إسلام آباد - لندن - الوكالات: ارتفعت حصيلة القتلى في الاشتباكات العنيفة بين رجال القبائل وقوات الأمن الباكستانية لتصبح (105) قتلى في إقليم وزير ستان، وأفادت المصادر أن رجال قبائل يعتقد أنهم موالون لطالبان والقاعدة أحرقوا العشرات من النقاط العسكرية في هذه المعارك التي تواصلت طوال ليل السبت الأحد وحتى صباح أول أمس السبت. وتزامنت هذه المعارك وتلك التي جرت قبلها مع زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لباكستان والتي تعهد خلالها بتكثيف التعاون مع إسلام آباد في الحرب ضد (الإرهاب). وذكرت مصادر مسؤولة في الاستخبارات الباكستانية أن القبائل المحلية في بلدة (ميران شاه) والمشتبه في إيوائها فلول حركة طالبان وتنظيم القاعدة منذ الحرب الأمريكية على أفغانستان عام 2001 بادرت بالهجوم على القوات الحكومية. وأوضح الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان لشبكة (سي إن إن) الإخبارية أن المليشيات هاجمت بالصواريخ مواقع للجيش قرب ميران شاه يوم السبت رداً على الهجوم الذي شنه الجيش الباكستاني على ذات المنطقة الأسبوع الماضي والذي خلف 45 قتيلاً بين صفوف المسلحين. وأكد مسؤول مقيم في مدينة بيشاور (شمال غرب إسلام آباد) أن 25 ناشطاً قتلوا في معارك جرت في مير علي بمنطقة وزيرستان الشمالية القبلية (250 كيلومتراً جنوب غرب إسلام آباد). وقتل 21 ناشطاً آخر في مواجهات في ميران شاه كبرى بلدات شمال وزيرستان على بعد كيلومترات قليلة من مير علي، وأوضح المسؤول علمنا بحصيلة القتلى بفضل التنصت على اتصالات عناصرهم. وأكد أن ثلاثة جنود باكستانيين قتلوا أيضاً في هذه المعارك الدائرة مع أفراد من قبائل محلية أرادوا الرد على عملية للجيش أسفرت عن سقوط أربعين قتيلاً الأربعاء. وقالت صحيفة (ذي نيوز) الباكستانية اليومية إن الجيش يستخدم المروحيات الهجومية في الاشتباكات التي تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لإسلام آباد مشيرة إلى أن المتشددين احتلوا مباني حكومية من بينها مركز الاتصالات الهاتفية في ساعة مبكرة من صباح أمس. وأضافت الصحيفة أن بعض المتشددين تم قتلهم في قرية خطاي حيث تعرضت مدرسة إسلامية يديرها الداعية المطلوب لدى السلطات مولانا صديق نور لقصف مدفعي من جانب القوات الحكومية. وأبلغ أحد سكان المنطقة ويدعى إحسان الله خان وكالة الأنباء الألمانية أن الوضع (متوتر للغاية) وأن آلاف المتشددين وصلوا إلى ميرانشاه ومدينة مير على الواقعة على بعد 23 كيلومتراً منها جهة الغرب لمقاتلة القوات الحكومية. وأضاف خان أن نحو 20 ألفاً من مقاتلي طالبان يشاركون في القتال (ضد القوات الحكومية) ويختبئون في منازل السكان المحليين الذين تركوا المدينتين. وبدأ عدد كبير من السكان المحليين في الفرار إلى مناطق أخرى أكثر أماناً وقال مدرس في المنطقة يدعى نور خان إن الناس خائفون بشدة وإن نحو 90 بالمئة من سكان ميرانشاه فروا إلى مدن بانو وكاراك وديرا إسماعيل خان المجاورة. واندلعت المعارك التي كانت ما زالت متواصلة حتى مساء السبت لدى مغادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش إسلام آباد بعد أول زيارة له إلى باكستان مؤكداً أنه لا يزال هناك الكثير الذي يجب إنجازه للتغلب على الإرهاب. وأعلن الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية الجنرال شوكت سلطان من الصعب التعرف على عدد الناشطين الذين قتلوا لأن العملية ما زالت متواصلة ليلاً. وأكد لوكالة فرانس برس أن تبادلاً للقذائف المدفعية وقع في ميران شاه كبر بلدة في شمال وزيرستان على بعد بضعة كيلومترات من مير علي، لكنه لم يتمكن من تقديم أي حصيلة. وأوضح الجنرال سلطان أن متشددين أطلقوا قذائف على مواقع القوات الباكستانية من عدة مواقع فردت عليهم مدفعيتنا. وتابع منذ ثلاثة أيام ونحن نتلقى معلومات تشير إلى أن الناشط المتشدّد عبد الخالق يسعى إلى الانتقام لعملية سايدغاي. وفر مئات من سكان المنطقة قبل اندلاع المعارك وقطعت الطرق المؤدية إلى ميران شاه وانقطعت معظم الاتصالات الهاتفية، وفق ما أكّدت مصادر محلية لوكالة فرانس برس. وقال السكان إن ميران شاه معزولة منذ يومين ويحيط بها نحو 400 عنصر من القبائل المحلية المدججين بالسلاح والذين تنتمون في معظمهم إلى المدارس القرآنية المحلية. وبعد السيطرة على عدة مبان رسمية هدَّد عناصر القبائل بقيادة عبد الخالق الذي دعا إلى الجهاد، بقتل السكان الذين يتعاملون مع السلطات. ومنذ سنتين يكثف الجيش الباكستاني هجماته على المنطقة القبلية لا سيما في مقاطعتي جنوب وزيرستان شمالها، حيث يتحصن المتشددون من فلول نظام طالبان الأفغاني (1996 -2001) وحلفاؤهم في تنظيم القاعدة وأنصارهم المحليون.