أما قلت لكم مرة إن حكاية المساهم الصغير مع الهامور الكبير هي مثل حكاية الثعلب مع النمل، فالثعلب المكَّار أيها السادة القراء هو بالطبع كائن محتال بمقدوره أن يفعل أي شيء من خلال ألاعيبه ومكائده وهو تماماً كما قال عنه (الصديق) الآسيوي حينما سأله ذات مرة مذيع في إحدى المحطات الفضائية في برنامج يُقدِّم جوائز قيمة إذ قال المذيع سائلاً الصديق إياه: اسمعْ يا صديقي هل الثعلب يبيض أم يلد؟! ثم أخذ الصديق يفكر ملياً وبعد لحظات من الصمت العميق وهو يضع أصبعه المفلطحة الخشنة على رأسه الضخم تقدم نحو المذيع وقال له بهدوء: اسمعْ يا صديق هو (سعلب) مكار ممكن كل شيء يسوِّي وثعالب الأسهم الكبار هم تماماً مثل (سعلب) صديقنا الآسيوي: أي كل شيء ممكن يسوون، فالذي أعرفه أنا عن الثعلب الصحراوي أنه حينما يستبد به الجوع ولا يجد شيئاً يأكله يخرج متلبداً مختتلاً إلى بيت النمال في عزِّ الظهيرة أوان خروج النمل ثم يأخذ بالتمرغ على النمل حتى يجتاح فروته ثم يسير الهوينا إلى أقرب نقعة للماء سواء كانت غديراً أو خبرا أو نهراً ثم يبدأ بالانغماس في الماء بالتدريج وكلما استمر بالغطس تراجع النمل إلى المؤخرة وهكذا يتراجع النمل حينما يغمر الثعلب كل جسمه بالماء إلى ذيله الطويل وحينما يتجمع كل النمل على ذيله يقفز الثعلب بحركة بهلوانية في الهواء ويمتص كُلَّ مَا على ذيله من النمل دفعة واحدة!! *** هذا المشهد (الثعلباني) تذكرتُه جيداً كلما التهم كبارُ السوق صغارَ المساهمين تماماً مثل حالنا اليوم في سوق الأسهم ولكن بفارق جد بسيط، ألا وهو أن الثعلب الصحراوي كان يفعل ذلك لوحده دون أن يردعه أحد، ولكن ثعلب السوق فعل ذلك بعدما سمع زئير الأسد الذي يحذره من ابتلاع النمل؟!