هل تستطيع المرأة أن تعيش بدون رجل؟ هل تستطيع أن تعيش بلا مأوى؟ بل هي تستطيع أن تعيش بلا أسرة؟ والأدهى من ذلك كله هل تستطيع أن تعيش في مجتمع بلا رحمة أو رأفة؟ كل هذه التساؤلات تدور في حلقة مفرغة لم أستطع أن أجد لها إجابة محددة..ولكي أكون أكثر وضوحاً فيما أتساءل عنه أضرب أمثلة مما قرأت: - فتاة تبلغ من العمر 29 سنة تعرضت للتعذيب وأصيبت إصابات بالغة وتم عضلها ومنعها من الزواج. خبر آخر يقول: - فتيات يهربن من المنازل ويكثر هذا في المدن المزدحمة بالسكان. إذاً المرأة لا تستطيع أن تعيش بدون ما ذكرته سابقا لأن المرأة ضعيفة. الإسلام أكرم المرأة فلماذا تأتي تلك الفعول الطائشة والنوازع الشريرة والأفئدة الخالية من العطف والأعصاب الثائرة الغاضبة لتمزق ذلك القلب الضعيف وتشوه الجسد الغض. يا إلهي كم يعتصر قلبي ألماً وأنا أكتب هذه المقالة، حقيقة لا استطيع أن أوازن أفكاري.. إن المرأة أيها المجتمع بحاجة إلى أيديكم الرحيمة صدقوني ان سبب ضرب تلك الفتاة لعدم وجود من يملك قلبا رحيما وهي لا تجد مأوى يحميها. إذاً هناك أسباب لابد من الاهتمام بها لأنها ليست الحالة الأولى بل هناك حالات متعددة، صحيح قد تكون قليلة ولكن هي موجودة وكل صغير احتقره الآخرون وقللوا من شأنه سيستفحل غدا بالتأكيد. إذا من الأسباب: 1- ان الفتاة تتحمل الضرب والإهانة والمعاملة القاسية ولم تهرب من المنزل وتبحث عن السكينة والطمأنينة لدى من تنتمي لهم بصلة القرابة أو الجوار كل هذا لتمسكها بالعادات والتقاليد وتشبثها بالفطرة الراسخة. 2- إن تعرضت للمنع أيضا فمن حقها الشرعي أن تبلغ من العمر 29 سنة أي أنها فتاة راجحة العقل موزونة الفكر بالرغم من ذلك لم تشتك للمحاكم أو التحدث للقضاة وأصحاب الرأي السديد. 3- إنها ظلت صامدة صابرة إلى أن أصبحت غير قادرة حتى على قضاء حوائجها الخاصة بها وهي في قرارة نفسها أن قلوبهم ستلين والحال في الغد سيتغير. إن مثل هذه الفتاة الصابرة واجهت تعسفا وتضييقا من الأهل وهو الأمر نفسه الذي جعل الفتيات يهربن من منازلهن ولكن للأسف هذه صدمة بالغة للأسرة والمجتمع بأكمله. لكن هناك برأيي أسباب أدرجها وهي: 1- ضعف الوازع الديني. 2- الانفتاح الإعلامي من قنوات فضائية وعلم الإنترنت الواسع المفاهيم والأفكار. 3- قلة الرقابة الأسرية والرعاية الحميمة من قبل الأم والأب حتى الأخوة والأخوات. 4- تفكك الأسرة وانعدام روابط المحبة والتقارب بينهم. 5- سهولة الخروج من المنزل في المدن فقط. يا ترى كيف لنا أن نناقش قضايا المرأة ما هو السبب الذي يدعو إلى هروب الفتيات وكأنهن يعشن في سجن وينتظرن لحظة غفلة الحراس من أجل الهرب هل هذا يعقل أن يحدث في مجتمعنا المتماسك؟!. للأسف ان ما يجعل هؤلاء الفتيات يهربن هو أنهن يفكرن بعقل واحد ولا يسمعن إلا صوت هوى النفس، علينا أن نرفع ستائر الصمت عن الكثير من الفتيات في مكان يضمن للفتاة الأمان، التحدث، الشكوى، الاستقرار النفسي. المرأة بحاجة لمؤسسة إنسانية وأنا أقول (إنسانية نسائية) بحتة تضمن التوافق النفسي لما تربت عليه الفتاة السعودية من أطر العادات والتقاليد والفطرة الراسخة. بالتأكيد إذا وجدت مؤسسة أو على أقل تقدير مبنى نسائي مستقل لحل المشاكل واستقبال الفتيات اللاتي يحاولن الهروب أو الضياع في دوامة الحياة فيتم إعادتهن للوضع الطبيعي. فالضرب والتعذيب والتعسف نال الكثير من النساء فلماذا يا ترى تصمت المرأة؟ بسبب جوهري هو قوة الصبر والتحمل لحبها لأسرتها إذا كانت فتاة أو زوجة. وأخيرا أتمنى أن توضع هذه الحلول للمرأة والفتاة السعودية: 1- أن يكون هناك مسح ميداني من قبل نساء الخبرة والعلم لجميع المدن في كافة الأحياء كما يحدث من تعداد للسكان فنحن بحاجة لتلمس احتياجات المجتمع قبل أن نعلم كم يبلغ عددهم ووضعهم في خانة الإحصاء. 2- أن يكون هناك توعية إعلامية واسعة تغطي الحدث من قبل التلفاز، الصحف، الإذاعة. 3- ان توزع نشرات من قبل العلماء وأهل الدين على جميع المنازل تحثهم على احترام المرأة وتدعم بداخلهم الجانب الديني لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من عال ابنتين أو أختين حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) ابن حبان. لذلك فأنا أهمس في أذن كل أم رؤوم: اقتربي من ابنتك لأن مزالق الهوى كثيرة وفجوة البعد كارثة وهاوية النهاية أمامهن قريبة قال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). هذا في جسد الأمة فكيف إذا كان في جسد الأسرة الواحدة. أفق أيها المجتمع المتمثل بالمدنية والتقدم والتكنولوجيا قبل فوات الأوان.