يعتبرالدِماع (السيلان الدمعي) من الأمراض الشائعة في عيادة العيون، ويحدث الدِماع إما بسبب زيادة إفراز الغدة الدمعية، كما هو الحال في التهابات وحساسية العين، أو بسبب انسداد المسال الدمعي الموصل من العين إلى تجويف الأنف. يحدث انسداد المسال الدمعي بسبب الالتهاب المزمن بالمسال الدمعي الأنفي الذي ينتج من الالتهابات البكتيرية المتكررة بالملتحمة أو بالجيوب الأنفية. يعاني المريض من دماع مستمر والتهابات متكررة بالكيس الدمعي مع إمكانية تكون ورم مخاطي mucoceleأو ورم قيحي مخاطي mucopyoceleأو ناسور بين الكيس الدمعي والجلد fistulaبجانب العين. تعالج هذة الحالات باستخدام المضادات الحيوية الموضعية (قطرات العين) المشتملة على الكورتيزون أو بعمل مجس للمسال الدمعي الأنفي ومحاولات حقن وغسيل الجهاز الدمعي التصريفي. ينصح المريض بالتدخل الجراحي في حالة فشل المحاولات السابق ذكرها، وتبني فكرة الجراحة علي تحويل المسار الدمعي من الكيس الدمعي lacrimal sac إلى التجويف الأنفي مباشرة عبر عظام الأنف دون المرور بالقناة الدمعية، كانت تجرى تلك الجراحة عن طريق جرح بالجلد فوق الكيس الدمعي بالجانب الأنسي للعين ثم عمل فتحة بالكيس الدمعي وعظام الأنف والغشاء المخاطي الأنفي وتوصيل الكيس الدمعي بالغشاء المخاطي الأنفي من خلال الفتحة العظمية، وقد تتسبب هده الجراحة في مشكلتين أحدهما أثناء الجراحة والأخرى بعد الجراحة. أما عن مشكلة أثناء الجراحة فهي حدوث نزف شديد أثناء الجراحة من الشريان الزاوي angular artery وأما عن مشكلة بعد الجراحة فهي حدوث ندبة scar بجانب العين تترك أثراً دائماً وهذا ما يرفضة غالبية المرضي وخصوصاً النساء منهم. ونظراً لحدوث ثورة في عالم المناظير الجراحية في الحقبة الأخيرة وخصوصاً مناظير الأنف والرأس تمكن جراحو الأنف من التغلُّب على هذه المشاكل وذلك للعلاقة التشريحية والوظيفية الوثيقة بين الأنف والجهاز الدمعي التصريفي. إذ أصبحنا نجري هذه الجراحة باستخدام منظار الأنف الجراحي من خلال الأنف دون الحاجة إلى عمل فتحة خارجية بالجلد ودون المساس بالشرايين الزاوية التي تؤرق الجراحين لشدة النزف منها. تجري للمريض أشعة مقطعية لمحجر العين وللجيوب الأنفية مع حقن مادة عتمة داخل الكيس الدمعي للتعرف على مستوى انسداد المسال الدمعي كذلك للتعرف على التركيب التشريحي لجدار الأنف الوحشي حيث سيتم عمل النافذة الجراحية.تعتبر جراحة تحويل المسال الدمعي بالمنظار من خلال الأنف من جراحات اليوم الواحد ويمكن في بعض الأحيان أجرائها تحت تأثير المخدر الموضعي، لكن أغلب المرضى يفضلون المخدر الكلي.تبدأ الجراحة بعمل نافذة بالغشاء المخاطي الأنفي مقابل الكيس الدمعي تظهر من خلالة عظام الأنف من الداخل حيث يتم عمل نافذة بها مقابل الكيس الدمعي باستخدام المثقاب الجراحي، توسع تلك النافذه حتى يظهر الكيس الدمعي كاملاً ويتم عمل فتحة واستئصال جزء صغير من جانبه المواجه للأنف (الجانب الأنسي) ثم يتم وضع دعامة من مادة السليكون lacrimal silicon tube لمنع انسداد هذه التحويلة في المستقبل. ينصح المريض بعد الجراحة باستخدام قطرات العين المشتملة على المضادات الحيوية والكورتيزون وعمل غسول للأنف بمحلول الملح المعقم مع المتابعة لمدة ستة أسابيع كما يتم رفع الدعامة بعد ستة أشهر. * دكتوراه الأنف والأذن والحنجرة -وجراحات الرأس والعنق