في خريف عام 1405ه كنا في مجلس الأمير سعود بن بندر رحمه الله.. وكنا مجموعة من الشعراء والصحفيين في مجال الأدب الشعبي، فدار الحديث حول الصفحات - لم تكن المجلات قد ظهرت - ومستقبلها، وكيف يخطط كل محرر لما هو آتٍ، وأدلى كل بدلوه في هذا المجال وتشعب الحديث في شؤون الأدب الشعبي وشجونه، فقال سموه كلمة جاءت على رؤوسنا كالصاعقة: (احسبوا حساب القارئ الصامت، فهو حين يتكلم يكشف من الحقائق ما لا تريدون كشفه أو ما لا تتوقعون كشفه!) وأعتقد أن البعض لم يدرك ما عناه سموه في ذلك. أما أنا فقد وجدت في كلمته تلك ما حفزني على الاستمرار بطريق الوضوح لخدمة هذا الموروث، فكنت وما زلت أقول: لا، لما أراه لا يصلح للنشر، لأنني أنتظر أن يكسر القارئ حاجز الصمت ليزيح الادعياء والباحثين عن ذواتهم، ومن يطرحون الآراء لمجرد الحضور أو ينقدون من لا يحقق رغباتهم ويثنون على من يمرر ما يريدون. فاصلة (رحمك الله يا أبا تركي، فبعد أكثر من عقدين من الزمان ما زلنا ننتظر أن يكسر حاجز الصمت من يضع الأمور في نصابها، ويقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، لا يريد من وراء ذلك إلا إظهار الحق وكشف الحقيقة.. وقد حاولت من خلال هذه الصفحة إتاحة الفرصة من خلال زاويتي الرأي والرأي الآخر لمن يستطيع ذلك.. وما زلنا ننتظر). آخر الكلام للأمير سعود بن بندر رحمه الله: كأنك على قولك تمنى لي الخير ساعدني أنسى حبك اللي خذاني خلاّ حياتي كلها تنقلب غير أنسى الحبايب والزمن والمكاني