ارتبط اسم المهاجم الكبير في الثمانينيات مبارك العبدالكريم بأول بطولة يحققها الهلال في مسيرته الرياضية عندما نجح في قيادته في الفوز بلقب بطل كأس الملك عام 1381ه ثم لعب أيضا دوراً فاعلاً في تتويج فريقه بطلا لكأسي الملك وولي العهد لموسم عام 1384ه كأول فريق ينال هذا اللقب الشرفي، وأمام هذه المكتسبات الذهبية نال لقب أول لاعب هلالي يتم تكريمه في تاريخه عندما أقيم له حفل تكريم عام 1394ه تقديراً لدوره الرياضي ومكانته كأحد رموز الكرة الهلالية التي عاصرت أبرز ملامح الحركة التأسيسية لهذا الكيان العريق قبل نصف قرن من الزمن. (الجزيرة) تكشف جانبا من حياة هذا المهاجم الفذ نتناوله عبر الأسطر التالية: البداية مع الأهلي * رحلته الرياضية مع كرة القدم بدأت في النصف الأول من عقد السبعينيات الهجرية مع فريق الحي (الشميسي) وقد ضم هذا الفريق عدداً من لاعبي أهلي الرياض الذي تأسس على يدهم ومنهم: عبدالرحمن بن موزان وعبدالرحمن السلوم وعبدالله نور ومن فريق الحي انضم مبارك العبدالكريم لأهلي الرياض بتأثير من الشيخ محمد عبدالله الصائغ الذي أشرف على المدرسة بعد دمج الأهلي مع فريق الناصرية واستمر مبارك العبدالكريم سنة ثم تحول لفريق شباب الرياض (الشباب حالياً) الذي كان يرأسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وقد انضم معه فهد الدهمش وعبدالرحمن السلوم (دحمان). علاقة وطيدة * كانت تربطه بمؤسس الشباب ورئيسه آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد علاقة قوية ومتينة وبعد حادثة اللاعبين الثلاثة وهم: (سيد سالم وعبدالرحمن السلوم ومهدي بن علي) وتمخض عن هذه الحادثة قيام أبو مساعد بتأسيس الأولمبي (الهلال حالياً) عام 1377ه انضم مجموعة كبيرة من لاعبي الشباب مع شيخ الرياضيين ومنهم مبارك العبدالكريم ومهدي بن علي وصاع أمان وزرنكي وتاجر بن موزان والكوشي. من الحراسة تحول للهجوم * مثل الأسطورة مبارك العبدالكريم فريقه في خط الهجوم رغم أن بدايته الرياضية كانت في مركز الحراسة حيث كان يلعب مع الأولمبي في درجة الشباب مهاجماً وفي الدرجة الأولى حارسا واستمر عدة أشهر يمثله في خانتين، وقتها كان أبو مساعد يدرب الهلال فحوله لمركز الهجوم بعد أن اكتشف موهبته وبراعته التهديفية. مقومات النجاح * اشتهر بالبنية الجسمانية القوية وامتلاكه لقدم تجيد في التصويب من مسافات بعيدة فقد كان يحرز كثيرا من الأهداف مستفيداً من قدمه القوية فضلا عن أخلاقه العالية وإخلاصه لشعار فريقه. قاد الهلال لأول إنجاز * لعب ضمن نجوم الرعيل الأول الذين مثلوا الهلال بعد تأسيسه وهم صاع أمان وعبدالله سوا والكوشي وسلطان بن مناحي ومهدي بن علي والدبل وعبدالرحمن الأحمد (الدينمو) وبقية الأسماء التي نجح مبارك العبدالكريم في قيادتهم داخل الملعب للفوز بأول لقب حققه الهلال في الثمانينات عندما فاز بكأس الملك لموسم عام 1381ه بعد فوزه على الوحدة أشهر فرق المنطقة الغربية آنذاك ب(3-2). ثم قاده أيضا للفوز بأكبر إنجاز يحققه الزعيم آنذاك حينما كسب بطولتي الموسم كأس الملك وكأس ولي العهد لموسم عام 1384ه كأول فريق محلي ينال هذا اللقب التاريخي. سلطان أبرزهم * يقول قائد الهلال وأسطورته آنذاك مبارك العبدالكريم ل(الجزيرة): إن هناك مدربين لا يمكن أن أنسى أفضالهم ودورهم في مسيرة الرياضة ومنهم المدرب الراحل حسن سلطان الذي قاد الهلال لأول لقب عام 1381ه حيث كان يملك قدرات تدريبة عالية وقدرة بارعة على فهم نفسيات اللاعبين إلى جانب اهتمامه الكبير بالجانب اللياقي. وأضاف: أيضا هناك المدرب السوداني السر السالم الذي دعمني كثيراً وعزز من قدرتي التهديفية باعتباراه كان مهاجما بارعا في التسعينيات الهجرية. نهائي 83 الأصعب * وعن الأشياء الجميلة في حياته الرياضية يقول: لا أنسى عندما وصل الهلال لنهائي كأس الملك عام 1383ه وهي بالمناسبة أول مواجهة تجمع الهلال مع الاتحاد وخسرنا ب3/0 حيث كسبت المثول أمام جلالة الملك سعود (طيب الله ثراه) ورغم مرارة الخسارة إلا أنني أعتز كثيراً بما وجدته من جلالته عندما هنأنا بالروح الرياضية العالية والأداء الطيب الذي قدمناه أمام شقيقنا الاتحاد. أسطورة زمانه * لم يكن مبارك العبدالكريم مهاجماً عادياً بل كان أسطورة زمانه نجح في قيادة فريقه للانتصارات الذهبية والألعاب المتعددة وإزاء ذلك كان يعد في حقبة الثمانينات أشهر مهاجم بالمنطقة الوسطى بجانب نجم المدرسة مبارك الناصر. أما مشواره مع المنتخبات فقد بدأ عندما اختير في النصف الأول من عقد الثمانينات مع منتخب المملكة الأول وكانت مشاركاته مقتصرة على إقامة لقاءات ودية وحية ضد بعض الفرق والمنتخبات الزائرة كما اختير مع منتخب الوسطى ولعب في صفوفه في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف. 15 عاماً كفاية استمر مبارك العبدالكريم في الملاعب الرياضية حتى أوائل عقد التسعينيات الهجرية حيث قرر أسطورة هلال الثمانينات الهجرية توديع الملاعب وهجران الكرة بعد سنوات طويلة قضاها في الساحة الرياضية امتدت لأكثر من (15) عاماً كانت حافلة بالذكريات الجميلة والألقاب الذهبية التي حققها مع الهلال فضلا عن سيرته الرياضية الطيبة التي تركها بعد الاعتزال كنجم ينجح في الجمع ما بين المستوى الطبي الرفيع والخلق العالي. أول هلالي يكرم * وتقديراً لنجوميته وشهرته العالية أقام رجالات الهلال الأوفياء حفل تكريم لهذا النجم الأسطورة في النصف الأول من عقد التسعينيات كأول لاعب هلالي يتم تكريمه بعد اعتزاله حيث شارك عدد من لاعبي الأندية الأخرى في هذا الحفل الجميل الذي جاء عرفانا وتقديرا لما قدمه لناديه من إخلاص كبير وتضحيات لا يمكن أن ينساها التاريخ الهلالي ولعل ما قام به عندما باع منجرته في أوائل الثمانينات وحول أموالها لصندوق ناديه بعد الأزمة المالية التي تعرض لها هلال الثمانينات في صورة رائعة جسدت قمة الاخلاص والوفاء من هذا النجم الذي ذاع صيته وعلا شأنه في تلك الأيام الخوالي ولكن ترك بصمة خالدة في مسيرة ناديه عنوان الوفاء والاخلاص للشعار الأزرق. قصة أول لقب هلالي * وعن قصة أول لقب حققه الهلال في مسيرته الرياضية يقول: بلا شك لم نكن نتوقع أن نحرز كأس 1381ه خاصة وان المواجهة في النهائي جمعتنا بفريق كبير وعملاق هو فريق الوحدة الذي كان مرصعا بالنجوم والأسماء الرنانة أمثال عبدالرحمن الجعيد وسلمان بصيري وحسن دوش وغيرهم، فضلا عن خبرتهم الكبيرة في مثل هذه المواجهات ولكن كل هذه العوامل ذابت أمام طموح ورغبة زملائي اللاعبين الذين كانوا بالفعل في قمة الحضور والجاهزية فدخلنا المباراة بإعداد نفسي جيد رسم ملامحه رئيس النادي آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (أطال الله عمره) وهيأ لنا ظروف الكسب والحمد لله تمكننا من الإطاحة بعملاق الغربية الوحدة والفوز عليه ب3-2 سجلها زميلي المهاجم رجب قملس - رحمه الله - الذي استغل الرقابة المكثفة من مدافعي الوحدة لنظفر بأول إنجاز هلالي. ولا أنسى من المواقف الظريفة عندما استلمت الكأس الغالية وحملتني الجماهير الهلالية الغفيرة على رؤوسها وطافت بي في أرجاء الملعب وكدت وفي غمرة الفرح والسرور أن أتعرض لإصابة قوية حينما اتجهت الجماهير وأنا محمول فوق أعناقهم باتجاه مدخل غرفة الملابس بملعب الصائغ وكان ارتفاع الباب قصيرا والكأس عالية وحين دنوت عند المدخل أخذت أصرخ على الجماهير وطلبت إنزالي خشية أن يضربني حديد المدخل على رقبتي وتكون كارثة ومن شدة الخوف نزلت بقوة والله ستر!