كنت من بين الذين تشرفوا بحضور حفل افتتاح هذا المركز بمحافظة الرس بمنطقة القصيم، وقد سررت كثيراً لحسن التنظيم وكثافة الحضور من أصحاب الاختصاص والمهتمين بهذا الجانب الإنساني الاجتماعي، وزاد من سروري وسرور كل المدعوين تلك الوثيقة الضافية القيمة التي بدأ بها الحوار بكل اقتدار راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم التي عبر فيها سموه عن الطرح العلمي والأكاديمي المتميز والتي أثق بأن مسؤولي المركز سوف يعتبرونها ضمن المنهج الذي سوف تبنى عليه الدراسات التي سوف يجريها المركز، كما أنه لا بد لي من الإشادة بالكلمات الصادقة المخلصة التي علق بها معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى على أهمية هذا المركز والفوائد المرجوة منه، أضف إلى ذلك ما أدلى به من سمح لهم الوقت بالمداخلة معالي الدكتور علي النملة، ومعالي مدير جامعة القصيم وغيرهم أثناء الحفل، وقد أجادوا جميعهم بما عبروا عنه واقترحوه، وكم تمنيت أن يطول أمد الحفل كي يدلي الآخرون من ذوي الاختصاص بآرائهم ومقترحاتهم ولعله مستقبلاً يتيسر لهم التعبيرعن أهمية البحوث والدراسات الاجتماعية وآفاقها ومستقبلها بناء على الحاجة الماسة إليها في هذا الوقت بالذات الذي كثرت وتضخمت فيه المشكلات الاجتماعية المتنوعة التي آن الأوان للتصدي لها ومعالجتها، وإذا كنت من بين الذين سعدوا كثيراً بقيام هذا المركز كسعادتي بقيام كل ما له صلة بالجوانب الاجتماعية ربما لأنني عملت عدة سنوات في هذا المجال، وأحببته عندما كنت أحد مسؤولي وكالة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لشؤون الرعاية الاجتماعية التي كان من بين أهدافها المهمة دراسة ومعالجة المشكلات الاجتماعية من خلال فروع الوكالة المنتشرة بالمملكة والإدارات العامة المركزية المتخصصة والجمعيات الخيرية التابعة للوكالة الرجالية منها والنسائية، ومركز التدريب والبحوث التطبيقية التابع للوزارة الذي مضى على إنشائه أربعة عقود، وقد أطلق عليه مؤخراً مسمى المركز الوطني للدراسات والتطوير الاجتماعي، وقد وفقت كلها في تحقيق معظم أهدافها ولعلي بهذه المناسبة أذكر إخوتي بالمركز بأن الدراسات التي أجرتها عدة جهات محلية وخارجية كثيرة للغاية بما فيها استراتيجية العمل الاجتماعي المنبثقة عن مؤتمرات وزراء الشؤون الاجتماعية العربية وغيرها التي حددت طريقة إجراء الدراسات الاجتماعية، فكلها كانت ممتازة لو أنه تم العمل بما أوصت به، وتبع ذلك ليس فقط تشخيص المشكلة وإنما معالجتها، ولعل هذا المركز بناء على ما سمعته وقرأته عن أهدافه النبيلة سيتمكن- إن شاء الله- أثناء الدراسات من تحديد المشكلة والوسائل الكفيلة بمعالجتها، والقضاء عليها كما أرجو أن يستمر المركز في استطلاع آراء أصحاب الاختصاص في مجال عمل المركز لعل ذلك يساهم ويساعد في تطوير البحوث الاجتماعية، وتلافي ما قد يعترض الجهود في هذا المجال، فالذين حضروا حفل الافتتاح من القصيم وخارجه تمنى الكثيرون منهم أن تتاح لهم فرصة المداخلة ولعل الذي حال دون ذلك انشغال المسؤولين في تنظيم الحفل واستقبال الضيوف المشاركين الذين قدموا من كل مكان ومستقبلاً- إن شاء الله- سوف تكثر اللقاءات والمشاركات والمداخلات والآراء الصائبة المفيدة التي سوف تساعد على نجاح هذا المركز في مهمته الإنسانية واستطلاع رأي الأمراء والعلماء والجامعات ووزارة الشؤون الاجتماعية وكل جهة ذات صلة بالجوانب الاجتماعية، كما أتمنى على المركز أن يعرض أهدافه ورسالته القيمة على رجال الأعمال والشركات ومحبي الخير الذين أعرف حرصهم الشديد على دعم كل الأعمال الخيرية دعماً مالياً سخياً يريدون بذلك الأجر والثواب من الباري عز وجل. هذا ما تمنيت أن أدلي به أثناء الحفل.. وختاماً أشكر كل القائمين على هذا المركز، وأرجو الله أن يكثر من أمثالهم، وأن نرى ما بين فترة وأخرى قيام مراكز مماثلة في مناطق أخرى من مناطق المملكة والله من وراء القصد.