قالت صحيفة هآرتس العبرية: إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، نقل في الأيام الأخيرة رسائل عبر قنوات مختلفة إلى إسرائيل أوضح فيها استمرار إشرافه على الاتصالات السياسية، أيضاً بعد فوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني.. ووفقاً لنبأ رصدته الوحدة الإلكترونية بمكتب الجزيرة، طالب المبعوثون الفلسطينيون في المباحثات التي اجروها مع إسرائيل باستمرار الحوار السياسي. وجاء في خبر الصحيفة العبرية: نقل أبو مازن لإسرائيل ثلاث رسائل، والجزيرة في هذا المقام تعرض فحواها بإيجاز: أولاً: منظمة التحرير الفلسطينية وليست السلطة الفلسطينية هي المؤسسة التي وقعت على الاتفاقات مع إسرائيل، وهي المشرفة على المفاوضات، وأبو مازن هو رئيس منظمة التحرير وهو الذي سيستمر بإجراء الاتصالات السياسية التي لا توجد للسلطة أي مكانة فيها. ثانياً: سيحاول الرئيس عباس استمرار السيطرة على قيادة قوات الأمن في السلطة الفلسطينية. ثالثاً: سيحاول الرئيس عباس استعادة الإشراف على إدارة ميزانية السلطة الفلسطينية التي أخرجت من أيدي الرئيس الراحل ياسر عرفات، وسلمت تحت الضغوط الإسرائيلية لأيدي سلام فياض وزير المالية السابق. ووفقاً لصحيفة هآرتس العبرية استمع ايهود اولمرت، رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة للرسائل التي بعثها الرئيس عباس وقال، معقباً: إنه في ظل الظروف الحالية ستستمر إسرائيل وبهذه المرحلة بالحوار معه، كما تقول الصحيفة.. (الجزيرة) تعرض خلاصة الموقف الحمساوي وكان خالد مشعل (أبو الوليد)، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد أعرب في تصريحات نشرتها له مجلة دير شبيغل الألمانية احترام حركة حماس للاتفاقيات الموقعة بين السلطة وإسرائيل، لكنها سترفض المساومة على المصالح الفلسطينية. أما بشأن الاعتراف بإسرائيل وهي المسألة الأكثر حساسية بالنسبة إلى حماس فقد تجنب قادة حماس أي إشارة إلى رفضهم الاعتراف بإسرائيل ونفوا بشكل ضمني سعيهم لتدميرها. ونُقل عن موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قوله: (إن إسرائيل موجودة بحكم الواقع ولا أحد ينكرها وهي الدولة الأقوى في المنطقة وسلطة احتلال فوق رؤوسنا ولكننا نقول: إنها غير شرعية لأنها تغتصب حقوق الآخرين). ويرى مراقبون أن حماس تتجه على ما يبدو إلى اعتراف ضمني بإسرائيل من خلال انضمامها إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي اعترفت بالدولة العبرية في الخطابات المتبادلة بين الراحل الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي العمالي الأسبق اسحق رابين عام (93). من ناحيته، اقترح اسماعيل هنية، رئيس قائمة حماس في التشريعي الفلسطيني في مقابلة مع الصحيفة اليونانية (كاتمريني) على إسرائيل وقف إطلاق نار ل 10 ? 15 سنة.. والشرط: انسحاب إلى حدود 1967م. وجاء اقتراحه في معرض إجابته عن السؤال الصحفي: هل تهدف حماس إلى القضاء على إسرائيل؟ فأجاب: (أنحن نقضي على إسرائيل أم إسرائيل تقضي علينا؟.. متسائلاً: هل يعتقد أحد أننا قادرون بالبنادق على تدمير دولة تملك مقاتلات اف -16 ومئتي رأس نووي؟ هل نحن من ندمر إسرائيل أم أن إسرائيل هي التي تدمرنا؟). وفيما يتصل بمستقبل السلام، اقترح مؤسس حركة حماس الشيخ المجاهد المرحوم أحمد ياسين هدنة منذ 1988، ل 10 - 15 سنة، نحن نجدد هذا الاقتراح اليوم أيضاً، لينسحبوا إلى حدود 1967، وليحرروا السجناء السياسيين ونحن سنمتنع من كل نشاط عنيف.. سنرى هل تحترم إسرائيل في هذه المدة الهدنة وسنرى هل نستطيع أن نثق بها، اليوم نحن لا نثق بها.. واغتالت دولة الإرهاب الصهيوني الشيخ المقعد أحمد ياسين في ربيع العام 2004م، وسئل هنية عن الحكومة الفلسطينية المقبلة، فقال: في كل الأحوال، ستكون حكومة لكل الفلسطينيين وليس لحماس فقط.. وأكد أن (حماس ليست في وارد خوض صراع) من أجل السيطرة على قوات الأمن الفلسطينية، داعياً إلى تشكيل (جيش فلسطيني موحد، الأمر الذي ترفضه إسرائيل).. وقال: (في هذه الحال، لن تعود الأجنحة العسكرية للفصائل ضرورية..