العلماء ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى وأنوار الهدى يشكِّلون أساساً متيناً لحضارة الأمّة ونهجها ومسارها العلمي والعملي، وفقدانهم يُعد ثلمة عظيمة في الأمّة لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله (إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال إنّما يقبض العلم بقبض العلماء) - والعلماء الصادقون هم أعمدة هذه الأمّة وسدنتها .. ومن نعم الله سبحانه وتعالى أن قيّض لهذه الأمّة من يخدمها ويحمل علم مسيرة الصلاح والإصلاح فيها ويواصل المسيرة ويحمل الراية مستنيراً بهدي السراج المنير نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم - وفقد الواحد منهم فقد عظيم وثلمة كبيرة .. وممن فقدنا في العامين الماضيين فضيلة الشيخ إبراهيم الراشد الحديثي رئيس محاكم منطقة عسير سابقاً رحمه الله رحمة واسعة وأن يتقبّله في عباده الصالحين، وأن ينزله منازل الأبرار الصالحين، وأن يصلح عقبه وذريته إنه سميع مجيب .. ولقد احتوى ديواني على قصة الطموح في قصيدة ذكرت فيها مزايا الشيخ - رحمه الله - حينما عاد إلى البلاد من رحلة خارجية وهاأنذا أعيد نشرها بناءً على طلب صحيفة الجزيرة. بك الشعر يزهو والقريض المهذب وفيك قوافي المدح أحلى وأعذب تحييك أبها وهي في الحسن غادة وقد سفرت فخراً وكانت تحجب تأخرت عنا أيها الشهم في السري وأبطأت يا مقدام فالعين تسكب وسافرت يا قاضي المعالي فسافرت قلوب وأبطال بحبك تعرب حملت الثمانين الطوال مجاهداً كأنك في العشرين تقرأ وتخطب لياليك بيض في المعالي مضيئة إذا سود الأيام فدم ومذنب فأنت شريح العصر رأياً وحكمة وأنت إياس الفضل ما ذر كوكب أباهي بك الأيام لست مبالغاً وأريك للتاريخ والدهر يكتب وأرتاح أن ألقاك في كل مجلس لقاؤك للأخيار كنز ومطلب هبطت بإسطنبول فاهتز متنها سروراً وجيل الترك فيك تعجبوا فهل علم الأتراك أنك شيخنا سفير المعاني منك تروي وتنسب وذكرتهم أهل الجزيرة فانتشوا يلوح على رؤياك سعد ومصعب يحييك قلبي يا حديثي دائماً ويشرق شعري في علاك ويغرب وامتاح منك العلم والفهم والنهى لنهجك في التوحيد أرضى وأغضب فدتك جموع لا تجب محمداً لها في ر كاب الجهل نهج ومركب وكل عيوب تبكي الشمس في الضحى فدعها فهذا الجهل جهل مركب تحييك أزهار الجنوب ووردها لمقدمكم شيخي تغني وتلعب على الجفن أنزلناك حباً وقربة وإن ضاقت الأجفان فالقلب أرحب وما أنا بالباغي على الحب منه ولكن حب الصالحين محبب