حبيبنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - النبي الأمين الهادي، معلم البشرية، نبي الرحمة الذي أرسله الله رحمة للعالمين، بأبي هو وأمي، ما أعظمه من رسول وما أجله من نبي، بصَّر الله به من العمى، وهدى به من الضلالة، وفتح به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وأقام به الملة العوجاء، فهدى الناس بإذن الله، وأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، وأقام الله تعالى به دولة هي خير دولة في التاريخ البشري قاطبة. وهو خاتم الرسل، وخيرهم وإمامهم والقائل، (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم فمن دونه - إلا تحت لوائي)، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع، صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، والشفاعة العظمى، صلوات الله وسلامه عليه. ولقد ساء كل مسلم في العالم ما نشرته صحيفة دنماركية وتبعتها فيه صحيفة نرويجية، من صور ساخرة مستهزئة بهذا النبي الكريم، ومتطاولة على مقامه الشريف، وذلك بزعم حرية الرأي، وحرية التعبير، وما قصدهم إلا الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وإهانتهم في معتقداتهم، وفي أمور هي من أعظم وأغلى أمور الاعتقاد عند كل مسلم، وذلك بتطاولهم على النبي الأعظم، الذي رفع الله ذكره، والذي يصلي عليه كل مسلم إذا سمع اسمه، ويفديه بنفسه وما له وولده.والحمد لله كثيراً على أن هذه الهجمة الحاقدة قد فوجئت برد الفعل من المسلمين، والذي لمسناه جميعاً خلال الأيام الأخيرة من كثير من المسلمين على المستوى الرسمي والشعبي، الذين تفاعلوا مع دعوات الوقوف في وجه هذه الهجمة الحاقدة، مما كشف عن حقيقة محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند المسلمين، ومكانته في قلوبهم، وذلك بما يدخل السرور على قلب كل مسلم غيور.إن أفضل ردٍ من المسلمين على هذه الهجمة وهذه الحملة الشعواء الحاقدة، إنما يتمثل في عودتهم إلى شرع ربهم، وكتابه، وسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - واستمساكهم بدينهم، وإحيائهم سنة نبيهم، فإن ذلك أشد ما يغيظ هؤلاء الأعداء، ويحنقهم. ولذلك على كل مسلم أن يدافع عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - بلسانه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. والمسؤولية الكبرى في ذلك إنما تقع على عاتق العلماء والدعاة، وطلاب العلم، والمعلمين، والأساتذة، كل في مجال عمله، فعليهم أن يبينوا للمسلمين جوانب العظمة في حياة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، ومكارم الأخلاق، وجميل السجايا والصفات التي حباه الله بها، ومكانته بين الأنبياء، وحقه على أمته، وكيف يؤدون هذا الحق، وكيف يحيون سنته، وكيف يذبون عنه، وكيف يدفعون عنه - صلى الله عليه وسلم - هذه الهجمات الحاقدة الشرسة. فبهذا نستنفر ألفاً وثلاثمائة مليون من البشر ليكون كل منهم جندياً يدافع عن دينه ونبيه - صلى الله عليه وسلم - ونموذجاً يبين للعالم كله كيف هي أخلاق هذا النبي العظيم صلوات الله وسلامه عليه.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.