يختتم سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز زيارته بنهاية هذا اليوم لجمهورية سنغافورة، ويشمل برنامج الزيارة عقد مباحثات بين سموه ومعالي وزير الدفاع السنغافوري السيد تيوتشي هين، يليه حفل غداء يقيمه الوزير هين تكريماً لسمو ضيف سنغافورة. وفي المساء يقيم سفير خادم الحرمين الشريفين حفل عشاء على شرف سمو ولي العهد في صالة الاحتفالات بفندق ريتس كارلتون مالينيا يحضره الوفد المرافق لسموه والجالية السعودية المقيمة في سنغافورة وأعضاء السفارة وكبار المسؤولين في الجمهورية والسفراء المعتمدون في سنغافورة. وكان سموه قد زار قصر الأستانة؛ حيث عقد وفخامة رئيس الجمهورية السيد إس أرناثن اجتماعاً تم خلاله بحث العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما عقد سموه لقاءً آخر مع دولة الوزير الناصح مؤسس سنغافورة الحديثة السيد لي كوان يو في ذات القصر. وقد تمت هذه اللقاءات قبل أن يتوجه سموه إلى مركز رافلز للمؤتمرات لإلقاء محاضرة عن الفرص والتحديات للروابط الآسيوية العربية. أجواء الزيارة كانت مفعمة بالكثير من التطابق في وجهات النظر، وهناك ثقة لدى الجانبين من أن هذه الزيارة سوف تعمق من الشعور والحرص على بناء أمتن العلاقات نحو مزيد من التعاون وخلق فرص الاستثمار بين البلدين؛ انطلاقاً من استشعارهما بالحاجة الملحة للتعاون في كل المجالات بأمل أن ينعكس ذلك على مستوى النتائج المتوخاة من هذا التعاون. وكلُّ مَن التقيناهم من الوفد السعودي - تحديداً - كان هذا هو الشعور السائد لديهم، وما من أحد قابلناه، إلا وكان يؤكد على الأهمية الكبرى لمثل هذه الزيارات التي يفترض أن تفتح آفاقاً واسعة نحو بناء شراكة حقيقية تعود بالفائدة على شعبي البلدين الصديقين. وما رأيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والاهتمام بأعضاء الوفد يعكس هذه الصورة، ويضيف إليها أن سنغافورة تعول كثيراً على زيارة سموه، وتتطلع إلى قطع نتائجها سريعاً ومن غير إبطاء سواء لهم أو لنا بحسب التقديرات التي حددها الجانبان في مباحثاتهما وما تم الاتفاق عليه. ولا شك أن الاتفاقيات التي تم توقيعها، تعطي مؤشراً على هذه الروح، وتفعل بتنوعها للمتابع حجم الاهتمام الذي رافق التوقيع عليها بحضور سلطات عليا في (الدولتين) وبهذا تكون المملكة وسنغافورة قد أطلقتا الإذن لمشروعات تنموية واستثمارات جديدة في كل من البلدين. وإن قراءة هذه الاتفاقيات من عناوينها، وحتى من دون الدول في تفاصيلها تظهر مدى الحرص الذي قاد إلى إتمام مراسيم التوقيع عليها، بما يؤمل أن يقود ذلك إلى تتويج هذه الشراكة بدخول الشركات والمستثمرين في الدولتين في مباحثات جدية للوصول إلى صيغ أخرى من التعاون وإلى اتفاقيات جديدة في مجالات غير المجالات التي اتفق عليها، ضمن الاستراتيجية التي قادها الأمير سلطان بن عبدالعزيز في زيارته إلى سنغافورة. لكن العقد يكتمل بمثل هذه الصفقات حين يترجم رجال الأعمال والمستثمرون في كل من المملكة وسنغافورة هذا الاهتمام من قيادتي البلدين إلى اهتمام آخر من جانبهم بالدخول في حوارات واجتماعات مكثفة بغية الوصول إلى تعاون مفيد لكل منهما. وفي تصوري أن كل شيء ممكن بالنسبة إلى السعوديين في ظل الرعاية التي يمنحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان للقطاع الخاص، بما ينبغي أن يشجع رجال الأعمال على انتهاز هذه الفرصة وعدم تفويتها بالإسراع في تفعيل هذا التوجه، وانتظار نتائجه التي ستكون لمصلحة الطرفين بكل تأكيد. والأمير سلطان إذ يختتم زيارته اليوم إلى هذه الدولة المتقدمة، لا بد وأنه سيكون سعيداً بالنتائج التي حققتها الزيارة، ومن المؤكد أنه قد لمس أن السنغافوريين يبادلون السعوديين الشعور والرغبة في إطلاق المزيد من فرص التعاون وأن الروابط القوية القائمة بين شعبي البلدين سوف تكون أقوى طالما كان هناك مجال أو مجالات للتعاون فيما بيننا. غير أن الوقت له أهميته في ترجمة نتائج الزيارة إلى عمل وإلى إنجاز وإلى إعداد لما قيل، واتفاق عليه خلال الزيارة، حتى لا تفقد وهجها وتفوت الفرصة على ما هو في متناولنا تحقيقه من نجاحات، كانت بالتأكيد هاجس سلطان وهو يتوجه إلى هذه الدولة لإجراء هذا اللقاء والمباحثات والاتفاقيات مع مسؤوليها.