أقصد بالإعلام السياحي السعودي: جَمْع بيانات(Data) مُقَوّمَة، ومُفَسّرة، ومُرَتّبَة، ومُنَظّمة، ونشْرَ معلومات(Information) مُدَعَّمَة بالأرقام، والإحصاءات، والحقائق خاصة بالسياحة السعودية، بُغْيَةَ توصيل رسالة للجمهور في الداخل والخارج تتوخى تعريفه، وزيادة معرفته، بمواقع وخصائص السياحة السعودية. فإذا حازَ هذا التعريف على اتفاق، فإنَ السؤال الذي يَسْتَتْبِعُ ذلك هو: هل يتوافر في المجتمع السعودي إعلام سياحي سعودي، هدفه إبراز الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للسياحة، التي ثَبَت أنها تؤدي دوراً مهماً في تحقيق التنمية الاقتصادية، من خلال ما تحققه السياحة من استثمارات مختلفة لهذا القطاع؟ إنّ واقعَ الإعلام السياحي السعودي الحالي لا يشير إلى ذلك. فما هي الأسباب؟ هل حَدَاثةُ العهْد بالتخطيط السياحي كبضاعة تصديرية، وكقاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية؟ وهل تتمتع السياحة السعودية بمزايا ونشاطات التصدير، وتتجنب الكثير مِنْ أعبائها؟ وهل السياحة السعودية كصناعة، توفَّرُ فُرَصَ عَمَلٍ كثيرة للمواطن، وتساعد في القضاء على البِطَالَة؟ وتعمل على الترفيه والترويح النفسي والجسدي، فيعود المُوَاطِنُ إلى عمله أكثر نشاطاً وإنتاجية؟ في ضوْء الإجابة على هذه الأسئلة، يرى خبراء الإعلام السياحي وجوب إبراز الآثار الاجتماعية للسياحة، وتركيزها في العناصر الآتية: - تسهيل سُبُلِ الاتصال والاحتكاك بثقافات أُخْرَى، وحضارات مختلفة، بما يؤدي إلى التنمية الاجتماعية، للمناطق المُزْدَهِرة سياحياً. - تعميق الانتماء الوطني، والاعتزاز بالوطن، والإسهام في بناء الشخصية الإنسانية. - تعزيز تماسك المجتمع، بمّا تنتجه السياحة مِن ألوان التآلف والتعاون. - تُعَدُّ السياحة مصدَرَاً من مصادر التَّحوُّل الاجتماعي الطبيعي من أفراد المجتمع، إذ تساعدُ الفئاتِ التي ترتبط أعمالها بالسياحة، على الانتقال من فئة اجتماعية إلى فئة أعلى، لما يحققونه من مكاسبَ وأرباحٍ من العمل السياحي. - تعمل السياحة على تنشيط الحِرَف، والفنون، والصناعات المتصلة بها. - توفر السياحة تحسين الصورة الجمالية للبيئة، من خلال برامج تنسيق المواقع، والتصاميم الإنشائية المناسبة، ودعم البيئة بتطوير المَرَافِق السياحية، ودعم الطابع القَرَوِي أو الحَضَري، في المواقع السياحية المختلفة. - المحافظة على المواقع الأثرية، والتاريخية، والمعمارية. - مناقشة التأثيرات السلبية الناجمة عن النشاط السياحي، والحدُّ من تأثيراتها. - العمل على تضافر كل الجهود الرسمية والشخصية، لتوفير كل الإمكانات لخدمة السائح، منذ وصوله إلى البلاد، وحتى مغادرته لها. وفي مجال رفع مستوى الوعي السياحي بين أفراد المجتمع السعودي، ما زالت الأسرة السعودية مُقَصِّرَة توجيهاً وتوْعية، وما زال المَدْخلُ التعليمي خُلُوَّاً منهما، وبقي المدخل الإعلامي يراوح مكانه، ربما بسبب غياب الإعلامي السياحي المتخصص، وعدم وجود أقسام إعلام سياحي. وإذا كانت التوعية مناطة بوسائل الإعلام السعودية المختلفة، إلاّ أنها لا تستطيع أن تؤثر في حالة غياب التوعية الأسرية، والمنهج التعليمي، والإعلامي السياحي السعودي المتخصص، الذي يعالج مشكلات السياحة، والعوائق التي تواجهها، وتؤثر بالتالي على جَوْدتها النوعية، إذ إنّ ما يتميز به المجتمع السعودي من استقرار سياسي واجتماعي، يُعَدُّ أحدَ مصادِر الجذب السياحي، وعاملاً من عوامل تنشيط الحركة السياحية السعودية، ما يستدعي خطاباً إعلامياً يدعم الاقتصاد السعودي، ويجذب أكبر عدد من السائحين، ويُنَمّي السياحة الداخلية، لا سيما بعد أنْ تعرَّض بعض السياح السعوديين للابتزاز، عندما أمْضَوْا جزءًا من صيف عام 1425ه (2004م) في بعض المجتمعات العربية.