قتل 23 شخصاً على الأقل وجرح 68 آخرون في ثلاثة انفجارات وقعت الثلاثاء في مدينة فاراناسي السياحية والمقدسة لدى الهندوس في شمال الهند، بحسب حصيلة جديدة للشرطة نشرت أمس الأربعاء.وقال باريش باندي المسؤول في شرطة المدينة: (توفى شخصان آخران في المستشفى ليلاً مما يرفع إلى 23 عدد القتلى). وأضاف أن 35 جريحاً في حال الخطر. ووقع الانفجار الأول في معبد هانومان الذي كان مكتظاً بالمصلين، وهو أكثر الصروح الديني قداسة لدى الهندوس. ثم سجل انفجار ثانٍ بعد قليل في محطة للقطارات في هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر الغانج في ولاية أوتار براديش، في حين وقع الانفجار الثالث في قطار مكتظ بالركاب. وخشية حصول أعمال عنف دينية، وضعت السلطات في كل ولايات البلاد في حالة تأهب قصوى. إلى ذلك وضعت الشرطة الهندية في حالة تأهب في فاراناسي في الوقت الذي دعت فيه جماعات هندوسية إلى الإضراب لكن شوارع المدينة القديمة بدت أمس الأربعاء هادئة بعد أن شهدت عدة تفجيرات. وتسببت الانفجارات في مخاوف من حدوث أعمال عنف طائفية بعد أن اشتبه بعض ضباط الشرطة أن تكون الهجمات من تدبير متشددين يقاتلون الحكومة الهندية في منطقة كشمير المتنازع عليها. كما جاءت التفجيرات أيضاً بعد اشتباكات بين الهندوس والمسلمين في مدينة أخرى لا تبعد كثيراً عن فاراناسي.وقالت الشرطة: إنه لم ترد تقارير عن وقوع اضطرابات أمس الأربعاء وذكرت أنها نشرت في المدينة نحو 3000 فرد من رجال الشرطة وقوات مكافحة الشغب. ووسط إجراءات أمنية مشددة أدى عشرات الهندوس الصلوات أمس في معبد (سانكات موشان) بمدينة فاراناسي الهندية التي تعد مقصداً لزوار المعبد من الهندوس. وساد مناخ من التوتر في فاراناسي والمناطق المحيطة بها. وتقع فاراناسي جنوب شرق مدينة لوكنو عاصمة ولاية أوتار براديش شمال الهند.وتواصل إقبال الزوار الهندوس على (سانكات موشان) وهو المكان الذي ضربه الانفجار الأول. ويعد المعبد الذي أنشئ في القرن ال16 ثاني أهم معبد هندوسي في فاراناسي. ونشرت سلطات أوتار براديش قوات إضافية من الشرطة والقوات شبه العسكرية للحيلولة دون اندلاع أي أعمال عنف طائفية بينما ناشد المسؤولون الهنود مواطنيهم الحفاظ على الهدوء. ويعيش عدد كبير من المسلمين والهندوس في أوتار براديش وهي أكثر الولاياتالهندية اكتظاظاً بالسكان، حيث يشكل سكانها نحو 17 في المئة من تعداد البلاد الذي يفوق مليار نسمة. في الوقت نفسه طالب حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المعارض ومنظمات هندوسية بتعليق العمل في كافة المؤسسات والمصالح في ولاية أوتار براديش. وتعد هجمات أمس الأول التي لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنها هي الثانية من نوعها في الولاية خلال أقل من عام.ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في وزارة الداخلية قولها: إن الانفجارات من تدبير منظمة (إرهابية) وأن الشبهات تحوم حول منظمة (العسكر الطيبة) وهي حركة متشددة. وتعتقد الحكومة الهندية أن هذه المنظمة تتخذ من باكستان المجاورة قاعدة لها.وبعد ساعات من وقوع الانفجارات الثلاثة قتلت قوات الشرطة الهندية ثلاثة من المشتبه في انتمائهم إلى (العسكر الطيبة). ففي حين قتلت الشرطة في أوتار براديش أحد قادة المسلحين التابعين للمنظمة ويدعى سالار (حيث يستخدم اسماً واحداً) بالقرب من لوكنو قتل اثنان آخران من المشتبه في انتمائهما ل(العسكر الطيبة) في نيودلهي في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء. وتعهدت سونيا غاندي زعيمة الائتلاف التقدمي الموحد الحاكم التي تفقدت مواقع الانفجارات باعتقال منفذي الهجمات وإنزال أقسى عقوبة ممكنة بحقهم. ووضعت المدن الهندية الكبرى في حالة تأهب قصوى حيث جرى تشديد الإجراءات الأمنية حول المعابد المهمة وغيرها من دور العبادة في مختلف أنحاء البلاد.