامعة حول شفاه بعض من حضروا ممن له وقع وذو بالٍ على أفئدتهم.. وحتى لا نصبح في عداد (يقولون ما لا يفعلون). نعم، أي وربي.. جُلَّ من حضر من أساتذة الجامعات المرموقة في قصيمنا وممن لهم باع طويل بالتعليم والإشراف عليه هم من هذه الثلة، وهم على تلك الشاكلة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل حضروا ليقرؤوا على مسامعنا تعاميم صادرة من وزارة التعليم، وكأني بهم قد نقلوا من كتاب وآخر يتحدث عن سياسة التعليم بالمملكة، حتى لكأنهم لم يفطنوا لذكر صفحات ما قرؤوه. ناهيك عمن يتحدث عن إعداد المعلم، وأنّى له ذلك! وهو ممن يرمي المذكرات على طلاب الجامعة ويعتبر ما رُمي سبق شرحه وتحدث عن المعلم وإعداده وادائه، وهو ممن أربك سائر أطراف المجتمع التعليمي، وسبب لكبرى مؤسساته التعليمية مشكلة دوى صداها في أنحاء المعمورة فبتصرفه الأرعن لا يحق أن يمت لأهل العلم بصلة، وهو يتخطى مسار القوانين واللوائح وكأنه معول هدم يطرق، لينذر بإحداث فساد إداري يتخلخل به أركان تلك المؤسسة. معالي الأستاذ: اني وغيري ممن يرى أهمية تلك المؤتمرات واللقاءات التي تُعنى شأناً بمؤسساتنا التعليمية وغير التعليمية يريد أن يحضر من يستفاد منه ويفيد من صفوة المجتمع وممن لهم كلمة مسموعة لا ممن: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}. لنجعل للحوار رونقه وبهاءه، حيث يلزم أن يكون الطرفان المتحاوران نداً بضد، لصالح عام ولا لصالح شخصي يحتمه حب الذات وهواه، ولنفعّل الحوار واللقاء باتساع مساحته النفسية والروحية والوقتية لصنّاع القرار وأهله، لنقف على جذور المشكلة لحلها، لا أن نأخذ فقاقيع الأمر وعواهنه التي تطفو على سطح الحقيقة، ولتخرج على حيز الوجود المجتمعي فتقف لتصطدم بحجر الواقع التعليمي المعاش فتفتت حصواته وتذيب جزيئاته فتصبح صفواناً لامعاً لا أن ننعق ونصوت ثم ما ان نلهث وتخفت أصواتنا فنذر المشكلة كالمعلقة تماماً. معالي الأستاذ: نريد مشاكل لنا ومن بيننا تنبع من مجتمعنا اليومي التعليمي وغير التعليمي لنصلح أنفسنا فبصلاحنا يصلح مجتمعنا لنصبح خير أمة اخرجت للناس لا أن نعرض المشكلة ونعرض عن حلها صفحاً - فالكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. ختاماً: ما أردت من نفثات قلمي الحرى السابقة إلا الإشادة بكافة الجهود المبذولة على كافة الأصعدة من قِبل المسؤولين عن هذا اللقاء فللجميع جزيل الشكر ووافر الامتنان لكل من ساهم وقام بالإعداد المتقن لهذا اللقاء وغيره داخل هذا الحوار وأن يجعل ذلك الصنيع في موازين أعمال أصحابه يوم القيامة أنه خير مسؤول وبالأجر والمثوبة خير مأمول. آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.