1- يجب أولاً تحديد مفهوم التبييض. إن لون البشرة محكوم بنوعين من العوامل، أولهما: الوراثي أو الجيني وهو ثابت لا يمكن تغييره إلا بشروط خاصة جداً، وثانيهما: الخارجي من تعرض للشمس أو تناول بعض الأدوية الجهازية أو الموضعية أو الحمل أو التقدم بالسن، فالهدف من التبييض هو إزالة تأثير العوامل الخارجية المسببة لازدياد الصباغ الجلدي على شكل كلف أو نمش أو تصبغ تال لالتهاب. * ما هي كريمات التبييض؟ - يمكن تقسيمها عموماً إلى طبية وتجميلية ونقصد بالطبية المنتجات التي لها تركيب محدد وبتراكيز معروفة لمواد يعرف تأثيرها القاصر أو المفتح. تضم واحداً أو أكثر مما يلي: 1- Hydroquinon: ينقص إنتاج الخلية الصباغية لمادة الميلانين التي تعطي اللون الأسمر والتي تزداد ببعض الحالات كالكلف والنمش ويكون ذلك بأكسدة الميلانين والخميرة المنتجة له مثل Tyrosinase ويستخدم بتراكيز متفاوتة والتراكيز المقبولة حالياً لا تتجاوز 4%. 2- Aezelic Acid: أيضاً له دور معاكس لخميرة Tyrosinase مما يخفض إنتاج الميلانين، لذلك قد يفيد بحالات الكلف وفرط التصبغ التالي للالتهاب واستخدامه بتركيز20% يعادل استخدام الهيدروكينون بتراكيزه المنخفضة. 3- Retinoids: تعمل على بعثرة حبيبات الميلانين مما يسمح باختراق الضوء للجلد وإعطاء مظهر أكثر إشراقاً. 4- أحماض الفواكه Glycolic Acids: لها دور بتنظيم تمايز الخلية البشروية وربما تنظيم فاعلية الخلية الصباغية وبالمشاركة مع الهيدروكينون تزيد اختراق الأخير للجلد. 5- هناك مواد أخرى متعددة مثل الستيروئيدات الموضعية (الكورتيزونات - الفينولات). أما المركبات التجميلية فأكثرها لا يحمل عادة أسماء المواد الداخلة فيها أو تراكيزها ويعتمد الكثير من منتجيها على (المنشأ النباتي أو العشبي) والحقيقة أن هناك بعض المشتقات النباتية مثل Licorice ذكر دورها المفتح لكن ليس ذكر المنشأ العشبي أو النباتي دليلاً على السلامة التامة أو إمكانية الاستخدام بدون رقابة أو لفترات مفتوحة إذا لا ننسى أن العديد من الأدوية الطبية التي قد تكون سمية مشتقة أصلاً من نباتات وأعشاب. 2- بالنسبة للتأثيرات الجانبية: تختلف باختلاف المركبات المستخدمة للتبييض فالهيدروكينون قد يتسبب بالتهاب جلد تخريشي أو تحسسي واستخدامه بتراكيز عالية ولفترات طويلة قد يسبب ظهور الصباغ بأماكن مختلفة من الجسم وهو ما يعرف بOchronosis، كذلك الكورتيزونات القوية ولفترات طويلة قد تتسبب بضمور الجلد وتوسع شعرياته وزيادة الشعر عليه. لا ننسى أن بعض المواد السابقة هي مواد مهمة وضرورية لعلاج فرط التصبغ لكن بشرط المتابعة والرقابة عليها هناك تأثيرات أكثر خطورة من السابقة فمن أشهر التأثيرات السمية المعروفة تأثير الزئبق. وهو مادة محظورة طبياً، الذي يؤدي امتصاصه الجهازي إلى التهاب الكلية الغشائي، وبعض مشتقات الهيدروكينون، قد تتسبب بزوال اللون بشكل نهائي حتى بغير أماكن تطبيقها. فتخيلوا وجود المواد السابقة في خلطات ومجهزة مسبقاً تحت اسم خلطات عشبية (أو شعبية). 3- يتم اختيار الكريم اعتماداً على عدة أمور: مثلاً شدة المشكلة التي نرغب بتبييضها، هل البشرة جافة أم دهنية؟ هل هناك مشكلات مرافقة بالبشرة يمكن معالجتها بآن واحد؟ هل استخدمت السيدة علاجات سابقة وهل كان مهيجة للجلد أو محسسة. أخيراً هل السيدة حامل أو مرضع عموماً ينصح باختيار الأنواع الواضحة التركيب والابتعاد عن الأنواع المبهمة. 4- ينصح عموماً بتجنب التعرض للشمس التي تزيد شدة معظم التصبغات: ولكون بعض المواد محسسة ينصح باستخدام أي كريم جديد في البداية على منطقة صغيرة (عدا الوجه) لاختبار حساسية الجلد له. كما ينصح بالابتعاد عن الممارسات التي قد تهيج البشرة مثل أي تنظيف عنيف أو مفرط سواء بالصوابين أو غيرها، أو حتى الإفراط باستخدام الكريم العلاجي نفسه، إذ إن كل تهيج أو إحمرار بالبشرة يميل لترك لون أسمر مكانه خاصة لدى ذوي البشرة السمراء. 5- كما ذكرنا سابقاً أن العديد من الأدوية بالنهاية مأخوذة من نباتات وأعشاب لكن هل يمكن أخذ هذه النباتات وتطبيقها مباشرة على الجلد، لا يعتقد الأطباء عموماً بذلك، لأن المواد المطلوبة لا توجد بتراكيز محددة ومناسبة للجميع في هذه النباتات ولا توجد وحدها بل يوجد معها العديد من المواد التي قد تتسبب هي نفسها بالتهابات جلدية تخريشية أو تحسسية أحيانا خفيفة وأحياناً تصل لدرجة الحرق وتترك مكانها تصبغاً أسوأ مما كان. د. يارا حافظ