يعاني مجتمعنا من استنزاف المياه وهدرها بشكل غير مقنن مما له تأثيره السلبي على الحفاظ على هذه النعمة العظيمة والتي بدأت بالتلاشي من الآبار بعد أن استنزفتها المزارع وغارت كثير من العيون بعد أن كانت إلى عهد غير بعيد تسيح من نفسها على الأرض، وبلا شك أن المياه هي عصب الحياة وقوامها. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ}، وحث سبحانه على الاقتصاد بالمأكل والمشرب في قوله تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}ومن هديه - صلى الله عليه وسلم أنه يتوضأ بالمُدِّ، ويغتسل بالصاع وقال عليه الصلاة والسلام حينما مر بسعد وهو يتوضأ (ما هذا السرف يا سعد، قال: أفي الوضوء سرف، قال: نعم، وإن كنت على نهر جار) وهكذا فعل الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين فكانوا نعم القدوة الصالحة في المحافظة على الماء فقد كلف الكثير والكثير، ويطيب لي هنا أن أسوق فتوى سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) عن سقيا الاستراحات والحدائق عن طريق شبكة المياه حيث أجاب يرحمه الله بما نصه (لا يجوز استخدام ماء الشرب فيما هو ممنوع لدى مصلحة المياه إلا بعد موافقتها خصوصاً مع شح الماء ونقصه على الآخرين). كما أكد المسؤولون في نداءات متكررة ما تعيشه البلاد من أزمة مياه منذرة بمعاناة شديدة إن استمر الحال على ما هو عليه الآن من عدم الترشيد المطلوب في مثل هذه المعاناة التي تزداد من يوم لآخر، مما يوجب تضافر الجهود للحفاظ على هذه النعمة العظيمة والتي قد لا يعرف قدرها إلا من فقدها أو حرمها. لذا رأيت من باب النصيحة أن أدلي بدلوي في المشاركة بالتوعية في أهمية هذا الموضوع والذي أقض مضاجع المخلصين من مسؤولين ومستفيدين من خدمة المياه المقدمة للساكنين من مواطنين ومقيمين واستفاد منها القاصي والداني، مما يتطلب الحفاظ عليها ولاسيما في ظل فتوى سماحة الشيخ محمد العثيمين في تحريم استخدام ماء الشرب فيما هو ممنوع لدى مصلحة المياه إلا بعد موافقتها خصوصاً مع شح الماء ونقصه على الآخرين. أسأل الله أن يجعلنا ممن يطبق هذه الآية الكريمة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} (24) سورة الأنفال. وفيما يلي دليل على ما أوردته هذه الفتوى: فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أفيدكم أنني أحد المشتركين في مصلحة المياه بموجب عقد اشتراك للانتفاع بمياه الشرب ويوجد ضمن بنود عقد الاشتراك تحت عنوان المحظورات الواجب على المشترك البند رقم سبعة عشر يحظر على المشترك فقرة (د) استخدام الأساليب والوسائل لسحب الماء بكمية تزيد عما يكفي العقار في الحالة الطبيعية وبشكل يؤثر على استفادة المشتركين الآخرين فقرة (و) استخدام ماء الشرب لري الحقائق أو البناء ويوجد لدي نخيل وبعض الأشجار يتم سقيها عن طريق شبكة المياه. آمل توضيح هذا الأمر، حيث إنه يوجد من المشتركين من لديه استراحات وحدائق سواء تابعة لمنازلهم أو استراحات منفصلة يتم سقيها عن طريق الشبكة. وجزاكم الله خيراً. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: لا يجوز استخدام ماء الشرب فيما هو ممنوع لدى مصلحة المياه إلا بعد موافقتها خصوصاً مع شح الماء ونقصه على الآخرين. كتب أصله: محمد الصالح العثيمين