السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: إنني من المتابعين لهذه الجريدة القيمة، وما لفت انتباهي في عدد يوم الخميس الموافق 6-4-1427ه ذلك التعقيب على ما كتبته الدكتورة الفاضلة خيرية السقاف من م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي، حيث اعترض على ما سماها جملة مخيفة وردت في مقال الكاتبة وهي: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) وهو نص حديث شريف صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عدّ هذا الحديث دعوة للانتحار وقال: إن هذه عبارة مدحوضة بدليل أن كثيراً من الكفار يحبون الدنيا، دحض عبارة الدنيا جنة الكافر، لأنها لو كانت كذلك لكفر كل من في الأرض، لأن الناس من طبعهم مولعون بحب العاجل.. إلخ. وإنني أعجب أشد العجب.. كيف يمر وينشر على الملأ وفيه تكذيب لحديث ثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا لا ألوم الكاتب لأنني على يقين أنه يجهل الحديث ولا يعرف معناه. فإن معناه أن المؤمن كأنه في سجن في هذه الدنيا بالنسبة لما ينتظره من نعيم الجنة ولا يعني ذلك أن في هذا الكلام دعوة لإهلاك النفس فإن المؤمن بعيد كل البعد عن هذا الاعتقاد. كما أن الدنيا جنة الكافر بالنسبة لما ينتظره من العذاب يوم القيامة نسأل الله العافية. وإنني أقترح أن يكون هناك لجنة شرعية تراجع مثل هذه الردود قبل النشر، ومثل ذلك ما ورد قبل أسبوعين تقريباً في رد أحدهم على الدكتور عثمان العامر واعتراضه على مقولة عيال الله وفهمه الخاطئ أن الكاتب يعني أبناء الله ولم يعلم أن هذه المقولة وردت في أحاديث وإن كانت لا تصح إلا أن معناها صحيح وهو أن الناس كلّهم عيال على الله أي أنهم محتاجون إليه وهو يعولهم. عبدالكريم العامر