قال شهود عيان: إن مسلحين من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) و(فتح) تبادلوا إطلاق النار في قطاع غزة أمس الجمعة في أول معركة من نوعها بالأسلحة النارية منذ أن سحقت حماس حركة فتح المهيمنة منذ فترة طويلة في انتخابات برلمانية. وقال الشهود: إن شخصين على الأقل أصيبا في الاشتباك الذي وقع قرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة ووصفوا الحادث بأنه تناحر بشأن نتائج الانتخابات. ومن جانبه أعلن إسماعيل هنية القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنه اتفق أمس الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على لقائه خلال أيام للتشاور بشأن تشكيل الحكومة التي يفترض أن تكلف حماس بتشكيلها بعد فوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي. وقال هنية للصحافيين بعد صلاة الجمعة: اتفقنا معه (أبو مازن) على لقاء خلال الأيام القليلة القادمة لنتشاور على شكل الشراكة السياسية في المرحلة القادمة ونتباحث في مجمل القضايا التي تهم شعبنا. وأوضح (اتصلت بالرئيس قبل صلاة الجمعة، وهنأته على نجاح العملية الشورية والديموقراطية وهو هنأ حماس. وأكدنا له أن حماس كما ستحافظ على الحقوق والثوابت ستعزز الشراكة السياسية وستنسق مع كل القوى). وأضاف (وجدت كل الترحاب منه، وجدته مهنئاً لحماس. نحن نختلف مع الرئيس سياسياً وفي الرؤية حول طريقة استعادة الحقوق، لكن هذا لا يعني أن حماس ستكون في عراك مع مؤسسة الرئاسة). وبشأن رفض حركة فتح المشاركة في حكومة تشكلها حماس قال هنية: (البعض في فتح أكدوا أنهم لن يشاركوا في حكومة تشكلها حماس، لكن الكثير اتصلوا بنا وقالوا إنهم مستعدون) لذلك. إلى ذلك أكدت حماس أمس الجمعة مجدداً عدم ممانعتها من إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 دون الاعتراف بشرعية الدولة العبرية على باقي الأراضي الفلسطينية. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس: (حماس لا تمانع في إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالمحتلة كخطوة مرحلية دون أن يؤدي ذلك لاعتراف الحركة بشرعية الاحتلال على (باقي الأرض الفلسطينية)، أي فلسطين التاريخية. وفي رده على سؤال حول إمكانية قبول حماس بهدنة مع إسرائيل قال أبو زهري: الاحتلال الإسرائيلي غير مهيأ حتى لوقف العدوان فمن العبث الحديث عن مبادرات. وأكد أبو زهري أن حماس بدأت منذ الليلة قبل الماضية إجراء مشاورات داخل أطر الحركة لدراسة موضوع تشكيل حكومة فلسطينية. وأضاف (اليوم تبدأ حماس بالتحركات لإجراء مشاورات مع كافة الفصائل بشأن شكل الشراكة السياسية). وقد حصلت حماس على 76 مقعداً من أصل 132 في المجلس التشريعي، ويفترض أن يكلفها الرئيس محمود عباس تشكيل الحكومة المقبلة. ومن جهته دعا زعيم تكتل الليكود (يمين) بنيامين نتانياهو في تصريحات لشبكة فوكس نيوز الأمريكية يوم الخميس إسرائيل إلى أن تكون حازمة جداً مع السلطات الفلسطينية الجديدة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، وألا تنسحب من أي أراض إضافية. وقال نتانياهو: إن الانسحاب الإسرائيلي من غزة عدّ مؤشر ضعف وان فوز حماس يشكل (تراجعاً كبيراً للسلام). حسب زعمه. وأضاف (كنا نظن أن انسحابنا من جانب واحد من غزة سيحقق لنا السلام.. وفوز حماس هو نتيجة سببين. الأول هو الفساد المزمن في السلطة الفلسطينية، والثاني هو نتيجة انسحاب إسرائيل من جانب واحد أمام الإرهاب الذي بعث برسالة مفادها أن الإرهاب يؤتي ثماره). حسب قوله. وفي سيدني أعلن رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد أمس الجمعة انضمامه إلى الرؤساء الذين دعوا حركة حماس إلى التخلي عن العنف بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وأكد هاورد أنه يقبل نتائج الانتخابات الفلسطينية، معتبرا أن على حماس (في المقابل إن توافق على انها لا تستطيع في الوقت نفسه أن تتصرف باعتبارها حكومة ديموقراطية منتخبة وتدعم الإرهاب). حسب زعمه. وخلص إلى القول (لن يحصل بالتأكيد أي تغيير في التزامنا الكامل الدفاع عن دولة إسرائيل). كما دعت اليابان، المانح الأكبر في الشرق الأوسط، السلطة الفلسطينية مساء الخميس، إلى السيطرة على من وصفتهم بالمتطرفين بعد فوز حماس في الانتخابات. وأكد وزير الخارجية الياباني في بيان أن طوكيو (تأمل في أن تبذل السلطة الفلسطينية جهوداً من أجل السلام طبقاً لخريطة الطريق، كالسيطرة على الفلسطينيين، على سبيل المثال). ومن جهة أخرى دعت اللجنة الدولية للشرق الأوسط الخميس حركة حماس إلى التخلي عمّا وصفته بالعنف والاعتراف بما سمته حق إسرائيل في الوجود. وذكرت اللجنة الرباعية في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية أن (حلاً يقوم على دولتين يستوجب تخلي جميع المشاركين في العملية الديموقراطية، عن العنف والإرهاب، وموافقتهم على حق إسرائيل في الوجود ونزع أسلحتهم كما توضح ذلك خريطة الطريق). حسب زعمها. ومن جهتها اعتبرت حماس أمس الجمعة موقف اللجنة الرباعية الدولية منحازا لإسرائيل، وطالبت الأسرة الدولية بالضغط على إسرائيل للاعتراف بالحقوق الفلسطينية. وفي فرنسا أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي يوم الخميس في بوغوتا، أن (على حماس القبول بوجود دولة إسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية والتخلي عن العنف). حسب قوله. ولم يخف وزير الخارجية الفرنسي قلقه من نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وعلى الصعيد نفسه شدد عدد كبير من النواب الأمريكيين الخميس على ضرورة تخلي حركة حماس عن السلاح، وإلا فإن عملية السلام مع إسرائيل برمتها ستتعطل. وقال السيناتور الديموقراطي جوزف بيدن الذي زار الأربعاء الأراضي الفلسطينية لمراقبة الانتخابات التي قال: إنها كانت (حرة ونزيهة)، (لا يمكننا أن نتوقع من إسرائيل إجراء مفاوضات مع حزب يدعو إلى تدميرها، ويمارس الإرهاب ويقيم ميليشيا مسلحة). حسب زعمه. وأضاف بيدن (على حماس أن تختار إما السلاح وإما البطاقات الانتخابية، وهي لا تستطيع التعامل مع المستويين). بدوره، قال المرشح الديموقراطي السابق إلى الانتخابات الرئاسية جون كيري إن (حماس كما نعرفها يجب أن تزول إذا ما أرادت أن تصبح شريكاً شرعياً لصنع السلام مع إسرائيل). ومن جهته، أعلن رئيس الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ بيل فريست (على حماس أن تتخلى فوراً عن أي أعمال عنف وتضع حدا لها، وان تنزع سلاح جميع الميليشيات وتعترف بحق إسرائيل في الوجود). وأضاف (وإلا، فاني أخشى أن تتوقف عملية السلام ويتأثر كثيراً استمرار المساعدة المالية الأمريكية). ومن جانبه قال جرنوت ارلر وزير الدولة بالخارجية الألمانية: إن الفلسطينيين لن يحصلوا على مساعدات مالية من ألمانيا إلا إذا اعترفت حماس بإسرائيل.