عمّت الفرحة والبهجة وعادت الأفراح والليالي الملاح إلى محافظة الرس معقل سفير منطقة القصيم في دوري الأضواء والشهرة (نادي الحزم)، أو كما يحلو لعشاقه تسميته (حزم الصمود)، وهو اسم على مسمّى، بعدما أكد بقاءه في الدوري الممتاز للموسم الثاني قبل نهاية الدوري بأربعة أسابيع في إنجاز فريد بعد أن كسب فريق أبها 3-1 في الرس التي تعانق فيها الفرح والدموع ابتهاجاً بتحقيق حلم البقاء لأهالي هذه المحافظة الذين سعدوا ببقاء فريقهم في دوري الكبار بكل جدارة واستحقاق بعد تقديمه عروضاً قوية ونتائج مميزة أشاد بها كل النقاد الرياضيين فارضاً احترامه، وأجبر الكل على التصفيق له نظير ما يقدمه من مستوى فني راق يعتمد على الجماعية التي أهلته لتأكيد بقائه رغم حداثة تجربته التي لم تبلغ العام الواحد، إلا أنه وضع بصمته مع كل فريق يقابله. درس الكبار منذ بداية الدور الثاني الذي شهد استقرار الفريق واكتمال أجانبه نصب الحزم (سفير القصيم) مصيدته لكل فريق يأتي لمقابلته وهو طامع في الفوز والتزود بنقاط الحزم الصاعد حديثاً إلى الممتاز، معتقداً أنه سوف يسترخي، إلا أنه يفاجأ بتلك (المصيدة) التي نصبها له أبناء العجلاني؛ فتحاول الفرق الفرار منها والهرب غير آسفة على ضياع النقاط الثلاث، وهذا ما حدث على أرض الواقع أمام الشباب والهلال والأهلي والنصر على التوالي، فقد خرجت بنقطة ثمينة، إلا أن خامس الكبار (الاتحاد) لم يتوقع وجود فخ أو مصيدة أفلتت منها أربعة فرق كبيرة بصعوبة، وعلى ما يبدو أنهم كانوا مشغولين بنتيجة الدور الأول التي قاسوا الأوضاع الحزماوية من منطلقها واعتقدوا أنهم سوف يكررون النتيجة نفسها أو على الأقل الظفر بنقاط المباراة إلا أنهم مع انشغالهم بالنتيجة السابقة لم يستيقظوا من أحلامهم سوى بين الشوطين وقد كانوا متخلفين بهدفين ولم يفعلوا أي شيء في الشوط الثاني بعد أن ضيق عليهم رفاق النجم المغربي صلاح الدين عقال الخناق فمنعوا الحراك؛ ليقع الاتحاد أولى الضحايا الكبيرة للفخ الحزماوي، ثم أتبعه بضحية أخرى وهو رفيق دربه أبها؛ فأكد الحزم بقاءه عبر البوابة العسيرية وأمتعوا الجماهير بالفن الحزماوي الذي طال في السابق فرسان مكة (الوحدة)، والقادسية. ربان السفينة هذه النتائج الرائعة والبقاء في الممتاز تسجل وتحسب للإدارة الحزماوية برئاسة الأستاذ علي العايد الذي يبذل جهوداً كبيرة مع الفريق؛ لذلك يحظى بقبول واسع في الأوساط الحزماوية التي اطمأنت لوجود (أبي خالد) على كرسي الرئاسة؛ لمعرفتها السابقة بإنجازاته. وقفة البلطان والروح لا شك أن وجود الداعم الأول والوحيد لنادي الحزم رئيس هيئة أعضاء شرفه الأستاذ خالد البلطان الذي يقف خلف الإدارة والفريق، كان له بالغ الأثر في تفوق الحزم وبقائه في الممتاز؛ فمواقفه البطولية مع الفريق واللاعبين واجتماعاته المتواصلة معهم ومتابعته الدؤوبة للفريق في كل مدينة يلعب فيها تعد شاهدا وبرهانا على جهود هذا الرجل الذي يدعم الحزم وحيداً، بعد أن ابتعد عنه أعضاء الشرف لأسباب متفاوتة، ورغم ذلك تحمل البلطان المسؤولية وصمد وقارع الكبار، وأكد صدق ما وعد به أبناء الحزم في الاجتماع التاريخي الذي عقد في مقر النادي قبل انطلاق الموسم يوم الجمعة في شهر شعبان في لقائه المفتوح مع الجماهير الحزماوية عندما أعلن أمام الجميع بلغة الواثق: (إن حزم الصمود سيصمد أمام الكبار، وصعد ليبقى ولن يكون فقاعة صابون). وأكد أنه سوف يسعى للتوفيق بين الشباب والحزم، وهذا ما حققه رمز الحزم وأحد رجالاته الأوفياء الذي قال وفعل على أرض الواقع عندما وفر كل شيء ورصد أعلى المكافآت المالية في تاريخ الدوري عندما فاز على الاتحاد وقدم مكافأة لكل لاعب وصلت إلى (8000) ريال وهو ما كان محل تقدير اللاعبين الذين أهدوا البلطان البقاء في الممتاز وتحقيق الحلم. العجلاني يكمل مثلث برمودا ولعل الطرف الثالث والمهم لمثلث برمودا هو المدرب التونسي أحمد العجلاني الذي وفق صناع القرار في التعاقد معه؛ لما يملكه من خلفية كبيرة عن الدوري السعودي وأحوال لاعبيه، وما يميز هذا المدرب هو عدم مجاملته أي نجم؛ فهو يساوي بين اللاعبين ولا يفرق بينهم فكل اللاعبين سواسية لديه وتحسب له إعادة التألق للمهاجم مسفر البيشي الذي لم يكن أساسياً مع الفريق في دوري الدرجة الأولى، ومع العجلاني أصبح أحد أعمدة الفريق على رغم وجود بعض اللاعبين أصحاب الخبرة. صلاح الدين ترمومتر الفريق يعتبر اللاعب المغربي صلاح الدين عقال المحترف في صفوف الحزم (قلب الفريق) والترمومتر الحقيقي لمستوى الحزم؛ فإذا ارتفع أداؤه ظهر الحزم وإذا اختفى فالخسارة حتماً ستقع بالفريق. ويملك المغربي موهبة كروية فذة أثبتها في المباريات الماضية بعد أن كان العلامة الفارقة في الفريق، وهو ما جعل جماهير الحزم تطالب بشدة بتجديد عقده موسما آخر نظير مستواه المشرف؛ فهو يعتبر أفضل الصفقات هذا الموسم، ولو كان مع فريق آخر ذي صيت إعلامي، والإعلام المرئي والمقروء حوله لذاع صيته وعلا شأنه. الرجال والحلم الأكبر استبشرت الجماهير الحزماوية خيراً ببقاء فريقها في الممتاز وتمنت أن يكون بقاؤه فأل خير بعودة كل رجالاته الأوفياء المبتعدين من النادي؛ لينضموا إلى باني أمجاد الحزم الحالي خالد البلطان؛ ليشكلوا معه قوة إضافية تزيد من إصرار (حزم الصمود) الموسم القادم على المنافسة على دخول المربع الذهبي، وهو أمر غير مستبعد إذا تضافرت الجهود؛ فالحزم يملك رجالاً وأعضاء شرف قادرين على الوصول به إلى المربع، والمنافسة؛ فالحزم في ظل وجود رجال بحجم البلطان قادر على منافسة الكبار، فهل يكون البقاء عربون المصالحة لعودة الرجال إلى معقلهم وتوحيد الصف لتحقيق الحلم الأكبر؟