قتل سبعة من عناصر قوى الأمن الباكستانية وأحد المدنيين، في انفجار قوي استهدف حافلة كانت تقلهم، لدى مرورها في المنطقة القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان أمس. ووقع الانفجار الناجم من عبوة ناسفة في مدينة ديرة اسماعيل خان في الإقليم الشمالي الغربي حيث يطارد الجيش الباكستاني فلول"طالبان"وحلفاءهم في"القاعدة". وقال قائد الشرطة المحلية دار علي ختاك:"انها عبوة يتم التحكم بها من بعد، وضعت على حافة الطريق. وكان الانفجار شديداً جداً، ما ادى الى تدمير الحافلة بكاملها"، فيما قال قائد الشرطة في الاقليم رفعت باشا:"يبدو أنه مكمن، اذ انفجرت العبوة الناسفة بعد دقائق فقط من مرور مسؤول كبير في الشرطة". وقتل ثلاثة شرطيين وعنصران في القوات شبه العسكرية المكلفة حراسة الحدود وأحد المارة على الفور، بحسب المصدر ذاته. وقضى شخص سادس متأثراً بجروحه في المستشفى، كما قال الطبيب جهانزيب خان مدير مستشفى الإقليم. وأضاف الطبيب ان ثلاثة اشخاص آخرين أصيبوا بجروح خطرة نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج. وتلا الحادث انفجار ثان في المدينة، لم يسفر عن ضحايا، لان الشرطة كانت طوقت المنطقة ومنعت المدنيين من المرور فيها. يذكر أن ديرة إسماعيل خان هي أقرب المدن الكبرى إلى الحدود مع منطقة وزيرستان القبلية المتاخمة لافغانستان. كما أن هذه المدينة هي مسقط رأس الملا ظفر الرحمن قائد حركة"جماعة علماء الاسلام"المعارضة، ذات التوجهات السياسية - الدينية والتي كانت تؤيد"طالبان"علناً. وكانت أشرس المعارك في المنطقة منذ وقوف باكستان الى جانب الولاياتالمتحدة في"حربها على الارهاب"في 2001، اندلعت في الرابع من آذار مارس في ميرانشاه ومحيطها، اكبر مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي، خلال زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش لاسلام آباد. وبحسب الجيش الباكستاني، فان هذه المعارك وغيرها من العمليات في الأيام التي تلت، أوقعت حوالى 170 قتيلاً في صفوف الناشطين الاسلاميين الموالين ل"طالبان"وخمسة عسكريين باكستانيين. ومنذ تشرين الاول اكتوبر 2003، كثف الجيش الباكستاني العمليات ضد ناشطي"طالبان"وحلفائهم الاجانب المرتبطين بتنظيم"القاعدة"وانصارهم المحليين في المنطقة القبلية وخصوصاً في اقليمي جنوب وشمال وزيرستان.