المختصون في أمور النفط يقولون إن ارتفاع أسعار النفط تتجه إلى الأعلى، وإنه إذا ما ارتفع سعر البرميل إلى 30 دولاراً فإن ميزانيات دول النفط ستتحسن كثيراً، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن حركة سوق الأسهم مزدهرة بالإضافة إلى مكرمة خادم الحرمين - حفظه الله - بزيادة الرواتب، لكن يبدو أن تجار الأزمات قد احتاطوا لهذه الزيادة و(لهطوها) قبل أن تصل إلى جيب المواطن، وهم أي هؤلاء التجار يشبهون الثعلب كما يحلو للصديق مطشر المرشد أن يتندر بهذا المثل كلما ناقشنا حكاية الأسهم، فالثعلب - أدامكم الله - يأتي إلى بيت النحل ويتمرغ فوقه حتى إذا ما لصق النحل على (فروته) ذهب إلى النهر وأخذ يغمس نفسه شيئاً فشيئاً وهكذا يتراجع النحل إلى أن يتكوم على (ذيله) ثم يقفز في الهواء بحركة بهلوانية و(يلهط) النحل. وهكذا هو حال المستثمرين الصغار مع الهوامير بل إن هؤلاء الهوامير يقومون بتثبيت الصغار على طريقة (الطبونة) لا على طريقة الثعلب فحسب، فالطبونة هي عقوبة عسكرية تلجأ إليها بعض الدول لمعاقبة الجندي المخالف، إذ يطلب القائد أو العريف من الجندي أن يحفر خندقاً بطوله ثم يقوم بدفنه تاركاً رأسه خارج الحفرة ثم يقوم الضابط بدهن الوجه أو الرأس بالمربى أو السكر أو الحلوى ليتجمع على وجه الجندي النحل أو الذباب أو سائر الحشرات، ولك أن تتصور مدى عذاب هذا الجندي المسكين من هذه العقوبة (اللئيمة).. أي بمعنى آخر أن بعض هوامير التجارة يعمدون إلى لعبة الثعلب والطبونة مع هذا المواطن الذي ما ان انتعش قليلاً حتى قاموا برفع الأسعار أو التلاعب بالأسهم.. لذلك نهيب بحماية المستهلك ووزارة التجارة أن تراقب الأسعار وكذلك سوق الأوراق المالية أن تراقب الأسهم لئلا تقع الفأس في الرأس.