تتجه الأنظار الآن إلى باكستان في انتظار أن تبدأ الزيارة الرسمية القصيرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث يتوقع لها أن تضيف إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين التي تمت منذ شهرين تقريباً ما استجد من مواضيع تهم الجانبين. وحيث قد سبق وصول رؤساء تحرير الصحف المحلية عن موعد وصول سموه بيوم واحد، فقد لاحظنا الاستعدادات المبكرة التي ظهرت معالمها في الشوارع والميادين ومباني الدوائر الحكومية، بما تم نصبه من أقواس ولافتات تحمل أرق عبارات الترحيب بزيارة الأمير سلطان، وإشادة بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين. كما ازدانت الشوارع بأعلام المملكة وباكستان وصور الأمير سلطان ضمن الاهتمام بالزيارة والترحيب بضيف باكستان. ويأتي كل هذا لما تتميز به العلاقات السعودية الباكستانية على امتداد التاريخ من حميمية وتفاهم مشترك في مجمل القضايا الثنائية وما يدخل أيضا ضمن المواضيع ذات الاهتمام المشترك. ومعروف أن الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وجولاته من المباحثات المهمة التي أجراها مع القيادة الباكستانية قد توجت بمجموعة من الاتفاقيات الثنائية وببيان مشترك أكد أن الجانبين كرسا بما اتفقا عليه أهمية أن تستمر العلاقات الثنائية في هذا الزخم من الاهتمام مع العمل على تطويرها وفقاً للمستجدات. وزيارة سمو ولي العهد تأتي امتداداً لزيارة خادم الحرمين الشريفين واستكمالاً لها وتعزيزاً لوحدة الموقف بين الدولتين وتأكيداً على العزم بالمضي في هذا التعاون إلى آفاق أوسع بما يجعل من هذه العلاقة الأكثر تميزاً بمرور الوقت وتعدد لقاءات القمة بين القيادتين. وما هو لافت للنظر أن هذه العلاقة الحميمة لا تقتصر على القيادتين أو الحكومتين أو على كبار المسؤولين في البلدين، وإنما هي تتميز بحميميتها بين الشعبين الشقيقين أيضا، بدليل حجم العمالة الباكستانية التي تعمل في المملكة ويقدر عددها بأكثر من مليون شخص، وهي موضع الترحيب والضيافة الكبرى من شعب المملكة العربية السعودية. ولعلكم تتذكرون حفاوة الاستقبال الذي استقبل به الملك عبد الله بن عبد العزيز في زيارته الأخيرة لباكستان على المستوى الشعبي، حيث ضاقت الشوارع والميادين بالجمهور الكبير الذي خرج ليعبر عن فرحته وسعادته بمقدم خادم الحرمين الشريفين. وهذا المظهر الجميل يتوقع أن يتكرر مشهده بعد أن تحط طائرة سمو ولي العهد في مطار إسلام أباد ويشق موكبه شوارع المدينة إلى حيث مقره السكني فيها، بما يؤكد أصالة العلاقة السعودية الباكستانية وبما يظهر أهمية أن يتواصل العمل لتفعيلها وإعطائها من حين لآخر دفعات مقربة إلى الإمام، تعزيزاً لأواصر الأخوة الإسلامية، وتقديراً لعدم تأثرها سلباً على امتداد الزمن في أي تغييرات حدثت بالماضي القريب أو البعيد في باكستان. زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان إلى باكستان ستبدأ اليوم مثلما ذكرنا لكم، ونتوقع أن تكون عند الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت المملكة، وسيكون رئيس الجمهورية الباكستاني الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز على رأس مستقبلي سموه في مطار إسلام أباد، في استقبال غير عادي، لإظهار مكانة المملكة واعتزاز القادة الباكستانيين بالقيادة السعودية. وسوف تعبر إسلام أباد عن أول إشارة الترحيب بسموه بإطلاق المدفعية إحدى وعشرين طلقة عندما تكون الطائرة قد استقرت في مدرج المطار، ويكون سموه قد أطل من بابها، وبدأ يأخذ طريقه إلى ساحة الاستقبال حيث الرئيس ورئيس الوزراء وكبار مستقبليه في إطار البروتوكول المعد لذلك. الرئيس الباكستاني سيرافق سمو الأمير إلى قصر البنجاب؛ وهو مقر إقامة ولي العهد، ليودعه بعد جلسة قصيرة مع سموه، أما في المساء فسوف تعقد جلسة ثنائية بين سموه والرئيس الباكستاني ثم اجتماع موسع يحضره أعضاء الوفدين الرسميين، وبعد ذلك يقيم الرئيس برويز مشرف حفل عشاء تكريماً لسمو الأمير سلطان بمناسبة زيارته لباكستان، ويحضره الوفد المرافق وأعضاء السلك الدبلوماسي ورئيس الوزراء الباكستاني وكبار المسؤولين الباكستانيين، وكل هذا سيتم في قصر الرئاسة. ولأن سموه سوف يختتم زيارته يوم الأحد، فسوف يعقد قبل مغادرته إسلام أباد اجتماعاً مع رئيس الوزراء، كما سيلبي دعوة غداء يقيمها على شرفه رئيس الوزراء شوكت عزيز، ويتوقع أن يرافق سموه