في ندوة الوفاء التي عُقدت في منزل الشيخ أحمد باجنيد لتأبين المغفور له بإذن الله الشيخ عثمان الصالح، تجسد الوفاء بكل معانيه، لهذا الشخص الذي حجز مساحة من المحبة في كل من شارك في الندوة، والعديد منهم حضروا من خارج الرياض ليشاركوا في سرد خصاله النبيلة، ومواقفه النادرة، فقد كان مدرسة تتحرك أينما حل وارتحل -رحمه الله. لقد ضرب أبناؤه ومحبوه أروع الأمثلة للحديث عن تربيته، ونبله وفضائل أعماله. لقد اكتظت الندوة بكل فئات المجتمع كباراً وصغاراً، أدباء وشعراء. لقد كان الشيخ عثمان -رحمه الله- رجلاً، كله خير وبركة إن شاء الله، وكان له من اسمه نصيب واف يمثل الإنسان التقي الورع والاديب الأريب والكاتب المشهود له بالحضور الدائم في الصحافة والندوات والمجالس، كما انه صاحب الندوة الأدبية التي تعقد في داره العامرة بالرياض كل اثنين من الأسبوع، ليس فقط لبث المعرفة، بل لتكريم من يستحقون التكريم من أبناء هذا الوطن الغالي. جميع الحاضرين في ندوة الوفاء، وقبلها في حياته بمناسبة موسم تكريمه من قبل ندوة ثلاثية الدكتور عمر بامحسون والشيخ عبدالله باحمدان، حيث تفجرت مشاعرهم ينابيع من المحبة في شكل كلمات وقصائد من كافة فئات المجتمع، والكل يظهر ما للشيخ من نبيل الصفات وفضائل الأعمال، وكان لحضوره للعديد من المجالس والأندية الأدبية والعلمية باع من التوجيه، والمداخلات اللطيفة. ليس لدينا إلا تقديم الشكر والعرفان للشيخ أحمد باجنيد وندوة الوفاء التي يديرها أسبوعيا، وفاء للعلم والعلماء، وإلى كل من كتب عن الشيخ فهو -رحمه الله- يستحق منا الكثير، وهو قدوة ونموذج للأجيال القادمة، في كيفية بناء وتربية الرجال. وآمل أن ييسر الله لمن يقوم بإنشاء مركز ثقافي باسمه، يهدف إلى نشر العلم والمعرفة، ويجمع أعماله، وما قيل عنه، ليكون نموذجاً يحتذي به الأجيال من بعده. وأخيراً ليس لدينا إلا الدعاء له بالمغفرة، ولأبنائه ومحبيه خالص التعازي. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ونسأل الله له المغفرة والرحمة وجنات النعيم. رحمك الله يا شيخ عثمان وأسكنك فسيح جناته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان. أحسن الله عزاء الجميع، )إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).