في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 23-1- 1427ه اطلعت على القصيدة الرائعة التي نظم دررها على عقدٍ من ذهب سمو الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود آل سعود حيث أبدع بهذه القصيدة أيما إبداع حتى غدت: بيضاء في نعج صفراء في دعج كأنها فضة قد مسها ذهب قصيدة رائعة جاءت بعنوان مبدأ الشرف نشرت في مدارات شعبية لها نصيب كبير من عنوانها الذي اختاره شاعرها من مبدأ الشرف الذي تربى وترعرع وعاش بكنفه صغيراً وكبيراً فصدق من قال (كل إناء بما فيه ينضح) شاعر يشنف الآذان بمعلقاته الخالدة التي ذاع صيتها وطارت على كل لسان شاعر اعتبره أستاذي في الشعر وبكل فخر وأحاول بأن أحذو حذوه فإن التشبه بالكرام فلاح، شاعر الحكمة، شاعر الثقافة، شاعر الإبداع، شاعر الأسرة السعودية ويكفيه بذلك فخراً، دعونا نستلهم تلك المعاني الفذة التي تأسرك بجمالها وروعتها: هاجوس قلبي كل ما قلت ولا جاني يدق القاع من غير سبه هذا مطلع قصيدة السامر فهو أحياناً يخلد بذهنه إنه بعيد كل البعد عن هموم هذه الحياة ثم برهة من الوقت يعود إلى ما كان عليه من قبل حيث إن الشاعر هنا انسن الهاجوس وعقد محاورة شرسة معه حتى قال له: ما غير بالصبر الجميل اتحلا عسى السعد هبات حظي تهبه نعم فالتحلي بالصبر من سمات المؤمن المدرك فالله سبحانه وتعالى يقول (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) والصبر كما قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه (مطية لا تكبو) فشاعرنا هذا دائماً يردد: مبدأ وعن مبدأ الشرف ما تخلا الهون طبع نفوسنا ما تحبه لا فض فوك أيها الشاعر المبدع عندما تقول: دنيا بتفريق الخلايق تجلا إلى امتلا كأس المسره تكبه وصدقت فهذه الحياة لا تستقيم على حال من القلق فهي حياة مشوبة بالمكدرات والمنغصات فلا نستطيع أن نقول لمن غرته إلا: يا شارب أيام الفرح لا تعلا احسب حساب المقبلات وتنبه أبيات مليئة بالحكمة البالغة التي تنبع من قلب رجل مدرك ومجرب، يبدو أن الشاعر استهل مطلع قصيدته بحزن عميق ثم بعد ذلك حاول بأن يتخلص من هذا الحزن بقوله: بالشاردات من القصيد اتسلا اقضب خفا بيت وبيت اذبه هكذا هو الإبداع وهكذا هو الشعر الرزين التي اتحفنا به صاحب التحف النفيسة سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود -حفظه الله- فتحية ملؤها الود والتقدير والاحترام لسموه الكريم. عبدالله بن غازي الحنيني