جاء في كتيّب سعادة الأستاذ محمد أحمد الشدي (هواجس من الزمن القديم) في الصفحة رقم 119: كان المشراق في ذلك الصباح الشتائي البارد محتشداً بالرجال الكهول!! وفي هذا الجو كما هي العادة في قرى نجد يحلو الجلوس في المشراق (شروق الشمس) ويطول بانتظار إطلالة الشمس الدافئة العذبة ويطيب الحديث ويتشعّب عن كل شيء حتى عن الحرب والحب.. يومها برزت الشمس من بين الغمام فأشاعت الدفء وحرّكت الدم في الأجساد النحيلة. قال أحدهم: بصوت مشحون بالأسى: (أقول يالربع، ويش علوم ضويحي؟! ما فيه طاري أو أخبار عنه! الرجال غدا وما عاد له حس ولا خبر)!! قال صديقه علوان: (تغيّر الزمن!! لم يبق من الحقيقة إلا الظلال الباهتة، بعد سنوات من العمل الجاد والخدمة المتواصلة بإخلاص يضعونك على الرف!! يسحبون من تحتك كل شيء ويسلّمونها (لبزير) ولد صغير لا يعرف كوعه من بوعه، نزول وارتحال والله عجائب)!!