إن المجد نعمة من نعم الله يمنحه الله من يحب ومن لا يحب فالسعيد من وفقه الله في توظيفه في مناحي الحياة لأمور تخدم الأمة وفق قيمها وثوابتها فالفكر يعبِّر عن الملكات العقلية عند الإنسان فإذا وظفت هذه الملكات في الجانب السوي ارتقت إلى الفطرة السوية التي أرادها الله لعباده وهذا ما ينطبق بإذن الله على الأخ العزيز صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود الذي اجتمع فيه المجد في كل شيء فمؤلفاته التي أثرى بها المكتبة الإسلامية اعتمدت على التأصيل الإسلامي من خلال المنهجية العلمية وظفت مقاصد الشريعة وفقه الواقع حسبما تقتضيه المرحلة الراهنة فكتابه (الدبلوماسية والمراسم الإسلامية) الذي قام بإهدائي نسخة منه يعتبر من الأبحاث النادرة التي تواكب البروتوكولات المعمول بها في الأعراف الدبلوماسية بل هو نتاج لفلسفة امتزج بها سموه من خلال العمق العلمي الذي يجسد الولاء والالتزام بهذا الدين (القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة) فهو اليوم يذكر أبناء هذه الأمة بماضيها التليد ويقول لها نحن أهل الحكمة ونحن السباقون في كل شيء أبحثوا في قرآننا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكتب السلف الصالح وما تزخر به المكتبة الإسلامية من كنوز المعرفة التي تستشرف المستقبل وتبشر بحياة سعيدة وواعدة بإذن الله. وقد سرني بعض العبارات الجميلة التي أوردها في ثنايا هذا الكتاب ومنها: (أقولها للتاريخ أتحدى أن يكون هناك منهج حياة أو دستور دولة أو دين أو ملة غير الإسلام قامت بتوضيح وسرد تلك الآداب والسلوكيات كما جاءت في ديننا الإسلامي من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة) وحقيقة أن هذا الكتاب يوضح شدة اعتزازه بدينه ويلفت الأنظار الغائبة إلى عظمة هذا التراث واحتلاله درجة السبق في التعامل مع منظومة الحياة كاملة ومنها الدبلوماسية والمراسم الإسلامية المتعلقة بتعريفنا بهذا الكتاب الذي يقع في ثمانية فصول شرح في بدايته فكرة الكتاب: وتحدث في الفصل الأول عن: أسس الدبلوماسية في الإسلام. والفصل الثاني: المراسم والسفارات في الإسلام. والفصل الثالث: أدوات الدبلوماسية في الإسلام. والفصل الرابع: البروتوكول وآداب السلوك في الغرب. والفصل الخامس: المقومات الأساسية لمراسم السلوك الإسلامي. والفصل السادس: آداب دبلوماسية التعامل الإسلامي. والفصل السابع: الإسلام والغرب في تقديم المرأة. والفصل الثامن: آداب الإسلام في السلوك الدبلوماسي. والكتاب جدير بالقراءة ويحتل مكاناً مرموقاً في المكتبة العربية والإسلامية بما فيه من إشباع وأصالة وتجديد. أتمنى لسموه الكريم مزيداً من التقدم، وأن يمتعنا بكتب أخرى على هذا المنوال الجيد.