ارتبطت معرفتي بالدكتور إبراهيم القريشي قبل بضعة أشهر، وكانت البداية بمكتب معالي وزير التربية والتعليم كمستشار له. وكان المتسبب في هذه المعرفة الدكتور رشيد بن فهد العمرو الذي يشغل منصب مستشار وزير التربية قبل تقاعده، وقد خسرت التربية رجلاً فذاً ومسؤولاً مخلصاً وموظفاً نزيهاً. هذه المعرفة أو اللقاء الأول أشعرني بأنني أعرف القريشي منذ سنوات طويلة بما يملكه من تواضع جمّ وأدب رفيع وأخلاق عالية، تعجبك أريحيته وتبسطه بعيداً عن التعالي والتكابر، يتميز بالوضوح ويتحدث بلغة الواثق، يملك مهارة التشخيص للعلل التربوية بمهنية المتخصص والمجرب، ويحلل العلل الإدارية برؤية الخبير المتمرس برصيد معرفة دراسية وخبرة وتجربة خارجية وداخلية، ولمست من خلال الحوار والنقاش معه حرصا شديدا على واقع التعليم؛ فهو يتألم لوضعه، ويقول: نملك مفاتيح الإصلاح ونستطيع التغيير إلى ما هو أفضل، فهو مسؤول مولع بالتجديد والتطوير والإبداع ولديه طاقة كامنة من الفكر والرؤى لنظم التعليم ومسلماته. هو مسؤول عرف بجرأته وصدعه بالحق، وهذا لم يكن ليتماشى مع سياسة بعض المسؤولين السابقين، مسؤول لم يصبه داء الغرور بعدد السنوات التي أمضاها في الغرب ونهل العلم منها وتوّجها بتخصص نادر مع مراتب الشرف من جامعة هيوستن في أمريكا عن إدارة التعليم العالي والإشراف التربوي مثل المملكة في العديد من المؤتمرات واللقاءات، وشارك في المؤتمر العلمي في مدينة أوستن في ولاية تكساس حول تطوير التعليم في جميع مراحله، وقام بتأسيس أول مدرسة سعودية في مدينة هيوستن لتدريس أبناء الطلبة المبتعثين وكلف برئاسة هيئة الإشراف عليها. هذه الملامح السريعة والخبرة المتنوعة والتجارب المتعددة أكسبته ثقة المسؤولين بأن يعود مرة ثانية ليعتلي إدارة معهد العاصمة النموذجي؛ لما لهذا المعهد من خصوصية وميزة معينة وبيئة مهيأة للإبداع، وهذا ما يتناسب مع قدراته وطاقاته وطموحاته، ولعل من بصماته الواضحة وأفكاره الرائعة طرح فكرة إنشاء جمعية الخريجين التي لقيت التأييد والمباركة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وبتشرف من قبل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية؛ ليكون رئيس مجلس إدارة جمعية الخريجين. هذه لمحة بسيطة ومختصرة بسبب ضعف المعلومات لديّ عن سيرة ومسيرة الدكتور إبراهيم القريشي الذي أجد أنني لم أفه حقه، ولعلمي الأكيد أنه ليس من هواة التلميع والتمجيد، لكن هذا هو التاريخ الذي يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت. وكم تمنيت من القلب أن يكون أبو بندر في قلب الوزارة متسلما إحدى وكالاتها؛ لأننا في أمس الحاجة إلى مسؤول يتمتع بهذه الرؤية الثاقبة والنظرة الشاملة.. ودعوتنا له أن يوفقه الله أينما كان.