تسعى حكومة خادم الحرمين - حفظها الله - الى النهوض بالخدمات الصحية والارتقاء بها إلى مستوى العالمية شأنها شأن القطاعات الأخرى وذلك عبر آليات متعددة على سبيل المثال لا الحصر افتتاح العديد من كليات الطب في جميع أنحاء المملكة وكذلك افتتاح العديد من المستشفيات وتسهيل الاستثمار الطبي في القطاع الخاص ومحاولة تذليل العقبات التي تواجهه إضافة إلى التوجيه المستمر للمسؤولين بوزارة الصحة والخدمات الطبية في القطاعات الأخرى. قد لا أكون مبالغاً حينما أقول إن حجر الزاوية في الخدمات الصحية هو الطبيب بدون أن تنقص من الإداري، الممرض، الصيدلي حقهم في نجاح هذه المنظومة، لكن المريض عندما يحضر إلى العيادة يكون الهدف زيارة الطبيب الذي بدوره يأخذ التاريخ المرضي ويقوم بالكشف على المريض وإعطائه العلاج الذي يتناسب مع حالته يعد عمل الفحوصات المخبرية والإشعاعية إن لزم الأمر. بالعودة إلى ما ذكرنا سابقاً فيما يتعلق بتوجه حكومتنا الرشيدة بافتتاح العديد من كليات الطب بالقطاعين الحكومي والخاص إضافة إلى مضاعفة عدد الطلاب المقبولين بالكليات القائمة سعياً منها لسد النقص الشديد بعدد الأطباء الذي لا يختلف اثنان على عدم تناسبه مع عدد السكان المتنامي في المملكة وقد بدأت هذه الخطوة الموفقة تؤدي ثمارها بأن زاد عدد الأطباء الجدد الذين تم تخرجهم في السنوات الثلاث الماضية وانخرطوا بالعمل في المستشفيات كل على حسب رغبته وتخصصه إلا أن النقطة التي يجب التنبه إليها هي انخفاض مستوى بعض الأطباء العلمي والعملي، وقد يكون لزيادة الأعداد سبباً في ذلك، حيث إن بعض الكليات والمستشفيات المعنية لا يتوافر لديها كامل الإمكانات لاستيعاب هذا العدد الكبير من الطلاب والأطباء المتدربين ، وبهذا الصدد أناشد هؤلاء الطلاب والأطباء بالحرص الشديد على تطوير قدراتهم العلمية والعملية كما أناشد المسؤولين بالحرص على هؤلاء الأطباء بتوفير البرامج التدريبية والتعليم الطبي المستمر الذي يساعدهم في تطوير مستوياتهم وبالتالي خدمة أفضل للمريض والمجتمع. والله ولي التوفيق..