أخذت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للصين والهند وباكستان وماليزيا مساحة كبيرة من اهتمامات أجهزة الإعلام الدولية وعواصم صناعة القرار العالمية.. فقد تركت الجولة انطباعات بنجاح السياسة السعودية في الاستحواذ على رغبة هذه الدول لإقامة علاقات متميزة ومتينة مع المملكة وتوظيف مكانة الوطن السعودي وقوة اقتصاده وسياسته الحكيمة في (صنع) جسور أكثر متانةً بيننا وبين هذه الدول التي يشكل سكانُها ما يقارب نصف سكان العالم. إن دول آسيا وعلى رأسها الصين والهند وباكستان وماليزيا كانت دائماً العمق الإستراتيجي للمملكة وتمتعت العلاقات فيما بيننا وبينهم بالعديد من التميز والعمق والمصارحة والمصلحة المتبادلة.. من هنا مثلت هذه الزيارة صنع (توازن) في علاقات للمملكة بين الشرق والغرب مع أهمية فتح أسواق جديدة واستثمارات جديدة. إن النمو الحضاري للمملكة في عهدها الزاهر يستوجب أن تؤدي المملكة دوراً مستقلاً ومحايداً يصب في نهاية الأمر في مصالحها ومصالح شعبها. إن هذه الزيارة التي جاءت في وقتها المناسب تحدد بداية مرحلة جديدة من التعامل الدولي النشط لكل ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السعودي.. ذلك أنَّ كلاً من الصين والهند وباكستان وماليزيا تمثل قوة جديدة صاعدة سيكون لها دورها المستقبلي في صناعة (عالم الغد). إن الاحترام والتقدير الذي قوبل به خادم الحرمين الشريفين من مسؤولي هذه الدول ومن هيئاتها ومنظماتها المدنية والسياسية والاقتصادية يعكس هذا المدى البالغ الأهمية ل (وضع) المملكة جغرافياً وتاريخياً حاضراً ومستقبلاً على خريطة العالم. وقد حرص الملك عبدالله على أن يعطي مؤشرات ومبادرات تعكس انفتاحه الفكري والسياسي على جميع دول العالم كما تؤشر على أن حقبة جديدة من الانفتاح السياسي والاقتصادي قد بدأت ترسي قواعدها على أرضنا الطيبة. إن الملك بشخصيته المهيبة وبفكره المتجدد وبطموحاته وآماله لازدهار أبناء شعبه استحوذ على اهتمام الجميع في كل مكان زاره حتى إن أجهزة الإعلام كانت تسجل كل إشارة فيه على أنها بشارة لغد أكثر إشراقاً ومستقبل أكثر أمناً وازدهاراً. [email protected]