يقول الحق تبارك وتعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. ويقول سبحانه في آية أخرى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. ويقول جل من قائل عليما: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} ويقول الشاعر أبو البقاء الرندي - رحمه الله -: لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدنيا لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن ويقول الشاعر ابن عثيمين - رحمه الله - هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب بهذه الآيات الكريمات والأبيات المعبرات أواسي أسرة العقيل الكريمة في محافظة الرس، وقصر ابن عقيل وفي جميع أنحاء المملكة، بل أواسي قبيلة بني تميم بوفاة أحد رجالاتها وأبنائها المخلصين الشيخ فهد بن عبد الله بن محمد العقيل الذي توفي - رحمه الله - في يوم السبت الموافق للتاسع والعشرين من شهر ذي القعدة، ولا نقول حيال هذه المصيبة إلا ما يرضي ربنا، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ولا راد لقضائه وقدره، آمنا بالله رباً ورضينا بما كتبه علينا، والحمد لله على كل حال، وجبر الله مصابنا وألهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان وجعل مقره جنات النعيم.. والمتأمل في سيرة والدنا وشيخنا الجليل يجد الصفات النبيلة والأخلاق الحميدة التي كان يتصف بها في حياته، لقد كان محبا لربه ومطيعا له، يحب بيوت الله ويعمرها بالطاعة والتقرب إلى من يرجو ثوابه وما عنده من النعيم المقيم في الجنان التي أعدت للمتقين، أحبه أهله وأقاربه وكل صديق وكل قريب وبعيد، وحزنوا وبكوا عندما علموا بوفاته، الكل يحبه ويحرص على زيارته والالتقاء به والاستماع إلى حديثه الشيق الجميل، زارنا في بيت والدي مرة مع أولاده وأبناء إخوته وأقاربه فكان - رحمه الله - حريصا أشد الحرص على لم الشمل وتبادل الزيارات بين الأقارب والأصحاب وأبناء الأسرة والقبيلة، حتى أنه بكى مرة عندما طلب منا الحرص على زيارته حبا في رؤية أحبابه وأقاربه، جلسنا معه عدت مرات عندما قمنا بزيارته فكنا نستلذ لكل كلمة يتفوه بها، رحل عن الدنيا وبقيت سيرته العطرة الممزوجة بأجمل الكلام والطاعة لرب الأنام، رحل من أبكانا وأحزننا فراقه جميعا البعيد والقريب، ولكن نحمد الله الذي أماته على طاعته وهذا ما يخفف ألمنا ومصابنا بفقده، ولمكانة والدي الكبيرة في قلبي وقلب كل محبيه كتبت هذه الأبيات مواساة للجميع بفقده: جاني خبر نكد علي حياتي وخلي دموع الحزن تنزل من العين مصيبةً هزّت جبالٍ رساتي وأبكت لنا من عقب ما حنا بسالين موتٍ خذا منا جميل الصفاتي فهد العقيل من تميم العزيزين مكتوب وكل مرجعه للمماتي وباللي كتب ربي بلا شك راضين مرحوم ياللي حاز للمكرماتي يشهد له الأقصين واللي قريبين راع الكرم والجود والطيباتي شيخ تربى في حياته على الزين عايش سعيد بين صوم وصلات وعطف على المحتاج واللي مساكين يا الله أنا طالبك يوم اللقاتي يوم التغابن يوم نصب الموازين تجعل لوالدنا خلاص ونجاتي من الجحيم اللي بها الشر والشين وتسكنه بجنان فيها الهناتي اللي بها أنهار وثمار وبساتين هذا الرجا يا خالق الكائناتي تقبل دعانا فيه يا منزل التين