حينما تقلب صفحات التاريخ الهلالي وتتناول أسماء أبرز نجومه التي تعاقبت على مسيرته التي شارفت على معانقة العقد الخاص.. فلا بد أن يقفز للأذهان والذاكرة حارسه الراحل ونجمه العملاق «عبدالله سوا» صاحب لقب (حارس الكأسين) الذي ساهم في رسم ملامح أكبر إنجاز تحقق لهذه المسيرة في حقبة الثمانينات الهجرية عندما قاد الفريق الأزرق للفوز ولأول مرة بكأسي الموسم (1384ه) كأس الملك وكأس ولي العهد، كأول ناد سعودي يفوز بهذا الإنجاز الإعجاز وعمره التأسيسي لم يتجاوز «7 أعوام»...!! ولعلنا وعبر هذه الزاوية نسلّط الضوء على تاريخ (حارس هلال الثمانينات) الراحل عبدالله سوا - يرحمه الله - حيث بدأ حياته الرياضية في حي الظهيرة - تلك الحارة الشعبية الصغيرة بدهاليزها وأزقتها التي شهدت ولادة ونشأة نادي الهلال على يد مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعد (أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية).. ففي النصف الثاني من الحقبة السبعينية الهجرية من القرن الفارط.. شرع «حارس الكأسين» في مزاولة رياضته المفضلة كرة القدم مع مجموعة من أبناء حارته وأبرزهم آنذاك أبناء آل الشيخ (عبدالرحمن وعبداللطيف) وفهد بن منيف «سعد» الذين انضموا لفريق نجمه الهلال (نجمة الرياض) قيد وسجل مع الشباب عام 1388ه وقائد النصر الراحل ناصر كرداش (رحمه الله) الذي التحق بصفوف فارس نجد عام 1379ه. ٭ انضم «سوا» ... لفريق الأولمبي (الهلال حالياً) لاعباً في كرة السلة بحكم طوله وبنيته الجسمانية الجيدة.. وبتأثير قوي ومباشر من مدرب الفريق السوداني السر سالم تحول لكرة القدم وتحديداً في مركز الحراسة نظراً لامتلاكه مقومات الحارس الجيد.. فشارك في تمثيل الهلال في الدرجة الثانية (درجة الشباب حالياً) حتى عام 1383ه ليبدأ مشواره مع الفريق الأول في أوائل 1384ه بصورة أكبر. ٭ علّق الهلاليون عليه آمالاً عريضة وطموحات كبيرة لحماية عرينهم في خضم ندرة الحراس المتميزين بالخارطة الزرقاء آنذاك، وبالفعل وجد فرصة تمثيله على مستوى الفريق الأول بصورة مبكرة وعمه لم يتجاوز سن 18 عاماً رغم وجود الحارس (ناصر بن موزان) الأكبر سناً والكثر خبرة.. فأضحى هذان الحارسان يتناوبان على حماية العرين الهلالي. عبدالله سوا (يرحمه الله) 1384ه ٭ ففي أوائل عقد الثمانينات شارك «ابن موزان» زعيم الأندية في إحراز أول بطولة في تاريخه بعد فوزه بكأس جلالة الملك لموسم عام 1381ه على فريق الوحدة ب3/2 سجل مهاجمه الراحل رجب خميس - رحمه الله - لقب هاتريك كتب بها أول إنجاز هلالي في عقد بطولاته التي بلغت حتى الآن (41 بطولة)..! ثم توارى الفريق الأزرق عن ساحة البطولات موسمين متتاليين فعاد وبقوة مهرولاً في مضمار الذهب عندما سجل أول وأكبر إنجاز يحققه فريق محلي تمثل في انتزاع (الهلال) كأس ولي العهد، ثم كأس الملك لموسم عام 1384ه، شارك في تحقيقه وبفاعلية مطلقة حارسه العملاق عبدالله سوا - رحمه الله -. ٭ جاء بروز «حارس الكأسين» وتألقه على الساحة الرياضية بدعم قوي من مدرب الفريق آنذاك السوداني (السر سالم) الذي كان يدين له بالفضل بعد الله في صقل وتنمية موهبته .. طبقاً لما ذكره (يرحمه الله) لكاتب هذه السطور.. وذلك في اللقاء الذي أجريته معه في مجلة الجيل عام 1998م حيث استفاد كثيراً من قدراته التدريبية وتوجيهاته الفنية بجانب السوداني أيضاً حسن التوم. ٭ يعتبر لقاء الذهب الذي جمع الهلال مع الاتحاد على نهائي كأس الملك عام 1384ه الذي شهده ملعب الصايغ بالرياض.. الأفضل بالنسبة «لسوا» بيد أنه ساهم وبصورة مباشرة في حصول الهلال على الكأس الذهبية للمرة الثانية في تاريخه.. فبعد تعادل الفريقين في الوقت الإضافي 1/1 منح حكم المباراة آنذاك (الكعكي) كل فريق ثلاث ضربات جزاء.. طبقاً لنظام ولوائح مكتب رعاية الشباب في ذلك الوقت. حيث نجح الهلاليون في إحراز ضربتين ترجيحيتين سجلهما مبارك العبدالكريم وسلطان بن مناحي، واخفق سليمان مطر الشهير بلقب «الكبش» في الضربة الثالثة.. وبالمقابل أخفق لاعبو الاتحاد في تسديد ركلاتهم الثلاث.. تألق فيها الحارس الهلالي عبدالله سوا لينتزع (أزرق الثمانينات) كأس الذهب بهدفين ترجيحيين أعاد بهما لقبه الذي غاب عنه موسمين متتاليين.. (وللحديث بقية). ٭ جريدة الجزيرة