اطلعت على ما تفضل به الأستاذ الكريم فهيد بن عقيل الطويان في عدد الجزيرة رقم 12238 الموافق 3-3-1427ه. حول تعقيبه على الأستاذ سليمان بن عبدالله التويجري بشأن القصيدة التي قيلت في خريف بن وايل التويجري، ولي مع ما تكرم الأستاذ الطويان وقفات أرجو أن يتسع صدرالجميع لقبولها فنحن مع البحث المتجرد الرصين والموضوعية العلمية فأقول وبالله التوفيق: أولاً ذكر الأستاذ فهيد أن الأستاذ سليمان لم يتطرق لمصدر مهم ذكرت فيه القصيدة فأقول مستغرباً من الأستاذ فهيد مثل هذا الاستدراك، وسبب استغرابي أن الأستاذ فهيد لما ذكر المصدر الذي قيلت فيه القصيدة اعتمد على مقالات للأستاذ سليمان النقيدان- رحمه الله- كان يكتبها في جريدة الجزيرة فإذا كان الأستاذ فهيد يعتبر أن مصدر المقالات أهم من كتب الأنساب المتخصصة بمثل هذه الأمور فإن هذا خطأ علمي بين، ثم إن الأستاذ سليمان التويجري اعتمد على مصادر مهمة ومعتمدة عند الباحثين، وأهم هذه المصادر كتاب الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله- جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد، وكما يعلم الجميع أن القصائد سواء كانت فصحى أو نبطية هي من أهم مصادر علم الأنساب، والشيخ حمد الجاسر لما ذكر أسرة الخريف التويجري ذكر هذه القصيدة، واعتمد على أوراق وجدها عند الشيخ صالح بن عثمان القاضي قاضي مدينة عنيزة المتوفى سنة 1351ه والمولود سنة 1282ه والشيخ صالح القاضي من المتقدمين، ونقل أخبار الأوائل الذين عاصروا خريف التويجري، وتناقل الرواة هذه القصيدة ودونها الشيخ صالح القاضي في أوراق عنده قبل أكثر من مائة سنة، وانظر في ذلك مشكوراً كتاب الشيخ حمد الجاسر السالف الذكر القسم الأول ص 204، وانظر مراجعه في آخر القسم الثاني ص 989 من طبعته الثانية، وأيضاً من ضمن مراجع كتاب الشيخ الجاسر كتاب معجم أسر القصيم للشيخ محمد العبودي الذي استشهد الأستاذ فهيد الطويان بكتابه معجم القصيم، بينما الشيخ العبودي مطلع على كتاب الشيخ الجاسر من سنة 1401ه، ولم يستدرك عليه ما تفضل بنقله الأستاذ فهيد من كلام الشيخ العبودي في المعجم الجغرافي لبلاد القصيم حيث إنه ذكر القصيدة في معجمه. ثانياً: استدرك الأستاذ الطويان على الأستاذ التويجري أنه لم يتطرق للشاعر الذي قال هذه القصيدة، واستدراك الأستاذ الطويان هذا ليس مهماً لأن الشاعر ليس مشهوراً إنما القصيدة التي قالها هي التي جعلته مشهوراً، وهذا الاستدراك لا يعاب به على الأستاذ سليمان لما سبق بيانه. ثالثاً: ذكر الأستاذ فهيد الطويان أن المصادر التي ذكرها الأستاذ سليمان التويجري جميعها كتب أنساب، وعزا ذلك إلى عدم قوة كتب الأنساب واعتماد مؤلفيها على ما يردهم من مراسلات ومعلومات إلى آخر ما قال، وهذا الكلام من الأستاذ فهيد تنقصه الدقة لأن كتب الأنساب ليس بدرجة واحدة، فمثلاً كتاب الشيخ الجاسر هو كتاب معتمد عند النسابة والباحثين هذا من جانب، ومن جانب فإن كل كتب الأنساب المتقدمة والمتأخرة تعتبر من أهم مصادرها الشعر والمراسلات، وأنا أسأل الأستاذ فهيد هل كتب الأشعار والقصص الشعبية هي المصادر الأكثر قوة، ونحن نعرف أن هذه الكتب تعتمد في أكثرها على المراسلات والمعلومات التي ترد مؤلفيها، والأستاذ سليمان نقل أيضاً من كتاب كنز الأنساب للشيخ حمد الحقيل والذي طبع أربع عشرة طبعة ابتداءً من سنة 1380ه ونقل أيضاً من كتاب الشيخ الجاسر الذي طبع ثلاث طبعات من عام 1401ه، وكل هذا يدل على أن هذه المصادر قرأها الباحثون ومحصوها وقتلوها بحثاً ودراية مما جعل هذه المصادر أكثر ارتياحاً واطمئناناً في ميزان البحث العلمي: فكيف يقول الأستاذ الطويان أن هذه المصادر ليست قوية. وأقوى مصدر اعتمد عليه الأستاذ سليمان التويجري هي الأوراق التي وجدت في كتب الشيخ صالح القاضي قاضي عنيزة التي اطلع عليها الشيخ حمد الجاسر- رحمهما الله تعالى-، والشيخ القاضي من المتقدمين، وكل ما نقل المتقدم خبرا أو قصة كل ما كان ذلك أقرب للصواب لمعاصرته لتلك الحادثة أو الرواية أو القصيدة، وهو أولى بتقديم روايته على غيره ممن جاء بعده. وختاماً: سواء قيلت هذه القصيدة في خريف التويجري أو خريف الطويان فهي شرف لنا جميعاً وفخر واعتزاز لأنها قيلت في رجل من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وكفى بهذا عزة وسؤدداً وعلو منزلة في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى. أحمد عبدالعزيز محمد عبدالله التويجري