إذا كان توفر القيادات التربوية المبدعة والإمكانات المادية المميزة يطور الأداء التعليمي فإن فرص نمو وتحسن هذا الأداء التعليمي سوف تزداد كثيراً بوجود نقد منضبط وجاد ينفذ في مناخ من الشفافية وحسن النوايا. فخلال السنوات التي خلت كان تعليمنا ولا يزال تحت مجاهر وكواشف النقد، بل إن التعليم كان هو الموضوع الطاغي في معظم منتدياتنا ولقاءاتنا، تناوله بالنقد المختصون وغير المختصين من أولياء الأمور والكتَّاب والمهندسين والمحامين والأطباء. النقد - متى ما أحسنَّا استخدامه - يعد أداة فاعلة وهائلة لتطوير أي تعليم في أي مكان. وهنا نسأل: هل أدى تعرُّض تعليمنا لهذا النقد الشامل والواسع والشفاف إلى إثراء أدائنا التعليمي كما يُفترض أن يكون؟ إن كان الأمر كذلك فالنتيجة منطقية ومتوقعة، وإن لم يكن الأمر كذلك فهناك مشكلة يجب البحث عنها وحلها. التعليم لا يمكن أن يعيش بمفرده في جزيرة منعزلاً عن غيره من القطاعات المجتمعية، فهو يتأثر بكل ما حوله ويؤثر عليها في الوقت نفسه. ليس بالضرورة أن كل ما يروق للتربويين ويجد جاذبية لديهم سيكون هو الأجدى والأنفع؛ لذا على التربويين أن ينصتوا باهتمام لكل الشرائح التربوية والمجتمعية، وخصوصاً تلك التي لها اهتمام واضح بمجالات تطوير التعلم؛ فهي قد تعيد المسؤول التعليمي إلى نقطة التوازن. ومن جهة أخرى على الشرائح المجتمعية تقدير مهنية القائمين على التعليم وتفهم واقعنا التعليمي. وفي كل الأحوال لا بدَّ من تعزيز الثقة بين الطرفين، وعدم اللجوء إلى المزايدات التي تحاول إلغاء رأي الطرف الآخر.