الندوة الأدبية هي عبارة عن صالون أدبي يجتمع فيه أهل الثقافة والأدباء والعلماء على اختلاف تخصصاتهم فيعرضون إنتاجهم على روّاد تلك المنتديات. وتشبه هذه المنتديات المقاهي الأدبية في البلاد العربية، وانتشر في المملكة وبصورة ملحوظة إقامة الندوات الثقافية الشخصية يقيمها وجهاء البلد وأعيانه، وتُعرض فيها موضوعات متباينة تهم المثقفين والمفكرين والأدباء والعلماء ورجالات التربية. راودت مربي الأجيال الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) فكرة إقامة ندوة ثقافية عامة منذ زمن بعيد ونظراً لكثرة أعماله وانشغاله المستمر بأمور التربية فشل المربي في إيجاد فراغ في جدوله اليومي لإقامة مثل تلك الندوة إلا أن الفكرة كامنة في حنايا نفس الشيخ ولم تقتلها كثرة المشاغل والأعباء والالتزامات الاجتماعية والرسمية، وعندما ترجّل الفارس وألقى الشيخ المربي عصا الترحال وقرر التقاعد من العمل الحكومي ونسف أعباء الوظيفة وارتباطها بعد حوالي اثنين وأربعين عاماً من العطاء التربوي والأدبي والثقافي برزت فكرة الندوة تعاود الظهور من جديد وتسيطر على تفكيره خصوصاً أن رحيل الأديب الكبير عبدالعزيز الرفاعي ترك فراغاً أدبياً وثقافياً كبيراً، إضافة إلى أن قصر المربي بات يرتاده الكثير من المفكرين والأدباء وأهل الرأي والمربين ووجهاء المجتمع، فوجد المربي أن هذا هو الوقت المناسب لإقامتها. وشرع في تنفيذ فكرته وإبرازها على حيز الوجود وبذكاء المربي وفطنته رأى أن أهمية الندوة تكون بأربعة أمور هي: الأمر الأول: الأهداف التي من أجلها أقيمت الندوة. الأمر الثاني: الموضوعات المطروحة في الندوة. الأمر الثالث: المكانة الاجتماعية والعلمية لصاحب الندوة ومنظمها. الأمر الرابع: مكانة ضيوف الندوة من رواد ومحاضرين. فكان له ما أراد، فقد حظيت الندوة برعاية كريمة ومتابعة رائعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مما أكسبها أهمية بالغة عند المثقفين والمفكرين وأصحاب الرأي والعلم ورجال التربية في البلاد على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم. وكان عام 1391ه هو عام الانطلاقة الحقيقية لإثنينية عثمان الصالح (رحمه الله) نصف الشهرية يقيمها المربي في قصره العامر في حي المؤتمرات شمال مدينة الرياض، وبعد فترة وجيزة أصبحت إثنينية عثمان الصالح (رحمه الله) منبعاً فكرياً ومنبراً ثقافياً يقصده المثقفون وغيرهم، وتميزت الندوة بتنوع موضوعاتها ما بين ثقافية وأدبية واقتصادية ودينية واجتماعية وتربوية وتعليمية وغيرها من الموضوعات التي تمس حياة المجتمع السعودي بشكل خاص، فنالت الاهتمام والمتابعة من الإعلام نظراً لتميّزها ولمكانة مؤسسها، ومما تميّزت به إثنينية عثمان الصالح (رحمه الله) أيضاً التنظيم والتخطيط فقد عيّن المربي ابنه البار بندر مشرفاً عاماً على الإثنينية، إضافة إلى وجود لجنة استشارية تضم نخبة من المفكرين والأدباء والمثقفين من حملة الشهادات العليا. ويسعى أبناء الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) إلى إيجاد مقر دائم للإثنينية يتم تجهيزه بكل وسائل الراحة لرواد الإثنينية الذين يتراوح عددهم ما بين المائة إلى المائة والخمسين شخصاً وهذا العدد بمقياس الندوات الشخصية على مستوى المملكة يعد مرتفعاً. (*) مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بالرياض