كان الدرس جميلاً والأجمل منه انتباه التلميذات وتفاعلهن معه وقراءتهن المعبرة عبر لحن شجي الأنغام.. ((تراني عابداً ربي.. وأدعوه من القلب أيا ربي.. أيا ربي.. أبي أمي.. أبي أمي.. ألا فاحفظهما ربي..)). قامت التلميذة من مقعدها متضايقة وناظرة إليَّ بتوسل وقائلة: (لو سمحت أذهب للحمام) شيء طبيعي أن يحدث هذا.. ولكن أن تنطق تلك الكلمات باللغة الإنجليزية.. وهي عربية وفي درس ناطق بالعربية.. إنه لشيء عجاب. تبادر إلى ذهني أن التلميذة قد أخطأت ما بيني وبين معلمة اللغة الإنجليزية، نظرت إليها مستفهمة ومصححة الوضع ومعرفة إياها بنفسي.. ولكن وبكل ثقة أجابتني (نعم أنا أعرف وبنفس اللغة) إذاً ما الذي جرى لكِ؟؟ ما دمتِ تعرفين تكلمي معي بلغتي.. لغتنا جميعاً.. لغة القرآن.. لغتنا التي ندرس بها.. لغة أهل الجنة.. نظرت التلميذة إليَّ.. ونطقتْ قائلةً: أنا أعرفُ يا أستاذة.. ولكن أمي تطلب منا أن نتكلم بالإنجليزية حتى تصبح لغتنا فيها ممتازة ودائماً تردد على مسامعنا.. نحن نتكلم العربي في كل حين ولاتهم كثيراً مثل الإنجليزية.. لأنها عامية..؟؟!! صفعت وأنا أردد أبي أمي.. أبي أمي.. ألا فاحفظهما ربي.. أية أم.. تلك التي ندعو لها.. أهي التي تريد أن تسلخ ابنتها من جلدتها لتذبحها على مذابح الإنجليز.. لست أدري..؟؟!! ولكن كل الذي أعلمه.. وأطلبه أن نتقن لغتنا لغة القرآن قراءةً وكتابةً.. ثم بعدها نتعلم لغة ثانية.. وثالثة.. بل رابعة إن أمكن.. ألستم معي...؟؟؟