يؤدي مستشفى النقاهة دوراً إنسانياً مهماً باعتباره يحتضن ذوي الأمراض المستديمة أو المقعدين عن الحركة، وهي الحالات التي يظل أصحابها في حاجة مستمرة إلى خدمات الآخرين. ويتبع المستشفى وزارة الصحة، وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض. ومن يتجول في ردهاته لا بدّ أن يغمره إحساس بمعاناة المرضى الذين يحملون الأمل في الحياة من خلال نظراتهم المعبرة عن معاناتهم وآلامهم، حيث يضمّ بين جنباته العديد من النزلاء الذين قضوا سنوات طويلة وهم يتوقون إلى لحظات مغادرة هذا المكان، بل يتمنون مجيء اللحظة التي يستغنون فيها عن مساعدة غيرهم في الحركة وفي مختلف الخدمات. وقد ظل موظفو المستشفى من إداريين وأطباء وممرضين يبذلون كل جهد لتوفير عناصر الراحة ووسائل المساعدة والدعم لهؤلاء المرضى، ويبعثون الأمل في نفوسهم؛ ما كان له الأثر البالغ في أن يقضي بعض المرضى سنوات طويلة في المستشفى دون الشعور بالإحباط أو فقدان الأمل، بل ظلوا يتواصلون بعضهم مع بعض ومع الأهل والأصدقاء بروح عالية وتفاؤل كبير، لكن الزائر لمستشفى النقاهة لا بدّ أن تستوقفه الجوانب الإنسانية لتلك الحالات، ويحسّ بمشاعر أولئك المرضى وينظر بتفاؤل عميق إلى أوضاعهم من خلال تطلعهم إلى الغد وما يحمله من بشارات الأمل وهم يرقدون على أسرّة أو كراسيّ لا يستغنون فيها عن دعم الآخرين ومساعدتهم.
